
في الجزائر، أصبح تبني الذكاء الاصطناعي (IA) والذكاء الاستعلام (BI) عاملاً محوريًا في التحول الرقمي والحوكمة. هذه التقنيات، التي تتجاوز مجرد كونها توجهًا، تعمل كمحفزات للتغيير من خلال إعادة تعريف أنماط الإدارة واتخاذ القرارات، مما يؤدي إلى حكومة أكثر مرونة واستجابة.
الذكاء الاستعلام (BI)، وهو تعبير محدود عن الذكاء الاستعلام، يشمل عمليات جمع وتحليل ونشر المعلومات الاستراتيجية. يتجاوز الـ BI مجرد تحويل البيانات الخام، فهو يشتمل على تحليل السياق الاستعلام العام، والرصد الاستراتيجي، وتأمين المعلومات في بيئة تتغير باستمرار. يهدف هذا المقال إلى تسليط الضوء على التأثير والتحديات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي والذكاء الاستعلام في حوكمة الجزائر. نستعرض كيف يمكن لهذه التقنيات، بصفتها عوامل الشفافية والكفاءة وتسريع التحول الرقمي، أن تعيد تشكيل أساسيات صنع القرار والإدارة.
سيبدأ التحليل بإمكانات الذكاء الاصطناعي في تحسين عمليات اتخاذ القرار والإدارية. يتبع ذلك دراسة حول دور الذكاءالاستعلام في تنظيم البيانات لاستراتيجية صنع قرار مستنيرة. سنبرز التآزر بين الذكاء الاصطناعي والذكاءالاستعلام، مؤكدين على قدرتهما في تعزيز الشفافية والكفاءة في الحوكمة. سيأخذ هذا التحليل في الاعتبار التفاعل بين الذكاء الاستعلام والذكاء الاستعلام، مقترحاً توصيات محددة ملائمة لتحديات الجزائر
تآزر الذكاء الاصطناعي والذكاء الاستعلام في الحوكمة في الجزائر
توفر مزيج الذكاء الصناعي (AI) والذكاء الاستعلام (BI) في الجزائر إمكانات هائلة للتحول في مجال الحوكمة. يمكن لهذا التآزر تحسين كفاءة وشفافية الحكومة بشكل كبير، والاستجابة لاحتياجات وتحديات البلاد الخاصة. قد أحرزت الجزائر بالفعل تقدمًا في مجال الذكاء الصناعي مع “الاستراتيجية الوطنية للبحث والابتكار في مجال الذكاء الصناعي 2020-2030″، التي تم تبنيها في عام 2021. المدرسة الوطنية العليا للذكاء الصناعي (ENSIA) والعديد من مختبرات البحث في الذكاء الصناعي تعكس هذا الالتزام. من المهم توسيع هذه الجهود إلى مجال الذكاء الاستعلام والذكاء الاستعلام لتطوير المهارات المحلية في التحليل والاستخدام الاستراتيجي للبيانات. يكمل الذكاء الصناعي، بقدراته التحليلية المتقدمة والنمذجة التنبؤية، الذكاء الاستعلام، الذي يحول البيانات إلى معلومات ملموسة وقابلة للتنفيذ. معًا، يمكنهم تسريع عملية صنع القرار الحكومي وزيادة الشفافية في العمليات الإدارية:
(1)- في إدارة الموارد المائية، يمكن للذكاء الصناعي التنبؤ باتجاهات استهلاك المياه ويمكن للذكاء الاستعلام تحليل هذه البيانات، مما يؤدي إلى إدارة أكثر فعالية للمياه، استجابةً للمخاوف البيئية والمناخية.
(2)- في مجال الصحة، يمكن لمزيج الذكاء الصناعي والذكاء الاستعلام تحسين الاستجابة للأزمات الصحية. يمكن للذكاء الصناعي التنبؤ بالأوبئة من خلال تحليل بيانات الصحة العامة، بينما يقيم الذكاء الاستعلام فعالية حملات التطعيم وتوزيع الموارد الطبية.
(3)- في مجال التعليم، يمكن لتحليل أداء الطلاب واتجاهات النجاح من خلال الذكاء الصناعي والذكاء الاستعلام تعديل البرامج التعليمية واستهداف تدريب المعلمين. هذا يعظم توزيع وتوظيف الخريجين.
لتنفيذ ناجح، من الضروري اعتماد نهج استراتيجي يشمل تطوير المهارات المحلية، الاستثمار في البنية التحتية التكنولوجية، وإنشاء إطار تنظيمي مناسب. استخدام هذه التقنيات بشكل أخلاقي، بما يتوافق مع توجيهات الوكالة الوطنية لحماية البيانات الشخصية، أمر ضروري. توفر تبني هذا التآزر التكنولوجي في الجزائر فرصة فريدة لتحديث حوكمتها، مما يجعلها أكثر استجابة وفعالية وشفافية. يتطلب هذا التحول التزامًا قويًا وتخطيطًا استراتيجيًا وتعاونًا وثيقًا بين الجهات الحكومية والعامة والخاصة والمجتمع المدني.
بعض الاعتبارات والتوصيات
(1)- تتطلب الدمج الناجح للذكاء الصناعي (AI) والذكاء الاستعلام (BI) في الحوكمة الجزائرية التكيف مع الخصائص المحلية. الخطوة الأولى الأساسية هي تقييم المشهد التكنولوجي للبلاد، بما في ذلك توافر البيانات، والتواصل الشبكي، والموارد المادية والبرمجية. ستسمح هذه التحليلات بتحديد أهداف واقعية والتخطيط لتحسينات البنية التحتية الضرورية.
(2)- من المهم أيضًا التركيز على تطوير المهارات والتدريب في مجالات الذكاء الصناعي والذكاء الاستعلام. ينطوي الاستثمار في التدريب وتطوير المهارات المحلية على إقامة شراكات مع الجامعات، وبرامج تدريب مستمر لموظفي القطاع العام، والتعاون مع خبراء وطنيين ودوليين.
(3)- جانب آخر مهم هو الامتثال لإطار تنظيمي وأخلاقي متين. يجب على الجزائر تكييف التنظيمات التي تحكم استخدام الذكاء الصناعي والذكاء الاستعلام، بما في ذلك تحديد إرشادات حماية البيانات الشخصية، وأخلاقيات الذكاء الصناعي، ومنع التحيز الخوارزمي. من الضروري التأكد من أن هذه التقنيات تُستخدم بطريقة مسؤولة وشفافة ومتوافقة مع عاداتنا وتقاليدنا.
(4)- كما أن مشاركة القطاع الخاص والمجتمع المدني أساسية لتنفيذ ناجح. يمكن أن يشمل ذلك شراكات عامة-خاصة، مشاورات مع الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني، ومنتديات لجمع آراء المواطنين.
(5)- قبل التنفيذ على نطاق واسع، من الحكمة إطلاق مشاريع تجريبية في مجالات رئيسية مثل الصحة، التعليم، أو الخدمات البلدية. ستسمح هذه المشاريع بتقييم فعالية التقنيات، تحديد التحديات الخاصة بالجزائر، وتطوير دراسات حالة لتوجيه المبادرات المستقبلية.
(6)- وأخيرًا، من المهم دمج الذكاء الصناعي والذكاء الاستعلام في خطط التنمية الاستعلامة والاجتماعية الحالية للبلاد. يضمن ذلك أن استخدام هذه التقنيات يتماشى مع أهداف البلاد طويلة الأجل ويساهم بشكل كبير في تطورها.
الــخــلاصــة
في نهاية هذا الاستعراض لدور الذكاء الاصطناعي (IA) والذكاء الاستعلام (BI) في الحوكمة الجزائرية، يتضح بشكل جلي أن هذه التقنيات لديها القدرة على تحويل طريقة عمل الحكومة بشكل جذري. تبني الذكاء الاصطناعي والذكاء الاستعلام يعد باتخاذ قرارات حكومية أسرع، أكثر فعالية وشفافية.
تظهر دراسة تطبيقات الذكاء الاصطناعي المختلفة قدرته على تحسين العمليات الحكومية وتعزيز الخدمات العامة، مع تعزيز الشفافية في الوقت نفسه. بالنسبة للذكاء الاستعلام، فإنه يسهل فهماً واستخداماً أفضل للبيانات، مما يؤدي إلى إدارة أكثر كفاءة واستراتيجية.
بالنسبة للجزائر، يمثل دمج الذكاء الاصطناعي والذكاء الاستعلام خطوة نحو حوكمة حديثة تتناسب مع تحديات القرن الحادي والعشرين. هذا يتطلب استثمارًا كبيرًا في البنية التحتية التكنولوجية، تطوير المهارات وإنشاء أطر تنظيمية. الإدماج الناجح في الجزائر يحتاج إلى تقييم البنية التحتية التكنولوجية، تطوير المهارات المحلية، وضع أطر تنظيمية أخلاقية، ومشاركة القطاع الخاص والمجتمع المدني. المشاريع التجريبية أساسية لتوجيه هذا التنفيذ.
تنفيذ الذكاء الاصطناعي والذكاء الاستعلام في الجزائر أمر أساسي ومرحب به لتحقيق حوكمة تتسم بالفعالية، الشفافية والاستجابة. تبني هذه التقنيات ضروري للتغلب على التحديات الحالية والاستفادة من فرص التطوير والتقدم. يمثل هذا مسارًا نحو حوكمة مبتكرة، تتجه بثبات نحو المستقبل.
………………………….
هذا المقال يأتي عقب مؤتمر أقيم ضمن الأيام العلمية الدولية التي عُقدت في المدرسة العليا للاقتصاد بوهران، من 9 إلى 11 ديسمبر 2023. العنوان العام لهذه الدورة الأولى هو “الذكاء الاستعلام في ضوء الذكاء الاصطناعي: التحديات للتنافسية”.
بقلم: الدكتور علي كحلان