
أكدت وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، بأن مشاركة رمطان لعمامرة بصفته ممثلا لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في أشغال الدورة الخامسة لمنتدى باريس حول السلام المنظم تحت شعار تجاوز الأزمة المتعددة، سيشكل فرصة أمام الجزائر لتجديد التمسك بالنظام المتعدد الأطراف وبمواقفها المبدئية الداعية إلى تصحيح الإختلالات التي تميز أليات الحوكمة العالمية و التأكيد على ضرورة تعزيز الجهود لإقامة نظام عالمي أكثر إنصافا وعدلا.
في ذات السياق، أشار بيان وزارة الخارجية و الجالية الوطنية بالخارج، إلى الظروف التي شهدها العالم قبل إنطلاق أشغال الدورة الخامسة لمنتدى باريس خلال الفترة الممتدة بين 10 و 12 نوفمبر الجاري، و التي جاءت في سياق ما بعد جائحة كورونا الذي فاقم بشكل كبير من الفوارق العالمية، فضلا عن سياق دولي يتميز بإنقسام جيو سياسي حاد من جراء الأزمة الأوكرانية التي لا تزال تبعاتها السياسية و الإقتصادية تهيمن على الراهن الدولي.
حيث من المنتظر أن يناقش منتدى باريس في دورته الخامسة، الذي يشارك فيه عدد من رؤساء الدول و الحكومات والعديد من الوزراء ومسؤولي المنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية، إلى جانب فاعلين في القطاع الخاص، أهم الإشكاليات التي يتخبط فيها العالم اليوم في خطوة من شأنها إقتراح جملة من الحلول الناجعة للتخفيف من الصدمات المتعددة والعواقب الإجتماعية و الإقتصادية الأزمات لتفادي الإستقطاب العالمي الذي يرهن التعاون العالمي.
وتأتي مشاركة الجزائر في منتدى باريس حول السلام هذه المرة، لتؤكد على الدور الفعال الذي تلعبه الدبلوماسية الجزائرية في سبيل حل النزاعات إقليميا ودوليا وخاصة بعد مساهمتها في حلحلة الأزمة المالية ونجاحها الباهر في تنظيم الدورة 31 للقمة العربية تحت شعار لم الشمل مطلع شهر نوفمبر الجاري، فضلا عن رعايتها الحكيمة لأشغال مؤتمر الصلح الذي جمع بين 14 فصيلا فلسطنيا بقصر الأمم إلى جانب رفضها لكل أشكال التدخل الأجنبي في ليبيا وسوريا.
ولعل ما جعل الجزائر تحظى دائما بالمصداقية لما يتعلق الأمر بملف السلام، هو التمسك بمواقفها المبدئية المستمدة من مواثيق الأمم المتحدة ومبادئ الشرعية الدولية الرامية لتعزيز جهود السلام والدفاع عن حق الشعوب في تقرير مصيرها.
بقلم: يحيى عزواو