
تعرف الجزائر انطلاقة قوية في مجال الرقمنة والتطور التكنولوجي، حيث فتحت الباب واسعا أمام الراغبين في الابتكار والتأسيس لمؤسسات تعنى بالذكاء الاصطناعي والريادة في المجال، عبر وضع عديد الركائز المهمة امرافقة هؤلاء، على غرار وزارة اقتصاد المعرفة، التي تضم عديد الهيئات التي من شأنها منح الفرصة للراغبين في دخول عالم المعرفة الرقمية والاستثمار وإطلاق مشاريعهم في المجال، لاسيما وأن السلطات وضعت قوانين واجراءات خاصة لضبط هذه النشاطات الجديدة، بالإضافة إلى مدارس التعليم العالي الوطنية المنجزة في هذا الإطار.
وفي هذا السياق، جاءت مؤسسة “امتياز للتعليم العالي”، المعروفة اختصارا بـ ENSIA، المتخصصة في تكوين المهندسين المتخصصين في نظرية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات، ما يجعلها تلبي الاحتياجات الحقيقية في التعليم العالي والبحث العلمي متعدد التخصصات، من خلال تطبيق وتطوير تقنيات جديدة للذكاء الاصطناعي في مختلف التخصصات، مثل الطاقة والزراعة والصحة والأمن… إلخ. عبر تدعيم مرتاديها لتطوير ونشر حلول عملية ومبتكرة لمشاكل القطاعات الاجتماعية والاقتصادية المختلفة (الصحة والطاقة والزراعة والنقل وما إلى ذلك). وتركز المدرسة المعنية، على منح المهندسين المعارف الأساسية في الرياضيات، والفهم النظري العميق للتقنيات المختلفة للذكاء الاصطناعي وعالم ريادة الأعمال، وهو ما يعطيهم فرصة إشباع حاجة المستثنرين وأصحاب المشاريع. لاسيما وأنها توفر معالجة نقص الباحثين والمتخصصين في عديد المجالات، مثل علم البيانات والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والرؤية الحاسوبية والمعالجة التلقائية للغة ومعالجة الكلام. حيث اختير لهاى موقعا مناسبا لتكون قريبة من مختلف وسائل النقل، فهي تقع المدرسة في القطب التكنولوجي الجديد لسيدي عبد الله، في الضواحي الغربية للجزائر العاصمة على بعد حوالي 30 كيلومترا. فمهمتها الأساسية، تتمثل في ضمان تعليم وتكوين المهندسين المؤهلين تأهيلا عاليا، لصالح القطاعات الاجتماعية والاقتصادية، وتلقين الطلبة مناهج البحث وضمان التكوين بالبحث وللبحث. ناهيك عن تعزيز التكوين المتواصل، والتنمية، وكذا إعادة التدريب للمديرين التنفيذيين في القطاعات الاجتماعية والاقتصادية، وإدخال بُعد الابتكار والتحويل التكنولوجي والمقاولاتي سواء في التكوين أو البحث،
تعميم الثقافة الرقمية. وحسب ما ذكره القائمون على المدرسة، فإنهم يطمحون لبناء برنامج بحث وتطوير قوي، مع التركيز على إيجاد حلول عملية لمشاكل العالم الحقيقي، المساهمة في الجهد الوطني للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي.
ترقية العلوم والتقنيات، تطوير البحث النظري والتطبيقي لدى المؤسسات الوطنية العمومية والخاصة عن طريق تشجيع الابتكار والمشاركة في دعم القدرة التقنية الوطنية، لاسيما وأن التواصل معها مفتوح عبر البريد الالكتروني
contact@ensia.edu.dz.
شراكة واتفاقيات مع مؤسسات وطنية وأجنبية
ونظرا لأهمية ما تقدمه المدرسة الوطنية العليا للذكاء الاصطناعي (ENSIA)، في مجال التأسيس لمؤسسات تعنى بالذكاء الاصطناعي وكذا رقمنة مختلف المجالات، وتوفرها على كوادر جد متحكمين في المجال، فقد أهلها موقعها العلمي لنيل ثقة كبرى المؤسسات الوطنية والأجنبية، للتعاون والشراكة تبادلا للخبرات وآخر ما جد في الموضوع.
وفي هذا الشأن، تم توقيع اتفاقية شراكة إطارية بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي (MESRS) والشركة الوطنية لبحوث وإنتاج ونقل وتحويل وتسويق المحروقات (سوناطراك) لصالح ENSIA قصد تعزيزوتطوير البحث العلمي وتنفيذ نتائجه، وتحسين التعليم العالي وتنمية المهارات في مجال الأعمال. بنية تكوين قادة المستقبل، تكوين وإعداد الطلاب للمهن المتعلقة بالهيدروكربونات (صناعات الغاز والنفط) والطاقات المتجددة وحماية البيئة، إنتاج البحث العلمي التقني واستغلال النتائج، إلى جانب تنصيب حاضنة على مستوى المدرستين (ENSIA and ENSMath). كما تتعاون المدرسة مع جامعة “نوتردام” (الولايات المتحدة)، ومركز تطوير التقنيات المتقدمة (CDTA)، والمدرسة الوطنية للرياضيات (ENSMath) من أجل إنشاء مركز أبحاث في القظب الجامعي “سيدي عبد الله”، لتشجيع المواهب الجديدة وتعزيز التعاون بين الباحثين الأكاديميين والصناعيين والجهات الفاعلة الأخرى في المجتمع. في حين تم توقيع اتفاقية شراكة إطار بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي (MESRS) وشركة “هواوي” الجزائر للاتصالات، بهدف دعم وتعزيز التكوين والبحث في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، من خلال التعاون لبناء نظام بيئي للمواهب من خلال مسابقة Huawei ICT، وHuawei Seeds for the Future، بالإضافة إلى الصندوق الخاص بأكاديمية Huawei ICT، تنفيذ برامج لصالح أساتذة وطلاب ENSIA، وتسهيل نقل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. بينما قامت بتوقيع اتفاقية شراكة إطارية مع الوكالة الوطنية لتثمين نتائج البحث والتطوير التكنولوجي (ANVREDET)، بهدف تبادل المعرفة والمهارات الفنية والعلمية بين الطرفين، وكذلك دراسة المشاريع المشتركة التي يحتمل أن تكون موضوع تقييم الاقتصادي.
يذكر أن المدرسة الوطنية العليا للذكاء الاصطناعي مصممة لاستيعاب 20 ألف طالب، في مختلف مجالات العلوم والتكنولوجيا. بينما تتسع إلى 2000 مقعد بيداغوجي، يحتوي على قاعات ومدرجات للدراسة ومخابر بيداغوجية، وهذه المرافق مشتركة مع طلبة المدرسة الوطنية العليا للرياضيات. في حين توفر إقامة تتسع لـ1000 سرير، ويتم إيواءهم في غرف فردية كاملة التجهيز، ويستفيدون من مرافق مشتركة على مستوى الإقامة كقاعة للعمل والمطالعة، وقاعة للإعلام الآلي، وقاعة رياضية، وملعب، ومطعم، كما أنها تضم مكتب بريد، يسه على الطلبة الحصول على أموالهم المرسلة إليهم.
وللالتحاق بمقاعد الدراسة والتكوين للمدرسة، فقد قامت هذه الاخيرة بوضع شروط صارمة، لتسهيل التحاق الذين تتوفر فيهم الشروط، التي تكفل الاستيعاب والتواؤم مع البرنامج الدراسي والتكويني، على غرار ضرورة حصول الطالب الراغب في ولوجها، على معدل البكالوريا كحد أدنى من:
17.77 / 20 لشعبة الرياضيات.
18.29 / 20 لشعبة العلوم التجريبية.
18.87 / 20 لشعبة تقني رياضي.
للعام الدراسي 2021/2022، كما يجب على الطلاب الحصول على معدل البكالوريا كحد أدنى من17.52/20 لشعبة الرياضيات، و18.41/20 لشعبة العلوم التجريبية وتقني رياضي، وبعدها التسجيل على الموقع الإلكتروني لوزارة التعليم العالي والبحث العلميhttp://bac2022.mesrs.dz.
يذكر أن المدرسة الوطنية العليا للذكاء الاصطناعي، توفر اللغة الإنجليزية المكثفة، وحدات الاتصال الأكاديمية (الشفوية والمكتوبة)، وحدات الرياضيات، والعديد من وحدات علوم الكمبيوتر (البرمجة، وقواعد البيانات، وهندسة البرمجيات، وشبكات الكمبيوتر، وأمن الكمبيوتر، وما إلى ذلك)، والعديد من الوحدات في الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، ووحدات ريادة الأعمال ، وإدارة المشاريع، كما أنها تسمح بانتقال الطلبة إلى وجهة تعليمية أخرى، خاصة إذا لم يجتازوا السنة الأولى أو الثانية في المدرسة، في الوقت الذي تعتمد في التدريس على اللغتين الإنجليزية والفرنسية، وهي تطمح لإنشاء مدارس الدكتوراه في غضون سنوات قليلة، ومخابر بحث.
فريد. ب