الثـقــافــة

البوصلة الدبلوماسية الجزائرية في عهد الرئيس تبون

كتاب جديد للصحفي قدور بن عطية

يصدر قريبا للكاتب والصحفي “منصور قدور بن عطية” مؤلف جديد بعنوان “البوصلة، الدبلوماسية الجزائرية في عهد الرئيس تبون” يتناول اتجاهات السياسة الخارجية للجزائر في المرحلة الجديدة ولاسيما في فترة ما بعد جائحة كورونا (كوفيد 19) أي خلال سنتي 2021 و2022 مع التركيز على الأبعاد الانتقالية من “الدبلوماسية الدفاعية إلى الهجومية” و”من ردود الأفعال إلى المواقف الاستباقية”.

ويتابع هذا الكتاب الذي يقع في 12 فصلا على مدار سنتين زيارات الرئيس تبون الخارجية وعودة الجزائر القوية على الساحة الدولية ونشاطات وزير الشؤون الخارجية والجالية الجزائرية المقيمة بالخارج فضلا عن مختلف استقبالات المقيم بقصر المرادية للقادة ورؤساء الحكومات والدبلوماسيين القادمين من مختلف أصقاع المعمورة، حسبما ذكره المؤلف. وأردف ذات المتحدث أن “هذا الكتاب يتطرق للعمل الدبلوماسي الجزائري، الدولي والإقليمي، سواء من خلال الوساطة على غرار الوساطة حول أزمة سد النهضة أو المساعي الحميدة للمصالحة وخصوصا المصالحة الفلسطينية أو لجمع الشمل العربي بعد ثلاث سنوات من الغياب (القمة العربية) أو الدفع باتجاه إنهاء الأزمات بالحوار والطرق السلمية كما حدث مع الأزمة الليبية والمحافظة على العمل الإفريقي المشترك من خلال حماية وحدة المنظمة الإفريقية وتماسكها في مواجهة المارقين (عضوية الكيان الصهيوني كمراقب). وذكر المؤلف وهو صحفي بالأساس أن كتابه الجديد “يضع القارئ والمهتم بالشأن السياسي والدبلوماسي في السياق التاريخي للأحداث (خاصة الأزمات) وفي خضم التحولات التي تعرفها الدبلوماسية الجزائرية في المرحلة الجديدة ولاسيما بين حدثين مفصليين هما قمة الدبلوماسية الجزائرية التي جرت في نوفمبر 2021 والقمة العربية في الجزائر التي عقدت في نوفمبر 2022 وهي الفترة التي كانت حبلى بالأحداث والتطورات على مختلف الأصعدة”. وبالاعتماد على المنهج الوصفي التحليلي ينتقل القارئ من فصل إلى آخر وهو مزود بالوثائق التي يتضمنها هذا الكتاب على غرار الإعلانات والبيانات ومخرجات المؤتمرات وبكم هائل من الأخبار والمقالات والتحليلات ليتمكن من فهم المواقف وتفسير السياقات وتحديد الثوابت والمتغيرات ومختلف التقديرات التي وضعها صانع القرار السياسي في كل حالة من حالات الدراسة وهي زهاء 22 حالة، يضيف منصور قدور بن عطية. واعتمد المؤلف بشكل أساسي على وكالة الأنباء الجزائرية (ما لا يقل عن 1.000 برقية) كما استند على مادة صحفية “غنية” و”حصرية” لمنافذ إعلامية مختلفة، دولية وإقليمية من أجل فهم التغيرات ومتابعة الجزئيات الدقيقة وللاقتراب من وجهة نظر الأخر وتقديم تفسيرات موضوعية ومتوازنة.

مضامين جديدة، ومقاربات استباقية

ويتضمن الكتاب رؤية الرئيس تبون للدبلوماسية الجزائرية ومساعيه للتحول نحو سياسية خارجية نشطة واستباقية ولاسيما من خلال وضعه للأولويات السبعة للعمل الدبلوماسي وعقده لقمة الدبلوماسية الجزائرية التي كانت حدثا نادرا وفريدا من نوعه. ومن خلال الجوار الآمن يتناول المؤلف عددا من الملفات الخارجية لاسيما تلك المتعلقة بالواجب التاريخي اتجاه تونس والخطوط الحمراء في ليبيا والطريق الاقتصادي لغرب إفريقيا (موريتانيا) كما يتطرق للعمق العربي وهو يرصد تفاهمات القاهرة والعلاقات الجزائرية مع الأردن والأصدقاء في الخليج. ومن بوابة النيجر وإثيوبيا وغينيا بيساو يتقصى الكتاب المساعي الجزائرية للعودة إلى عمقها الاستراتيجي في القارة الإفريقية واستعادة علاقتها مع حديقتها اللاتينية ولاسيما مع فنزويلا وكوبا. وبشكل عميق يخصص كتاب البوصلة فصلين هامين لحدثين بارزين خلال هذه الفترة هما “القمة الفلسطينية” التي سبقت “القمة العربية” وكلاهما اتخذ من عنوان “لم الشمل” شعار لرأب الصدع وتوحيد الصف والعمل المشترك لجعل القضية الفلسطينية في مقدمة القضايا العربية. وتطرق المؤلف للقمة الإفريقية التي خاض خلالها الأفارقة معركة طرد الكيان الصهيوني من عضوية منظمتهم القارية ولو بصفة المراقب وتابع بشكل مكثف الدور الجزائري رفقة أسياد القارة وعملهم الدؤوب على إنهاء هذه الفضيحة التي كان وراءها المغرب. وإلى جانب ذلك، خصص الكاتب للمحور الاقتصادي (الجزائر روما أنقرة) حيزا واسعا كما تناول بإسهاب الأزمة الجزائرية الفرنسية (ايفيان ثانية) ومعركة المبادئ مع كل من إسبانيا والمغرب دون أن يهمل العلاقات الجزائرية الاستراتيجية مع روسيا والولايات المتحدة الأمريكية والصين (المصالح الاقتصادية أولا). ويعتبر هذا الكتاب الخامس للكاتب والصحفي منصور قدور بن عطية بعد مؤلفه الذي حضي باهتمام واسع في 2023 وهو “بيغاسوس مملكة التجسس” الذي تناول فضيحة التجسس المغربي من خلال برنامج إلكتروني صهيوني وكتبه الأخرى الصادرة في 2016 (الصحفي المحترف بين الإعلام والقانون) و2018 (مدونة الإعلام في الجزائر) وفي 2022 (الإعلام العمومي في الجزائر).

مولود.م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى