
شرعت الحكومة الجزائرية منذ سنيتين في تجهيز أكثر من 1600 مدرسة ابتدائية عبر ربوع الوطن بألواح رقمية في إطار عصرنة قطاع التربية وتعميم عملية الرقمنة على جميع المؤسسات التربية من جهة وبشكل خاص تخفيف ثقل المحفظة المدرسية. على القلاميذ.
العملية لقيت استحسانا كبيرا لدة الأسرة التربوية وأولياء التلاميذ لكن ظلت في مرحلتها الأولى باختيار فقط مدارس نموذجية على أن تكون شاملة وبصفة نهائية مع انتهاء الموسم الدراسي الجاري، وهو التحدي الذي أخذته على عاتقها وزارية التربية النجاح التعليم الرقمي بصفة كاملة الموسم الدراسي المقبل. كما أنّ الرهان يضل قائما أيضا بتوفير الألواح الرقمية للمتمدرسين لأكثر من 40 ألف مدرسة عبر الوطن. ناهيك عن اتخاذ تدابير استثنائية على غرار تعزيز حراسة تلك المدارس بضع شبابيك حديدية على نوافذ الأقسام ولو اقتضت الضرورة تزويدها كاميرات مراقبة لمنع السطو عليها. وفي سياق متصل تعطي الحكومة أولوية كبيرة للكتاب الرقمي الذي سيمثل استخدامه قفزة نوعية في إطار تحسين المنظومة التربوية في المدارس الابتدائية، بحيث أنّ الكتاب المدرسي الرقمي الذي سيتم استخدامه عبر مراحل، يعتبر الوسيلة الأولى عوضا الكتاب الورقي، وذلك تماشيا مع متطلبات الثورة الرقمية، بحيث ان من مميزاته تحويل الكتب التقليدية المطبوعة إلى إلكترونية بنظامي “وورد” و”بي دي أف”، مع منح القارئ خيارات استخدام كافة التطبيقات المطوّرة كي يستطيع حفظ أجزاء معيّنة أو كتابة ملاحظات، أو تعديل أي جزء من الكتب. كما يمكن أن يحفظ المعلم والتلميذ على حدّ سواء آخر صفحة قرأها والعودة إليها.، ناهيك عن استفادة الكتب الرقمية من الميزات التكنولوجية الحديثة، إذ يمكن عرضها في الفصل الدراسي بواسطة جهاز، وهي تحتوي على نصوص وصور ووثائق صوتية ومقاطع فيديو ورسوم يمكن تحريكها، علما أنّ الحكومة الجزائرية ستتكفل بكل الجوانب المادية الخاصة بتنفيذ مشروع الكتاب المدرسي الرقمي في المراحل الابتدائية، وتوفير الألواح الرقمية مجاناً. وهي تعتبر هذه الخطوة أساسية لمعالجة مشكلة التّكاليف الباهظة لطباعة الكتب المدرسية الورقية. وفي نفس السياق فإن الجوانب الصحية للكتاب الرقمي لا يقلل فقط من ثقل المحفظة المدرسية التي كانت تمثل هاجساً كبيراً للتلاميذ وأولياء أمورهم، وتتسبب في عدد من المشاكل الصحية، خاصة على سلامة العمود الفقري، بل يوفر لهم كل الظروف النفسية والذهنية للتلاميذ.
بقلم: أحمد الشامي