
يشكل الترامواي بولاية ورقلة الذي يعد أول مشروع للنقل الحضري الجماعي التي تستفيد منه مدينة بمنطقة جنوب البلاد، وسيلة نقل عصرية تواكب متطلبات التوسع العمراني بالوسط الحضري، وتلبي حاجيات الساكنة بخصوص خدمات هذا الصنف من النقل، حيث يعد من أهم المشاريع الكبرى التي ميزت التنمية بالمنطقة سنة 2018.
وقد أضفت هذه الوسيلة العصرية التي دخلت حيز التشغيل التجاري مشهدا جديدا على تفاصيل مدينة ورقلة، بفضل أشغال التهيئة الحضرية التي رافقت هذا المشروع، وهي المدينة التي تتميز بطابعها المعماري الصحراوي وأيضا شساعتها، وأعطت لها لمسة جمالية على ديكورها العادي الذي يمزج بين خصوصيات التجمعات السكانية بمناطق الجنوب، ومميزات المدن الحديثة، سيما في الجزء الذي يلتقي فيه مع المتحف الصحراوي بوسط المدينة أو بالكثبان الرملية نحو المخرج الغربي لورقلة.
نمط نقل إيكولوجي وعصري
ويعتبر سكان هذه المدينة العريقة، أن هذا المشروع الذي بادرت به السلطات العمومية يساهم في ترقية حياتهم اليومية، خاصة وأن توقيته يمتد إلى غاية الحادية عشر ليلا، ومن شأنه إدماج المنطقة ضمن خريطة المدن العصرية، وقد تطلبت أشغاله سنوات عديدة والتي عرفت بعض التأخر بسبب عراقيل تقنية التي ترجع بالدرجة الأولى إلى الطبيعة التضاريسية للمنطقة، وما فرضته تلك الأشغال طيلة تلك السنوات من اضطراب في حركة المرور، وأيضا في حركية الأنشطة التجارية والنقل الحضري وشبكات الكهرباء والهاتف وغيرها.
يفضل الكثير من سكان ورقلة هذه الوسيلة العصرية للنقل الحضري الجماعي، لما تتوفر عليه من شروط الراحة والرفاهية والسرعة وخدماتها المتواصلة، سيما منهم القاطنين بحي النصر (15 كلم بالضاحية الغربية لمدينة ورقلة)، وأيضا طلبة الجامعة. ويسهر على تسيير تلك الخدمات ما يفوق 400 عامل في مختلف المصالح الإدارية والخدماتية، الذين استفادوا جميعهم من مناصب شغل دائمة، ويضمن نقل أزيد من 3 آلاف راكب في الساعة. ويغطي ترامواي ورقلة الذي يعد خامس ترامواي تم إنجازه ووضعه حيز الخدمة من طرف مؤسسة مترو الجزائر، وهو نمط نقل إيكولوجي وعصري يضمن الدقة والأمن والرفاهية لمستعمليه، والذي خصص له غلافا ماليا يقارب 40 مليار دج مسافة 9,7 كلم بعدد 16 محطة توقف، حيث يمر عبر الأحياء السكنية ذات الكثافة العالية على غرار ”النصر”، ”الأقطاب الجامعية الثلاثة” و”المحطة البرية المتعددة الأنماط”، مرورا بشارع أول نوفمبر إلى غاية محطة الانطلاق بالمجمع التجاري بوسط المدينة.
إضفاء حركية بمختلف المجالات
يشكل ترامواي ورقلة الذي صمم بما يتلائم مع الطبيعة التضاريسية ومناخ الصحراء، “دليلا على التزام السلطات العمومية على تحسين معيشة سكان المنطقة على غرار جميع مناطق الوطن”، كما صرح أحد أعيان مدينة ورقلة. ويراهن سكان المنطقة على أن يضفي هذا المشروع حركية في مختلف المجالات وتدعيم وتيرة النشاط الاقتصادي.
من جهته، ذكر مديرية السياحة والصناعة التقليدية بالولاية أن هذا الترامواي ساهم بشكل كبير في “ترقية السياحة بهذه المنطقة تتطلب تجسيد مشاريع مهيكلة على غرار ترامواي وتهيئة المطار وغيرها”، كما أن هذا “المشروع قدم قيمة مضافة للحركية السياحية”. وبدورها ثمنت السيدة “ربيعة” (42 سنة ماكثة في البيت)، هذه الوسيلة الجديدة للنقل الحضري التي ـ كما قالت ـ:” ساهمت بشكل كبير في تحسين خدمات النقل للسكان، حيث وفر عليّ الكثير من الجهد أثناء نقل إبني (8 سنوات) من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى مركز التعليم الخاص الواقع بوسط مدينة ورقلة”. وتشكل النظافة والأمان من أكثر المميزات التي يتفق عليها عديد الزبائن من مستعملي ترامواي، ومن بينهم السيد جمال (موظف بمديرية الخدمات الجامعية)، الذي ذكر أن “تلك المميزات لا تتوفر لدى الناقلين الخواص” داعيا إلى ضرورة “تعاون وتكاثف الجميع للحفاظ على هذا المكسب”.
نـور الـهـدى