
مع تصاعد التحديات المرتبطة بجمع البيانات الحقيقية، مثل ارتفاع التكاليف والتعقيدات القانونية، أصبحت البيانات الاصطناعية خيارا استراتيجيا للشركات الكبرى لتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي. وتتيح هذه التقنية توليد كميات ضخمة من البيانات بتكلفة أقل، مما يوفر للشركات فرصة الاستمرار في تطوير أنظمتها بموارد أكثر كفاءة.
شركات مثل “OpenAI” و”Meta” و”Anthropic” بدأت في اعتماد البيانات الاصطناعية على نطاق واسع في تدريب نماذجها. على سبيل المثال، استطاعت شركة “Writer” بناء نموذج يعتمد بنسبة كبيرة على بيانات اصطناعية، بتكلفة أقل مقارنة بالنماذج التقليدية.
ورغم أن البيانات الاصطناعية تقدم حلولًا مبتكرة، إلا أنها تثير تحديات جدية، فالأخطاء أو التحيزات التي قد تنتج عن النماذج التي تولد البيانات الاصطناعية قد تنتقل إلى أنظمة الذكاء الاصطناعي الجديدة، ما يؤدي إلى تأثيرات سلبية متراكمة. وأظهرت أبحاث حديثة أن الاعتماد المفرط على البيانات الاصطناعية يمكن أن يُضعف جودة النماذج بمرور الوقت ويؤثر على دقتها.
ويرى الخبراء أن البيانات الاصطناعية ليست بديلاً كاملاً للبيانات الحقيقية، بل يجب أن تعمل جنبًا إلى جنب معها. ويشيرون إلى أهمية التوازن بين الاثنين لضمان تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي دقيقة ومبتكرة. في ظل هذه التحولات، يبقى الإنسان عنصرًا أساسيًا في مراجعة وضبط جودة البيانات الاصطناعية، لضمان أن تكون النماذج المستقبلية قادرة على مواكبة التحديات وتقديم حلول متقدمة. وبينما تستمر الشركات في استكشاف إمكانيات البيانات الاصطناعية، يظل تحقيق الاعتماد الكامل عليها هدفًا بعيد المنال في الوقت الراهن.
ياقوت زهرة القدس بن عبد الله