
يعد الشعور بالجاذبية أي الانجذاب للطرف الآخر في علاقة ما، أول مرحلة من مراحل الخطبة وعادة ما تكون سابقة أو ممهدة لها والجاذبية شعور لا نستطيع أن نفهمه أو نحدد معالمه بدقة، لكننا نشعر به يتملك كياننا هكذا دفعة واحدة فجأة ودون مقدمات.
إنه الشعور الذي يجعلنا نختار شخصا بعينه وسط مجموعة من الناس قد يشبهونه شكلا ومضمونا، والجاذبية المتبادلة بين الطرفين عنصر حيوي لتدعيم مشروع الخطبة والمضي به نحو المراحل الأخرى بثقة وثبات، لكن التحدي الذي يواجهه الخطيبان عادة في بداية مشروعهما يتمثل في كيفية دعم هذا الإحساس بالجاذبية وإعطائه الفرصة لينمو ويتطور ويترسخ أكثر فأكثر.
دور الرجل أن يشعرها بأنه يهتم بها حقيقة
بداية إذا لم يكن الرجل أحد طرفي العلاقة يملك ولو فكرة بسيطة عن الطريقة التي تفكر بها معظم النساء، فمن المحتمل أن يتخبط في علاقته مع خطيبته ويفقد ذلك العنصر الهام من شخصيته، عنصر الجاذبية، أي العنصر الذي جعل خطيبته تميل إليه بالدرجة الأولى وللأسف الشديد لا يستطيع معظم الرجال أن يعرفوا ما الذي تريده المرأة والذي تبحث عنه، فحين يبدي رجل ما اهتمامه بامرأة تراه في العادة يعاملها تماما كما يجب أن يعامل هو، وفي معظم الأحوال ليس هذا ما تسعى إليه المرأة، على سبيل المثال بدل من استغلال فترة الخطوبة للاستماع إلى خطبته ومحاولة فهم شخصيتها أكثر لتعزيز عنصر الجاذبية المتبادلة بينهما، يميل الرجل إلى التحدث عن نفسه طوال الوقت وعن فلسفته في الحياة معتقدا بأنه بذلك سيثير إعجابها به، وحين يمنحها الفرصة للتحدث يفترض خطأ أنها تطلب نصيحته، فيبدأ بتقديم الحلول لمشكلاتها والأجوبة لأسئلتها كشخص مطلع، الأمر الذي يجعله أشبه بالناصح أو الواعظ، مما يجرد شخصيته من عنصر جاذبيتها، يجب أن يدرك الرجل أن المرأة ستشعر بانجذاب أكثر تجاهه إذا استمع إليها باهتمام بدلا من التحدث عن نفسه أو التبرع بإسداء النصائح والتوجيهات لها.
وتجدر الإشارة هنا إلى أنه إذا كان يتعين على المرأة أن تولي اهتماما خاصا باحتياجات خطيبها وأن تظهر حساسية مفرطة عند التعامل معه، بحيث يحرص على ألا تؤذي مشاعره، فإن ذلك سيجعله أقل جاذبية في نظرها، إن المرأة تحتاج إلى رجل لا يجعلها تقلق بشأنه وإنما تستمتع بحقيقة أنه يهتم بها كي تشعر بانجذاب أكبر نحوه.
دور المرأة المشاركة في تفعيل الانجذاب
تسيء معظم النساء أيضا فهم الرجل فغالبا ما تفترض المرأة، أنه إذا كان هذا الرجل الذي ارتضته خطيبا لها فهو المناسب فسوف يعرف ما الذي تريده على الفور ويحرص على تلبية احتياجاتها، ويقوم بنفس الأشياء التي تقوم بها ليبرهن لها على مدى اهتمامه بخطيبها من خلال توجيه العديد من الأسئلة له، وبينما يتكلم تواصل الاستماع له بصبر، حيث تفترض أنها إذا استمعت إليه باهتمام عظيم سيكون هو أيضا أكثر اهتماما بها.
إن هذا الافتراض إذا صح بالنسبة للمرأة فقد لا يكون كذلك فيما يتعلق بالرجل فكلما تحدث هذا الأخير فإنه يصبح أكثر اهتماما بالموضوع الذي يناقشه، مما يجعله يتحول بعيدا عن خطيبته و يفقد تدريجيا انجذابه نحوها، لهذا يتعين على المرأة هنا إذا أرادت المحافظة على عنصر الجاذبية الحيوي لديها، أن تشارك في الحديث والنقاش بصورة أقل إيجابية، وعادة ما ينصح الخبراء المرأة بتجنب الخوض في المشكلات التي تواجهها في حياتها وأن لا تسرف في التعبير عن أحاسيسها السلبية كي لا يشعر خطيبها بأنه أمام امرأة من الصعب إرضاءها أو إدخال البهجة إلى قلبها.
الجدية والصدق أساس الجاذبية لدى الإنسان
كما أن المرأة تنجذب للرجل الذي يظهر اهتماما بالغا بها وينجذب الرجل أيضا للمرأة التي يشعر بأنه يمكنه إرضاءها وإسعادها بسير وسهولة، بالإضافة إلى كل ما سبق ذكره أن أي حديث بينهما يجب أن يكون في البداية عذبا وخفيفا، يتناول الأحداث الراهنة في العالم وفي حياتهما بعيدا عن أي تعقيدات لا معنى لها، ولا يعني هذا بأي حال من الأحوال أن تكون المرأة تافهة أو مزيفة، فالجدية والصدق أساس الجاذبية لدى الإنسان، لكن بداية العلاقة بين أي خطيبين تقتضي التركيز على الجانب المشرق من الأمور قبل الانتقال فيما بعد إلى جوانب أخرى مظلمة أو أقل مرحا، أي أن المسألة في النهاية مسألة وقت ليس إلا.
نصائح تجعل من جاذبية المرأة أكثر تألقا
وعليه فلتتذكر المرأة هنا بأن لا تعامل خطيبها كما تريد هي أن تعامل، فلا يجب أن تتفاعل مع جاذبيته من خلال إظهار اهتمام مفرط بها، ولا يجب أن تقابل اهتمامه المبالغ بها باهتمام مماثل من جانبها، خذي من الرجل أكثر بكثير مما يجب أن تعطيه، لا تشبعي مشاعره مرة واحدة ولا تعطيه إحساسا بالرضا المطلق، اجعليه يفكر فيك ليل نهار، واجعليه يبدع في البحث عن كافة السبل لإسعادك وإرضائك، احرصي على أن تكون هناك مسافة ما بينكما، مسافة تغريه بأن يحاول استكشافها بنفسه دون أن تقدمي أي معلومات تسهل عليه المهمة، فالغموض في شخصية المرأة أحد عوامل جاذبيتها.
إكـرام عـائـشـة