
تشكل الرقمنة لغة العصر وأداته وهي التقنية الأكثر استخداما في حياتنا وبالكاد لم يبقى شيئا إلا وغزته الرقمنة، لقد غيرت نظرتنا إلى الكثير من أمور حياتنا وأعمالنا وتصرفاتنا بشكل كبير، إنها تكاد تلغي كل حياتنا التقليدية وتفرض علينا نمط جديد من الحياة والمعاملات والأعمال والإتصالات تختلف تماما عما سار عليه البشر قبل بضع عقود.
لقد جعلت العالم في ثوب جديد في كل تعامله، لقد قربت المسافات وفتحت أفاق جديدة بل اختصرت زمن الإنجازات في شتى الميادين. وعليه تسعى العديد من الدول في الوقت الراهن إلى التقدم ومواكبة العصر واللحاق بركب الحضارة في جميع المجالات وذلك لمواجهة الكثير من التحديات والصعوبات التي فرضها الواقع وتغيرات العصر كما أدرك المسؤولون أن نهضة الدولة في مواكبة التكنولوجيات في جميع القطاعات واستوجب على القطاع العام أن يدرك مدى الحاجة الماسة إلى عمليات التحسين المستمرة في مجال تقديم الخدمات، والسعي الدؤوب لتحقيق التقدم في مختلف الجوانب والاستفادة من التقنيات الحديثة فيما يتعلق بتكنولوجية المعلومات خصوصا.
ولقد أدت تقنيات المعلومات والاتصالات الحديثة إلى إحداث تغيرات هائلة في الحياة العامة سواء على مستوى الافراد ورغبتهم في الحصول على خدمات ممتازة وسريعة وشفافة أو على مستوى المؤسسات والهيئات القائمة على تقديم تلك الخدمات، وقد صار إدخال تكنولوجيا المعلومات في الأعمال الحكومية كافة هو هدف العديد من الدول التي تسعى نحو التقدم والرقمي يمثل ارتباطها باستخدام تكنولوجيا المعلومات بالرقمنة للنهوض بمستويات عديدة في الأداء والخدمة والمردودية والتكافيء واللحاق بمستوى الدول الأخرى التي طورت من أساليب عملها في الخدمات خاصة. وعليه فإن الاهتمام بالرقمنة والادارة الالكترونية في العصر الحالي أصبح أحد أبرز أهداف الحكومات التى قامت بالعديد من الجهود من أجل تجسيدها لمواكبة العصر وتحقيق النجاح في شتى القطاعات المختلفة ويعد موضوع الرقمنة من المواضيع التي تكتسي أهمية كبيرة بسبب التطور التكنولوجي الذي شهده العالم والانتقال من النظام التقليدي إلى النظام الحديث الذي يسهل عملية تقديم الخدمة للمواطن دون بذل جهد ضائع بل استغلال الرقمنة في أسلوب مردود ينتج خدمات رفيعة. إنّ الثورة الرقمية جعلت العالم كله قرية متقاربة اللغة الرقمية متباعدة الجغرافيا والرقمية ضرورة ملحة ومن يتخلف عن الركب صعب أن يلتحق به، ستصبح سنوات ضوئية للحاق والتطبيق والإنجاز.
الكاتب: د. عبد الفتاح العربي (تونس)