بكل صراحة

الجزائر الجديدة والمجتمع المدني

بــكــل صــراحــة

أنّ مشروع الجزائر الجديدة التي ألقى بظلاله رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون كان انطلاقا من إلتزاماته ووعوده خلال الحملة الانتخابية لرئاسيات 2019، لم يكن فقط ورقة سياسية من خلالها نيل أصوات الناخبين بل أكثر من ذل وأعمق، ميثاقا غليظا بينه وبين الله أولا ثم مع الشعب الجزائري قاطبة. المشروع في حدّ ذاته لم يكن شعارا براقا أو دعاية سياسية أو مظلة استحدثها ليتفرد بها عن الرؤساء الجزائريين السابقين ويتميز عنهم بل خريطة طريق لها معالمها وآفاقها ودعوة صريحة لكل الجزائريين والجزائريات للإنخراط فيها لأنهم جزء لا يتجزأ من (الجزائر الجديدة) لأنّ قوّتها وعُمقها لن يكون إلا بسواعد أبنائها وبناتها لكن في ظل الحوكمة الرشيدة والإصلاح الجذري والعدالة الاجتماعية ومنح الفرص وغيرها مما اتفق عليه الراسخون في الديمقراطية التشاركية والعارفون بما ينتظر فعلا المجتمع المدني من واجبات وإلتزامات وتضحيات بعيد كل البعد عن الفكر التقليدي والتسيير النمطي والذهنيات التي لم يعد لها محلا من الإعراب في ظل العولمة والرقمة والذكاء الإصطناعي التي تعد من أبرز سمات (الجزائر الجديدة) التي تهدف للوصول إليها. ولعل الكلمة التي قالها رئيس الجمهورية أول أمس خلال فعاليات المنتدى الوطني للمجتمع المدني “حوار، مواطنة وتنمية” بقصر الأمم بنادي الصنوبر ، دليل قاطع على حرصه الشديد لمشاركة المجتمع المدني بكل فعالياته في بناء (الجزائر الجديدة) فقد أعطى ورقة طريق واضحة المعالم ما ينتظر المجتمع المدني من رهانات وتحديات، خاصة حين أكد بصريح العبارة “المزيد من الانخراط في المساعي الرامية إلى جعل المجتمع المدني قوة اقتراح فعلية وفاعلة مع التمسك بالخيار التشاركي والالتزام بالعمل جنبا إلى جنب مع السلطات العمومية وفقا لمقتضيات الدستور” ولعمري، هي دعوة لم يسبق لأي رئيس جزائري من قبل الإقدام عليها وخطوة متفرّدة في تكريس الروح التي تسكن الديمقراطية التشاركية قبل الفعل والحركة، ونظرة ثاقبة لتمكين السباب من إدارة المواقف، وقفزة نوعية وعملاقة في  تحمل المسؤوليات والتقيد بالصلاحيات وعم تجاوز الحدود، وصورة استثنائية تعبر عن ارتياح رئيس الجمهورية للحركية المشهودة والنوعية التي يعرفها المجتمع المدني. فهل وصلت رسالة الرئيس عبد المجيد تبون لكل فعاليات المجتمع المدني؟ إنّ غدا لناظره قريب.

بقلم: رامــي الــحــاج

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى