
أشرف رئيس الجمهورية، عبد المجيد تلون، بقصر المعارض بالصنوبر البحري (الجزائر العاصمة) على افتتاح الطبعة الـ 54 لمعرض الجزائر الدولي المنظمة تحت شعار “الجزائر: رؤية وآفاق جديدة“. وتشهد هذه الطبعة التي تتواصل فعالياتها الى غاية الـ 25 جوان الجاري، مشاركة نحو 640 عارضا وطنيا وأجنبيا. وستكون إيطاليا ضيف شرف الطبعة الجديدة لهذا الحدث الاقتصادي المنظم تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية.
أكد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، حرص الجزائر على إقامة شراكة استراتيجية مع ايطاليا وتعزيز التعاون بين البلدين ليشمل مختلف المجالات والقطاعات. وخلال إشرافه على افتتاح الطبعة الـ 54 لمعرض الجزائر الدولي، والتي تعرف لأول مرة إطلاق صالون جزائري رقمي لعرض القطاعات الاستراتيجية، توقف رئيس الجمهورية عند الجناح المخصص لإيطاليا (ضيف شرف هذه الطبعة)، حيث تبادل الحديث مع مختلف المتعاملين وأبرز أهمية التعاون بين البلدين في عدة مجالات. وأعرب الرئيس تبون بهذا الخصوص عن ارتياحه لمستوى العلاقات بين الجزائر وإيطاليا التي تعود –مثلما قال– لسنوات طويلة، مشيرا الى أن الجزائر مستعدة للتعاون مع إيطاليا في كل المجالات التي تهم البلدين. ولدى توقفه عند الجناح المخصص لشركة “فيات” لصناعة السيارات، أكد رئيس الجمهورية على ضرورة الإسراع في الشروع في تصنيع سيارات هذه العلامة الإيطالية بالجزائر بما يلبي احتياجات السوق الوطنية. وشدد على أن الدولة حريصة على تذليل الصعوبات، قائلا بهذا الخصوص أنه في حال وجود أي مشكل يحول دون تحقيق هذا الهدف، يمكن “التوجه الى وزير القطاع المعني ومنه مباشرة إلى رئاسة الجمهورية”. وكان في استقبال الرئيس تبون بمدخل قصر المعارض، الوزير الأول، السيد أيمن بن عبد الرحمان ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، الى جانب وزير التجارة وترقية الصادرات، السيد الطيب زيتوني ووالي ولاية الجزائر، السيد محمد عبد النور رابحي، والرئيس المدير العام بالنيابة للشركة الجزائرية للمعارض والتصدير. كما حضر مراسم افتتاح هذه الطبعة أعضاء من الحكومة وممثلين عن السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر.
رئيس الجمهورية يثمن التقدم الذي حققته الجزائر في مجال الصناعة العسكرية
نوه السيد عبد المجيد تبون، بالتقدم الذي سجلته الجزائر في مجال الصناعة العسكرية، حاثا على ترقية الشراكة العمومية-الخاصة. وأبرز خلال زيارته لجناح وزارة الدفاع الوطني والمؤسسات التابعة لها، أهمية الرفع من نسبة الإدماج الصناعي الوطني لا سيما في الصناعة الميكانيكية والعربات المدرعة والمحركات وأنظمة المراقبة وكذا الأسلحة. واكد رئيس الجمهورية ان ما تحققه الجزائر في هذا الميدان “يعد فخرا للجزائر وللجيش الوطني الشعبي” مضيفا:” يا ريت الشهداء الذين فجروا الثورة ببنادق الصيد يرون سليل جيش التحرير أين وصل… الحمد لله”. وبجناح مؤسسة انتاج انظمة المراقبة بواسطة الفيديو “ERSV” التابعة لوزارة الدفاع الوطني، حث الرئيس تبون على اهمية قيام هذه المؤسسة بإشراك الشركات الوطنية على غرار المؤسسة الوطنية للصناعات الالكترونية “ENIE” وكذا الخاصة ولا سيما المؤسسات الناشئة في تطوير وتصنيع أنظمة المراقبة محليا. وتسعى المؤسسة لإنجاز مصنع جديد لانتاج تجهيزات وأنظمة المراقبة بواسطة الفيديو محليا “في القريب العاجل” مع نسبة ادماج وطنية عالية، وفق مسؤول الشركة. ولدى توقفه على مستوى جناح مؤسسة البناءات الميكانيكية بخنشلة، أثنى رئيس الجمهورية على تمكن المؤسسة مؤخرا من تصنيع “اول رشاش جزائري 100 بالمائة وهو رشاش من عيار 7.12 دوتشكا المحمول على العربات”. ووفقا للشروحات التي قدمت بالمناسبة، تعمل المؤسسة كذلك، علاوة على انتاج العديد من أنواع الاسلحة بمختلف العيارات والانماط، على تجسيد مشاريع لانتاج العربات. بهذا الصدد، دعا رئيس الجمهورية الى انتاج الادوات التي تدخل في الصناعة العسكرية والمدنية على حد سواء خاصة وان والنسيج الصناعي الوطني يحصي العديد من شركات التعدين عبر كافة ربوع الوطن، يؤكد الرئيس تبون. وتشارك وزارة الدفاع الوطني من خلال مديرية الصناعة العسكرية بحوالي 15 شركة ومؤسسة متخصصة في مختلف فروع الصناعة العسكرية.
رئيس الجمهورية يؤكد بأن الإطار القانوني الجديد للاستثمار حسن من مناخ الأعمال في البلاد
أعرب رئيس الجمهورية، عن ارتياحه للتحسن المعتبر المسجل في مناخ الاعمال في الجزائر ضمن الإطار القانوني الجديد المنظم للاستثمار. وأكد رئيس الجمهورية، لدى زيارته لعدد من أجنحة معرض الجزائر الدولي بقصر المعارض (الصنوبر البحري) الذي اشرف على افتتاحه ظهر اليوم، أنه في سنوات سابقة “كانت هناك عراقيل كبيرة تواجه المستثمرين. واليوم هناك تحسن في التكفل بالمستثمرين خصوصا بعد صدور القانون الجديد”. وذكر السيد تبون -الذي توقف عند جناح الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار- انه في السابق “كان يلزم خمس سنوات كاملة للمستثمر لإطلاق مشروعه”، معربا عن ثقته في العمل الذي تقوم به الوكالة التي أنشئت خلال العام الفارط. ووفق الأرقام التي قدمها عمر ركاش، المدير العام لذات الهيئة، فقد “بلغت قيمة المشاريع الاستثمارية المصرح بها الى غاية منتصف الشهر الجاري ما يعادل 8 ملايير دولار فيما يفوق عدد مناصب الشغل التي تتيحها المشاريع المسجلة نحو 65 ألف منصب”. وحسب نفس المسؤول، فإن العمل جار حاليا على مستوى الوكالة لتحديد معايير منح العقار الصناعي للمستثمرين. وأضاف السيد ركاش خلال شروحاته المقدمة للرئيس تبون انه يتوقع ان “تتضاعف هذه الأرقام عشرات المرات مستقبلا”، لا فتا الى ان “هناك انخراط للمتعاملين الاقتصاديين في المقاربة الجديدة” لتنظيم وتحفيز الاستثمار في الجزائر. وعند زيارته لأجنحة المؤسسات الناشئة المشاركة في المعرض، وقف رئيس الجمهورية عند مؤسسة قامت بابتكار روبوت يمكنه ولوج الأماكن الخطرة يتعذر على رجال الاطفاء الوصول اليها اثناء الحرائق، حيث إلتزم الرئيس تبون بتسهيل حصول هذا الابتكار على الاعتماد قصد تسويقه بالجزائر. ويتمثل هذا الابتكار، حسب تصريحات صاحب المؤسسة التي طورته، في روبوت يتم التحكم فيه عن بعد لمسافة 300 متر حيث يتم بعثه للأماكن الخطرة التي يتعذر على رجال الاطفاء الوصول اليها، وتشتغل بطاريته لمدة 6 ساعات. ويمكن لهذا الروبوت، الذي سيزود بالذكاء الاصطناعي وبكاميرا حرارية لاكتشاف مراكز الحريق، ولوج المناطق الوعرة والأنفاق التي يستحيل لرجال الاطفاء دخولها بسبب الدخان ودرجات الحرارة المرتفعة، حسب ذات المصدر.
رئيس الجمهورية يبرز امكانيات انتاج الشمندر السكري بولايات الجنوب
أبرز السيد عبد المجيد تبون، لدى زيارته لعدد من أجنحة معرض الجزائر الدولي بقصر المعارض (الصنوبر البحري) جودة الشمندر السكري المزروع في جنوب البلاد، مؤكدا أن كل الوسائل متاحة لتحقيق انتاج “استثنائي”. وأكد رئيس الجمهورية تعقيبا على عرض قدمه رئيس مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري، كمال مولى، حول مشروع إنتاج مادة السكر في الجزائر انطلاقا من تحويل الشمندر السكري، أن “عكس ما يقوله البعض، فإن زراعة الشمندر السكري في الجنوب ممكنة، خاصة في واد سوف وأدرار”، مشيرا الى أن “الشمندر السكري في هذه المنطقة يمكن أن يصل وزنه إلى 5 كلغ مع نسبة عالية من السكر غير موجودة في أوروبا”. كما تطرق رئيس الجمهورية إلى توفر وسائل إنتاج الشمندر السكري في جنوب البلاد، لاسيما “المياه والمعدات مثل عتاد الري لتحقيق إنتاج استثنائي من الشمندر السكري”. كما أشار رئيس الجمهورية إلى إمكانية تطوير زراعة قصب السكر في الجنوب، مذكرا أن أحد الفلاحين قد أجرى تجربة في أدرار بزراعة قصب السكر كمصد للرياح والتي كللت بالنجاح. وبهذه المناسبة، تابع الرئيس تبون شروحات مفصلة حول مدى تقدم اشغال مشروع إنتاج السكر انطلاقا من الشمندر السكري. وفي هذا الصدد، أكد السيد مولى أن متعاملين اقتصاديين اثنين من كبار المتعاملين الاقتصاديين يشاركون في هذا المشروع الذي يهدف إلى إنتاج السكر انطلاقا من تحويل الشمندر السكري من الحقول الزراعية، موضحا أن هذا المشروع “في مرحلة متقدمة من الانجاز”.
الطبعة الـ 54 لمعرض الجزائر الدولي بالأرقام
فيما يلي البطاقة التقنية للطبعة الـ 54 لمعرض الجزائر الدولي الذي أشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أول أمس، على انطلاق فعالياته بقصر المعارض (الصنوبر البحري) بالجزائر العاصمة (20 الى 25 جوان).
– عدد العارضين: 638 مؤسسة منها 165 أجنبية.
– عدد الدول المشاركة: 30 دولة من ضمنها 28 بلدا في إطار جناح رسمي. أما الصين وروسيا فتشاركان بمؤسسات تعرض بشكل فردي.
– المشاركة الوطنية: 573 عارضا.
– الدولة ضيف الشرف: إيطاليا.
– مساحات العرض: حوالي 25000 م2 (بارتفاع مقارنة بالطبعة السابقة).
– قطاعات النشاط الممثلة: الخدمات، والصناعات الكيماوية والبتروكيماوية، الصناعات العسكرية، والصناعات الإلكترونية والكهربائية، الصناعات الغذائية والبناء والاشغال العمومية والصناعات الميكانيكية والصلب.
– البلدان الأكثر تمثيلا: الأردن (25 عارضا)، تركيا (22)، سوريا (20)، إيطاليا (13)، إيران (12)، فلسطين (10)، الى جانب مشاركة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.
ق.ح