الحدث

الجزائر تدعو الصين لتقوية استثماراتها المباشرة

الدورة الثامنة للجنة المشتركة الجزائرية-الصينية للتعاون الاقتصادي

اقترحت الجزائر على الصين، احتضان منتدى أعمال جزائري- صيني يخصص لفرص الاستثمارات المتاحة في الجزائر، خاصة في القطاعات ذات الأولوية للبلدين، وذلك في إطار التجسيد الفعلي لتصور البلدين، عن طريق وضع خارطة طريق تتضمن مختلف الخطوات العملية لإنجاز المشاريع ذات الأولوية للبلدين.

وأضاف “محمد طارق العريبي” وزير السكن ولعمران والمدينة، خلال أشغال الدورة الثامنة للجنة المشتركة الجزائرية-الصينية للتعاون الاقتصادي والتجاري والتقني، التي ترأسها مناصفة مع “وانغ وينتاو” وزير التجارة الصيني، والجارية أشغالها بالصين، أن الجزائر تدعو بإلحاح المؤسسات الصينية إلى تعزيز وتقوية استثماراتها المباشرة في قطاعات الطاقة والمناجم، النقل الجوي والبحري والسكك الحديدية، المنشات القاعدية، الصناعة بشتى شعبها، الفلاحة والري وتربية المائيات، التكنولوجيات الحديثة والرقمنة، السكن والعمران وتهيئة الإقليم، إضافة إلى قطاع السياحة، حيث يتعين تسهيل تنقل السياح الصينيين إلى الجزائر. في الوقت الذي تثمن عاليا المساهمة الكبيرة للشركات الصينية في إنجاز العديد من مشاريع البنية التحتية كالطريق السيار شرق-غرب وجامع الجزائر والبرامج السكنية. كما ذكر “العريبي” بأهمية تنفيذ بنود مذكرة التفاهم لإنشاء فريق عمل مشترك جزائري- صيني للاستثمار والتعاون الاقتصادي، الموقعة في جويلية 2023، عبر التنسيق بين الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار والدائرة المختصة بوزارة التجارة الصينية، وذلك من أجل دراسة مختلف المسائل المتعلقة بالاستثمار والشراكة الاقتصادية وإطلاع اللجنة المشتركة دوريا بمدى سير وتيرة عملها وما تم تحقيقه في هذا الصدد. وكذا تجسيد ما نصت عليه الخطة الثلاثية 2022-2024 للتعاون في المجالات الهامة، لاسيما من خلال الالتزام بإنجاز المشاريع التابعة للقطاعات التي تعنى بها الخطة، عبر دراسة معمقة لأساليب تمويل هذه المشاريع وكذا مختلف الجوانب المتعلقة بالشق التقني. كما ذكر الوزير الجزائري الجانب الصيني بالبطاقات التقنية لجملة من المشاريع ذات الأولوية على مستوى “مخزن المشاريع” للمبادرة الصينية للتنمية العالمية، التي أودعتها الجزائر في شهر ماي 2023، بهدف دراستها والتفكير في أدوات وآليات تجسيدها بالتنسيق والتشاور بين الطرفين حول كل الجوانب التي قد يستدعيها ذلك. بعدما كانت الجزائر ضمن أولى الدول التي انضمت إلى مجموعة “أصدقاء مبادرة التنمية العالمية” التي أطلقتها الصين.

وفي سياق موازي، تطرق الوزير الجزائري إلى المجال التجاري، حيث دعا “بلعريبي” الجانب الصيني إلى تسهيل عملية ولوج المنتوجات الجزائرية إلى الأسواق الصينية، بتذليل الصعوبات، إلى جانب تفعيل الاتفاقيات المبرمة بين الجانبين في مجال التجارة الخارجية وتسهيل دخول وخروج المنتوجات. لاسيما وأن الصين تمثل منذ 2013 أول ممون تجاري للجزائر وسابع مورد للمنتوجات الجزائرية، غير أن الميزان التجاري بين البلدين يعرف “فجوة” تستدعي غلقها، من أجل إحراز توازن نسبي في المبادلات التجارية البينية. مقترحا تنظيم معرض دائم للمنتوجات الجزائرية بالصين، كآلية لتسهيل تواجد السلع الوطنية، التي تتميز بجودة “مشهود لها”، لاسيما وأنها تسوق حاليا إلى العديد من بلدان العالم في أوروبا، أمريكا وآسيا وأفريقيا.

للإشارة، فإن انعقاد الدورة الثامنة للجنة المشتركة الجزائرية-الصينية للتعاون الاقتصادي والتجاري والتقني، تتزامن مع إحياء الجزائر والصين للذكرى ال65 لإقامة علاقاتهما الدبلوماسية، بعد أزيد من 8 أعوام من انعقاد آخر دورة، وذلك لعدة عوامل منها جائحة كورونا كوفيد 19، بعد الزيارة التي كانت قد قادت رئيس الجمهورية “عبد المجيد تبون”، في زيارة رسمية إلى الصين بدعوة من نظيره الصيني “شي جين بينغ” في جويلية 2023، أثمرت توقيع 19 اتفاقية ثنائية ومذكرة تفاهم، شملت عدة قطاعات استراتيجية، فضلا عن إمضاء 12 عقدا تجاريا بين المؤسسات الجزائرية ونظيراتها الصينية.

سليمة. ق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى