الحدث

الجزائر تتطلع إلى تجسيد برنامج تعاون طويل الأمد مع روسيا

فيما تتواصل التحضيرات لزيارة رئيس الجمهورية إلى موسكو

أكد، وزير الخارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة، في تصريح خص به وكالة سبوتنيك الروسية، على هامش فعاليات منتدى باريس الخامس حول السلام في دورته الخامسة، بأن الجزائر تتطلع اليوم إلى تجسيد برنامج تعاون واسع النطاق وطويل الأمد مع روسيا، معتبرا بأن الجزائر وروسيا شريكان مهمان لبعضهما البعض وعلى هذا الأساس نجري حوارا سياسيا رفيع المستوى ونأمل أن تكون زيارة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى موسكو بداية مرحلة جديدة في علاقاتنا.

في ذات السياق، أشار رمطان لعمامرة إلى التحضيرات والترتيبات الخاصة بالزيارة المرتقبة لرئيس الجمهورية إلى روسيا، والتي تتم حسبه بشكل نشط في وقت يأمل فيه الجانب الجزائري في أن يكون موعد هذه الزيارة المهمة قبل نهاية العام الحالي، إلى جانب هذا تحدث نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، عن وجود دعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لزيارة بلاده.

وبالعودة إلى تاريخ العلاقات الجزائرية الروسية، نجد بأن الإتحاد السوفياتي كان أول دولة تقيم علاقات دبلوماسية مع الجزائر المستقلة في 23 مارس 1962، في وقت جاء فيه إعتراف الجزائر بروسيا الإتحادية في 26 ديسمبر 1991 لتتوالى الزيارات بين مسؤولي البلدين، حيث تم توقيع إتفاقية للشراكة الإستراتيجية بين البلدين في 04 أفريل 2001 لتليه زيارة رسمية للرئيس فلاديمير بوتين إلى الجزائر في 10 مارس 2006.

يحدث هذا في وقت، تلقى فيه ألاف الطلاب الجزائريين العلم في الجامعات السوفياتية منذ ستينيات القرن الماضي غداة منح الإتحاد السوفياتي قروض للجزائر بقيمة ملياري دولار مع تقديم يد العون لإنشاء القاعدة الصناعية الوطنية و تطوير فروع الإقتصاد مثل الطاقة و التعدين والحديد والصلب وبناء الماكينات والمشاريع المائية، ما ساهم في إقامة مصانع كبرى منها مصنع الحديد والصلب بعنابة والمحطة الكهروحرارية بجيجل وخط الأنابيب بحاسي مسعود وسد بني يزيد.

إلى جانب هذا، يرى الكثير من المهتمين بالعلاقات الجزائرية الروسية، بأن مؤشر التبادل بين البلدين في إرتفاع مستمر، مشيرين إلى أن حجم التبادل التجاري بين الجزائر و روسيا لم يكن يتجاوز 200 مليون دولار في عام 2001 ليرتفع إلى 643.8 مليون دولار عام 2006 ليقفز بعد ذلك إلى 1338.4 مليون دولار في 2007 ليصل حجم التبادل التجاري إلى 1.176 مليار دولار في عام 2010.

حيث شملت هذه الشراكة مجال التنقيب عن النفط من خلال تدشين خط أنابيب الغاز حوض الحمراء التي قامت بمده شركة ستروي ترانس غاز الروسية، في وقت شرعت فيه شركة روس نفط عام 2001 في عملية التنقيب عن الغاز، وفي 2005 تم البدأ في عملية مد خط أنابيب الغاز سهير هاجرت أنوس، فيما إنطلقت شركة ستروي ترانس غاز في ترميم خط أنبوب الغاز وليد جلال.

في وقت، عرفت فيه العلاقات الجزائرية الروسية تطورا لافتا في مجال التعاون العسكري و الذي شمل مجالات عدة على غرار التكوين و تبادل الخيرات وتحديث العتاد في إطار تعزيز ورفع جاهزية الأسطول الجزائري وذلك من خلال إبرام عدة صفقات وإتفاقيات شراكة، حيث تشير الإحصاىيات إلى أن عدد خريجي المعاهد الروسية المدنية والعسكرية من الطلبة الجزائريين قد فاق 13 ألف فردا إلى حد الآن.

ويأتي التحضير للزيارة المرتقبة لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى روسيا، في سياق عودة الدبلوماسية الجزائرية إلى الساحة الدولية، في وقت حساس يشهد فيه العالم جملة من التحديات ما بعد جائحة كورونا وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، وفي سياق تسعى من خلاله الجزائر التأكيد على مواقفها المبدئية الرامية إلى تعزيز الجهود لأجل إقامة نظام عالمي أكثر إنصافا وعدلا من خلال التركيز على تعاون متعدد الأطراف في خطوة من شأنها تصحيح الإختلالات التي تميز آليات الحوكمة العالمية.

بقلم: يحيى عزواو

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى