الحدث

الجزائر- رواندا.. علاقات تاريخية يربطها الدفاع المشترك عن القضايا الإفريقية

استقبل رئيس الجمهورية، السيد “عبد المجيد تبون” يوم أمس بمطار “هواري بومدين” الدولي، رئيس جمهورية رواندا، السيد “بول كاغامي”، الذي حل بالجزائر في زيارة رسمية تدوم يومين. وخص رئيس الجمهورية نظيره الرواندي باستقبال رسمي، بحضور كبار المسؤولين في الدولة وأعضاء من الحكومة. وقد استمع الرئيسان إلى النشيدين الوطنيين للبلدين قبل أن يستعرضا تشكيلات من مختلف قوات الجيش الوطني الشعبي أدت لهما التحية الشرفية.

كما توجه رئيس جمهورية رواندا، السيد “بول كاغامي”، إلى مقام الشهيد (الجزائر العاصمة)، حيث وقف دقيقة صمت ووضع إكليلا من الزهور أمام النصب التذكاري المخلد لشهداء الثورة التحريرية المجيدة. وفي سياق متصل، فإن الجزائر تجمعها ورواندا علاقات تاريخية قوية أساسها الاحترام المتبادل والتنسيق في المواقف والتضامن والدفاع المشترك عن القضايا الإفريقية.

وتشهد هذه العلاقات خلال السنوات الأخيرة نفسا جديدا وديناميكية متصاعدة في ظل الإرادة القوية والعزيمة المشتركة التي تحدو قائدي البلدين، رئيس الجمهورية السيد “عبد المجيد تبون” ونظيره الرواندي، السيد “بول كاغامي” من أجل الدفع بها قدما نحو آفاق أرحب.

وتجسيدا لذلك، تأتي الزيارة الرسمية التي شرع فيها يوم أمس رئيس جمهورية رواند الى الجزائر، بدعوة من رئيس الجمهورية، والتي تعد فرصة لتعزيز التعاون على جميع الأصعدة وتعميق التشاور السياسي حول القضايا الإقليمية والقارية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وفي هذا المنحى، تعرف العلاقات الثنائية بين البلدين تطورا متواصلا تترجمه اللقاءات المكثفة والزيارات المتبادلة بين المسؤولين الجزائريين والروانديين، خاصة بعد قرار رئيس الجمهورية، السيد “عبد المجيد تبون” فتح سفارة للجزائر بالعاصمة كيغالي سنة 2021 .

وضمن هذه المساعي المشتركة للارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب، التقى رئيس الجمهورية بنظيره الرواندي في ديسمبر المنصرم، بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، على هامش مشاركته في المؤتمر القاري حول التعليم والشباب وقابلية التوظيف، كما بعث له قبل ذلك برسالة تضامن بمناسبة إحياء بلاده للذكرى الثلاثين للإبادة الجماعية التي تعرضت لها في 1994.

وبصفته ممثلا شخصيا لرئيس الجمهورية، شارك وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، السيد “أحمد عطاف” في مراسم إحياء هذه المحطة الأليمة من تاريخ رواندا، حيث أجرى عدة لقاءات مع مسؤولين روانديين. وفي أوت الفارط، شارك رئيس المجلس الشعبي الوطني، السيد “ابراهيم بوغالي”، ممثلا لرئيس الجمهورية في مراسم تنصيب رئيس جمهورية روندا.

ودائما في سياق تعزيز العلاقات التي تجمع بين البلدين، قام الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، بزيارة رسمية الى رواندا في فبراير 2024 في خطوة اعتبرها “مؤشرا جليا على طموح السلطات العليا للبلدين من أجل بعث ديناميكية جديدة لآلية التعاون العسكري بين الجيشين بما يسمح بمواجهة التحديات الأمنية التي تعرقها القارة الإفريقية”.

بدوره، قام رئيس أركان الدفاع لجمهورية رواندا، الفريق أول “مبارك موغانغا”، بزيارة عمل إلى الجزائر على رأس وفد عسكري رفيع المستوى في أبريل الماضي. وفي هذا الشأن، أكد الفريق أول “السعيد شنقريحة” أن العلاقات الجزائرية- الرواندية تعد منذ استقلال البلدين، “نموذجا للتضامن بين أبناء القارة ومثالا للتنسيق السياسي في المحافل الدولية للدفاع عن إفريقيا وقضاياها الأساسية”.

وعلى نفس المنوال، تشهد العلاقات البرلمانية هي الأخرى قفزة نوعية، ميزها تنصيب المجموعة البرلمانية للصداقة “الجزائر- رواندا” في مارس 2023 وتتطابق وجهات النظر بين الجزائر وروندا تجاه القضايا الدولية والاقليمية والقارية، وهو ما تعكسه مواقفهما المشتركة، خاصة عندما يتعلق الأمر بنصرة القضايا العادلة عبر العالم ودعم حق الشعوب في تقرير مصيرها.

من جهة أخرى، تتطلع الجزائر ورواندا إلى تعزيز تعاونهما في المجال الاقتصادي ودعم الشراكات الثنائية مع تشجيع تدفق الاستثمارات في العديد من الميادين والقطاعات.

جمال.ن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى