
تسعى الجزائر إلى بسط نفوذها الإقليمي، وتطوير اقتصادها وتنويع مصادر الدخل، بالإضافة إلى تعزيز دورها كشريك موثوق به في مجال الطاقة من خلال اتباع تعليمات رئيس الجمهورية السيد “عبد المجيد تبون”، لتعزيز طموحات الجزائر في التموقع كمرد أساسي للطاقة لاسيما الخضراء نحو أوروبا.
حيث عقد وفد سوناطراك المشارك في أشغال المنتدى التاسع لمنظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك المنعقد يومي 9و10 من الشهر الجاري بفيينا،اجتماعات مع كبار منتجي الطاقة العالميين لتوسيع الشراكات فياستكشاف وإنتاج النفط والغازوتطوير الطاقات الجديدة والنظيفة.
إلى جانب دعم مشاريع التحول الطاقوي المستدام بقيادة نائب الرئيس المدير العام المكلف بنشاط الاستكشاف والإنتاجفريد جطو،لتجسد بذلك وتقوي موقعها ضمن كبار موردي الطاقة، الذي يجمع أكثر من 20 دولة عضوا في أوبك وشركات عالمية كبرى، ناقشواأهم القضايا الطاقوية من الأمن الطاقوي، استثمارات الطاقة، التحول المناخي، ومكافحة الفقر الطاقوي. وعليه، فإن مشاركة الجزائر تعكس التزامها بدعم استقرار الأسواق العالمية للطاقة، في ظل أزمات جيوسياسية ومناخية معقدة.
وأشار البيان إلى أن مشاركة سوناطراك في هذا الحدث، الذي يعد من أبرز الملتقيات الدولية في مجال الطاقة، تترجم التزام المجمع بمرافقة جهود الجزائر كعضو فاعل في منظمة “أوبك”.
كما تعكس هذه المشاركة -وفق المصدر ذاته – حرص سوناطراك على تجسيد التزاماتها كقطب صناعي رائد في مجال المحروقات على المستوى القاري، وفاعل رئيسي على المستويين المتوسطي والدولي.
وفي إطار تنفيذ الاستراتيجية الوطنية الهادفة إلى تثمين المجال المنجمي للمحروقات، من خلال دعم قدرات الاستكشاف وزيادة احتياطات وإنتاج النفط والغازاستقبل وزير الدولة، وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة “محمد عرقاب” يوم الثلاثاء 15 جويلية، وفدا عن شركة النفط والغاز الأمريكية “إكسون موبيل،تهدف الزيارة إلى تعزيز الأمن الطاقوي الوطني وتدعيم توجه الجزائر نحو الأسواق الخارجية،وشكل اللقاء فرصة للطرفين لتبادل وجهات النظر حول واقع وآفاق التعاون بين “إكسون موبيل” ومجمع سوناطراك، والوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات، لاسيما في مجال المنبع البترولي والغازيمن خلال توفير مناخ شراكة مناسب، يضمن نجاح الاستثمارات ويعزز الثقة المتبادلة مع الشركاء الدوليين، حسب ما صرح به “محمد عرقاب”.
“سوناطراك” تواصل تعزيز مكانتها كمزود موثوق للطاقة
يتوقع أن تحافظ الجزائر على مكانتها كممون مهم للغاز الطبيعي للسوق الأوروبية على المدى الطويل، حيث تعد شريك استراتيجي، ولاعب أساسي في معادلة الطاقة العالمية حتى سنة 2050، إذ تعتبر الجزائر ثالث أكبر مالك لاحتياطيات النفط في إفريقيا عام 2024، وأشار التقرير السنوي لمنتدى البلدان المصدرة للغاز لسنة 2024، بأن الإنتاج الجزائري من الغاز الطبيعي سيبقى في مستوى 100مليار متر مكعب في آفاق 2030.
أما من حيث الجهود المبذولة للرفع من الإنتاج، فإن التقرير قد أشار إلى اكتشافات جديدة بالقرب من أكبر حقل غازي في البلاد، والمتمثل في حاسي الرمل، والتي ستسمح بإضافة كمية تقدر بـ 3.5 مليار متر مكعب.
فرغم التراجع العام في احتياطيات القارة بـ 220 مليون برميل، حافظت الجزائر على موقعها الثالث بـ 12.2 مليار برميل، مستقرّة منذ 2006،كما حافظت الجزائر على المرتبة التاسعة عالميافي منظمة أوبك بإنتاج يومي يقدر بـ 907 ألف برميل،وصادرات يومية 459 ألف برميل، وإنتاج الغاز قدر بـ 103.97 مليار متر مكعب،ورغم التحديات، تبقى الجزائر من أكبر مورّدي الغاز إلى أوروبا، مستفيدة من أزمة الطاقة الروسية-الأوكرانية.
سوناطراك وإيني الإيطالية توقعان عقدا باستثمار 1.4 مليار دولار
وقع مجمع سوناطراك ومجمع إيني الإيطالي عقدا في مجال المحروقات بحجم استثمار يقدر بـ 1.4 مليار دولار إلى جانب اتفاقية استراتيجية في ميدان الانتقال الطاقوي.
وتم التوقيع على الوثيقتين من طرف الرئيس المدير العام لسوناطراك، “توفيق حكار” والمدير التنفيذي لشركة “ايني”، “كلاوديو ديسكالزي” وذلك بحضور وزير الطاقة والمناجم، “محمد عرقاب” وسفير إيطاليا بالجزائر، “جيوفاني بوجيليازي”. ويأتي ابرام الاتفاقيتين تتويجا لمذكرتي التفاهم الموقعتين في 10 ديسمبر 2020 بالجزائر وفي 25 مارس بمدينة ميلان الإيطالية.
وحسب بيان قدم للصحافة بهذه المناسبة، فإن هذا العقد يغطي مساحة قدرها 7880 كيلومتر مربع بالجزء الجنوبي من حوض بركين، أين تنشط كل من سوناطراك وايني منذ 2013.
الجزائر تستعد لتحويل نفسها إلى محور طاقوي إقليمي
تعتبر الجزائر واحدة من الدول الرائدة في القارة الأفريقية، بتعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول الإفريقية باستخدام الدبلوماسية الاقتصادية، إذ توظف الجزائر العديد من الإستراتيجيات للترويج للفرص الاقتصادية في إفريقيا، ومن ضمنها الاستثمار في البنية التحتية والطاقة والزراعة والتكنولوجيا.
حيث تسعى الجزائر بالشراكة مع النيجرونيجيريا بإرساء خطوة جديدة في مسار تسريع إنجاز “مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء”، بتوقيع اتفاقية تشمل عقدا خاصا بتحيين دراسة جدوى المشروع، وأبدى وزراء الطاقة في الدول الثلاث التزامهم بالمساهمة في وضع هذا المشروع التكاملي حيز التنفيذ سريعا كونه مشروعا مفيدا لشعوب بلدانهم.
وهو مشروع ضخم وإستراتيجي يهدف إلى نقل الغاز الطبيعي من نيجيريا إلى أوروبا عبر النيجر والجزائر،وحسب التقديرات المالية التي أعدت لإطلاقه سنة 2009 تبلغ تكلفة المشروع 10 مليارات دولار،في حين لم يعلن عن تكلفته الجديدة،ويبلغ طول الخط: 4.128 كم، داخل الجزائر: 2.310 كم ، النيجر: 841 كم ، نيجيريا: 1.037 كم، حيث سيربط حقول الغاز بنيجيريا (انطلاقا من واري بنهر النيجر) بالحدود الجزائرية وصولا إلى الشبكة الجزائرية ومنه تسويق الغاز النيجيري، لا سيما في الأسواق الأوروبية عبر خط أنابيب ميدغازوترانسميد. بطاقة تصديرية تصل إلى 30 مليار م³ سنوياً، بدعم مالي منAfreximbank، ليصبح أحد أكبر مشاريع الطاقة في القارة.
ويهدف خط الأنبوب العابر للصحراء إلى نقل ما بين 20 مليار و30 مليار متر مكعب سنويا من الغاز من نيجيريا. وقدرت نسبة الإنجاز الحالية أكثر من 70 بالمائة في الجزائر ونيجيريا لينتهي بحلول سنة 2027.
الجزائر تثمن خبرتها في مجال الطاقة من خلال سونطراك
تحصل المعهد الجزائري للبترول (فرع مجمع سوناطراك)، على جائزة منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” لأفضل معهد أبحاث في مجال الطاقة لسنة 2025، حسبما أفاد به بيان للمجمع العمومي.
حيث أشاد الأمين العام لأوبك بالمعهد الجزائري للبترول الذي وصفه بالمعهد “المرموق” الذي تخرج منه طلبة تمكنوا من تولي مناصب سامية في بلدانهم، بعضهم تولى حقائب وزارية.
وتشكل هذه الجائزة اعترافا بالخبرة التي اكتسبها المعهد الجزائري للبترول عبر السنين، منذ تأسيسه في 29 نوفمبر 1965، ونوعية التعليم الأكاديمي والتقني الذي يقدمه لطلابه، كما تعتبر تأكيدا للسمعة التي يتمتع بها المعهد التابع لسوناطراك على المستوى العالمي.
الجزائرتتربع على عرش مورّدي الغاز لإسبانيا
أفادت منصة الطاقة المتخصصة، أن صادرات الغاز الطبيعي الجزائري إلى إسبانيا قد بلغت 9.51 تيراواط/ساعة، ارتفاعًا من 8.71 تيراواط/ساعة في مارس 2024.وعادت شحنات الغاز المسال الجزائري إلى إسبانيا، بعد أن توقفت لمدّة 3 أشهر على التوالي، إذ وصلت إلى 2.70 تيراواط/ساعة في شهر مارس 2025، مقارنةً بـ3.52 تيراواط/ساعة في الشهر نفسه من العام الماضي2024.
وعمومًا، ارتفعت واردات إسبانيا من الغاز في مارس 2025 ارتفاعًا هائلًا بنحو 39 بالمائة على أساس شهري، بعد أن تراجعت لمدّة وجيزة في شهر فبراير السابق.وأفادت بيانات رسمية من شركةايناغاز” الإسبانية ان الجزائر استحوذت على 32.5بالمائة من إجمالي واردات الغاز الإسبانية خلال النصف الأول من 2025، متجاوزةً بذلك الولايات المتحدة، روسيا ونيجيريا.
وفي شهر جوان فقط، الجزائر استعادت المركز الأول بنسبة 43.6بالمائة من السوق الإسبانية، بإجمالي 12.04 تيراواط/ساعة،وسط تقلبات السوق الأوروبية وتراجع الإمدادات الأمريكية والنيجيرية، تبرز الجزائر كشريك طاقوي موثوق ومستقر، يعيد رسم خارطة أمن الطاقة غرب المتوسط.
سوق الهيدروجين الأوروبية طموح جديد ينتظر الجزائر
أكد محافظ الطاقات المتجددة والفعالية الطاقوية”نور الدين ياسع” أن “السوق الأوروبية للهيدروجين واعدة جدا، حيث قام الأوروبيون بإعداد استراتيجيات دقيقة في هذا المجال في آفاق 2030 و2040 و2050،تؤكد وجود طلب كبير على الطاقات النظيفة. وفي مقابل ذلك، تمتلك الجزائر مؤهلات كبيرة تسمح لها بدخول شراكات وفق مبدأ رابح-رابح”.
وأضاف بأن الجزائر بقدارتها الهامة يمكن أن تكون فاعلا رئيسيا وشريكا محوريا في الانتقال الطاقوي، الذي يجري في دول الاتحاد الأوروبي الساعية لبلوغ الحياد الكربوني سنة 2050،لاسيما من خلال الاستخدام الواسع للطاقات المتجددة والجديدة.
وفضلا عن دورها الرائد في سوق الغاز الطبيعي وقدراتها الهائلة في مجال الطاقة الشمسية، فإن الجزائر تعمل على تنفيذ استراتيجية وطنية لتطوير الهيدروجين بالموازاة مع التحضير للمشروع “الضخم” للرواق الجنوبي الثاني للهيدروجين SoutH2 Corridor،والذي سيمون أوروبا بهذه الطاقة الجديدة من خلال ممر يربط الجزائر بألمانيا مرورا بتونس وإيطاليا والنمساحسب المحافظ.
واعتبر السيد “ياسع”، أن الجزائر خطت خطوات كبرى في تجسيد استراتيجية تطوير الهيدروجين لاسيما في الجوانب المتعلقة بالأمور التنظيمية والتشريعية، إلى جانب مسألة المواصفات التي أحرز بشأنها فريق العمل المكلف بها تقدما ملحوظا.يضاف إلى ذلك، الجانب المتعلق بالتكوين والبحث العلمي، حيث تم إدراج الهيدروجين في عدة تخصصات جامعية مع إطلاق العديد من المشاريع البحثية المتعلقة به، يؤكد المسؤول.
يعد موقع الجزائر الجغرافي القريب من أوروبا، أكبر مستهلك للطاقة النظيفة، ولهذا تسعى السلطات إلى تزويد السوق الأوروبية بـ 10بالمائة من احتياجاتها من الهيدروجين باستثمارات مرتقبة بين 25 و30 مليار دولار،من خلال انتاج 1.2 مليون طن من الهيدروجين الأخضر بحلول 2040،وبهذا تراهن الجزائر على التحول من مصدر للغاز إلى رائد إقليمي للهيدروجين الأخضر والأمونيا النظيفة، في خطوة لتعزيز مكانتها في أسواق الطاقة المستقبلية.
ج.ايمان