
أكد المحلل والمستشار في التنمية الإقتصادية هادف عبد الرحمان ليومية “البديل”، على أهمية التحول الرقمي الذي تشهده الجزائر منوهاً بأنه يشمل التحول الثقافي والإجتماعي أكثر من كونه تحول تكنولوجي وبالتالي ضرورة الإستفادة من التكنولوجيات الرقمية في حياتنا على كل المستويات وفي كل المجالات، وبالتالي الأمر أصبح من الحتميات لمواكبة التحولات التي يشهدها العصر ويعرفها العالم.
وأضاف عبد الرحمان أنه في نفس الوقت إعطاء الفرصة للمواطن لإستغلال هاته التحولات والتطبيقات بأكثر سهولة ومرونة، مؤكداً بأن المواطن على دراية بالتحول الرقمي خاصة لدى فئة الشباب أكثر من فئة كبار السن التي لم تواكب الأمر على حد تعبيره، وإستحسن الخبير الاقتصادي عبد الرحمان الخطوة الكبيرة التي حققتها الجزائر مع الإصلاحات التي حدثت مؤخرا، وأنّ الرؤية بدأت تتضح فيما يتعلق بالتحول الرقمي، وخاصة أن اليوم أصبح فيه توجه إلى تعميم هذه التكنولوجيات على مستوى الإدارات العمومية وعلى القطاع الإقتصادي وكذلك الحديث عن تحقيق ما يسمى بالشمول الرقمي وإحتواء الفجوة الرقمية.
من الضروري معالجة الفجوة الرقمية
وواصل القول بأن ما يسمى بالفجوة الرقمية أصبح من الضروري معالجته حسب المتطلبات، وأن الحديث عن التأخر في تعميم التكنولوجيات الرقمية وإستغلالها يتطلب في نفس الوقت حلول، وشدد على ضرورة توفير السهولة في الوصول للتكنولوجيات الرقمية الحديثة وإستغلالها وإستعمالها والسهولة أيضاً في إقتنائها، والأمر يختلف من فئة لأخرى ومن شريحة لشريحة في المجتمع، وأن هناك حقيقة تحول إجتماعي وثقافي في هذا التوجه.
الوضع يتطلب إستراتيجية كذلك للتحول الرقمي
وفيما يتعلق بالسيادة الوطنية أضاف أن الأمر أصبح إستراتيجي بالنسبة للسلطات العمومية، وأن الوضع يتطلب إستراتيجية كذلك للتحول الرقمي والمساهمة في تعزيز تلك السيادة من خلال توطين كل ما هو معلومات وبيانات، والإستثمارات فيه وضبط شبكات التواصل الإجتماعي والانترنت بصفة عامة، ومن جانب الحديث عن وسائل التواصل والهياكل القاعدية أكد أنه أصبح من الضروري تعزيز السيادة الوطنية بتوفير حلول يتم تطويرها محلياً، ما يمكن تسميته بصناعة المحتوى على حسب الخصوصيات والمصالح العليا للبلاد وفي نفس الوقت وجوب العمل على تطوير منظومة للأمن السيبراني التي من شأنها أن تحمي كل العناصر سابقة الذكر، منظومة أمنية سيبرانية جزائرية فعالة، وأكد أن هذه الخطوة سيكون لها أثر على الإستقلال التدريجي من التبعية التكنولوجيات الواردة من الخارج والهياكل الٱتية من الخارج .
التحول الرقمي من شأنه تسريع النمو الإقتصادي
وفي موضوع التنمية الإقتصادية أكد المستشار الإقتصادي أن الجزائر ماضية في مشروع تحول إقتصادي والإسراع في التحول الرقمي من شأنه تسريع النمو الإقتصادي، وأضاف أن الأمر سيسمح لبعض القطاعات أنها ترتقي في الأداء لأن هذا هو المبتغى والهدف، والقطاعات الإقتصادية الصناعة والتجارة والفلاحة والسياحة..إلخ. يجب أن توظف هذه التكنولوجيات الرقمية مما يسمح لها الإستفادة من أكثر مردودية وفاعلية ونتائج فعلية، تفعيل نشاطات جديدة ورفع فاعلية ونجاعة النشاطات الموجودة وبمساهمة كل القطاعات نرتقي بالإقتصاد .
رؤية جزائرية للتحول الرقمي في ٱفاق 2030 و2035
وبخصوص محددات نجاح التحول الرقمي في الجزائر يرى المستشار والخبير الإقتصادي هادف عبد الرحمان، أنه مع هذا الإصلاح المؤسساتي الذي تعرفه الجزائر والمحافظة السامية للرقمنة ووزارة للرقمنة من قبل والإحصائيات المرفوقة من وزارة التكنولوجيات الإتصال والبريد ومن وزارة إقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمصغرة، ودور الجامعة والتكوين المهني المتواصل، كل هذا يأتي في إطار وضع رؤية بالنسبة للتحول الرقمي، رؤية جزائرية في ٱفاق 2030 و2035 من أجل إنجاح مشروع التحول الرقمي وترجمتها من خلال إستراتيجية تعمل على محاور مثل تعميم الرقمنة على مستوى الهيئات العمومية وعصرنة الإدارة، وتعميم الرقمنة على مستوى القطاع الإقتصادي والتأسيس لمجتمع رقمي و هذا ما يسمح للجزائر بأنها تنجح في هذا المشروع .
قانون الرقمنة أداة قانونية مُهمّة
وفي حديثه عن قانون الرقمنة وصف ذلك بالأداة القانونية المهمة والضرورية في المشروع الرقمي الذي تعرفه الجزائر، وأكد أنه من خلال هذا القانون ستكون هناك ٱليات للضبط وسلطة لتنظيم هذا المجال ومرافقته وتطويره وتحفيزات للناشطين في مجال الرقميات، الأمر الذي من شأنه بعث إستثمارات وتكون هناك مراكز بيانات وتطويرها ومرافقة المؤسسات العمومية والإقتصادية. وفي ختامه أعرب المستشار الإقتصادي أن التحول الرقمي مسار أهم شيء وضع منظومة تسمح بمواكبة التكنولوجيات والتحولات التي يعرفها العالم، اليوم العالم يشهد موجة ثانية بعد ظهور كل تطبيقات في مجال الذكاء الإصطناعي ومجال الروبوتات والطباعة ثلاثية الأبعاد والواقع المعزز والواقع الإفتراضي، كل هاته المجالات تتطلب منظومة جد مرنة تسمح بمجاراة هذا التحول بدون عراقيل ولا تقويض لهذا النوع من التكنولوجيات وهذا ما سيسمح بإستغلال وتحول إقتصادي للجزائر .
ب.أ. سيد أحمد