
برغم من موقع ولاية النعامة الاستراتيجي وتوفرها على ثروة هائلة من المواشي، إلا أن أسعار اللحوم لا تزال ملتهبة ولم يجد المواطنين تفسيرا لهذه الظاهرة، أما الموالين فقد ارجعوا سعر ذلك إلى المضاربة وصعوبة تربية المواشي وغلاء الأعلاف، وهي كلها عوامل جعلت الأسعار ترتفع ولم تعرف تراجع.
هذا، وتحصي الغرفة الولائية للفلاحة بالنعامة حاليا 3.789 مربيا، بعد أن تم في السنوات الـ03 الأخيرة تطهير بطاقية الموالين بالولاية بشطب وإقصاء الموالين المزيفين. ويتمركز أغلب مربي المواشي الحقيقيون بالقرى والمناطق الريفية والتجمعات السهبية المنتشرة ببلديات ”عين بن خليل”، و’القصدير”، ”مكمن بن عمار” و”صفيصيفة” و”المشرية” و”عسلة” ومناطق أخرى بالشريط الحدودي عبر مساحة رعوية تفوق 2.2 مليون هكتار.
هذا، ويتوقع أن يصل إنتاج اللحوم الحمراء بولاية النعامة مع نهاية السنة الحالية إلى أكثر من 30 ألف قنطار، حيث شهدت السنة الماضية إعادة إطلاق حملات التلقيح بالمنطقة بغرض حماية الثروة الحيوانية من مختلف الأمراض والتي مست أكثر من 820 ألف رأس من المواشي، واستهدفت وقاية الأغنام ضد داء الجدري والأبقار من مرض الحمى القلاعية والماعز من الحمى المالطية.
يحدث هذا في الوقت الذي لا تزال مدن النعامة تفتقر بنسبة كبيرة إلى مذابح عصرية بمدنها مما ساعد على تنامي ظاهرة الذبح غير الشرعي، حيث تتوفر ولاية النعامة على أكثر من 718 ألف رأس من الأغنام و43 ألف رأس من الماعز وحوالي 13 ألف رأس من الأبقار، وهو ما يفتح آفاقا كبيرة للاستثمار في الإنتاج الحيواني عن طريق إنشاء مذابح عصرية وتجهيز غرف للتبريد وتحويل الجلود والصوف وغيرها. ومن جهة أخرى، شرعت مصالح قطاع الفلاحة بالولاية في تنظيم عدة حملات تحسيسية ودورات تكوين وتأهيل للمربين حول استعمال تقنيات عصرية في مجال التربية الحيوانية، بالتنسيق مع تعاونيات المربين والبياطرة فضلا عن شرح مختلف البرامج التي تتيحها أجهزة الدعم لتمكين الموالين من تحسين وتثمين قطعانهم والحصول على الأعلاف وإنجاز هياكل تربية المواشي.
هذا، وتحولت عدة مناطق من مساحات الرعي إلى فضاءات غزتها الرمال الزاحفة، وبسبب الجفاف حيث قفز سعر المواشي إلى أزيد من 80 ألف دينار، في وقت بدأت مؤشرات ارتفاع أسعار الأعلاف تؤثر على استقرار رؤوس الماشية، وتدفع بالموالين إلى الرضوخ للتخلص من مهنة تربية المواشي.
ابراهيم سلامي