لم يعد بالإمكان اليوم الاستغناء عن وسائل الاتصالات والتكنولوجيا والإنترنت في كل القطاعات الاقتصادية ومنها القطاع السياحي الذي أكد خبراء بان تبنيه للتحول الرقمي تحت مفهوم السياحة الرقمية Digital Tourism أصبح ضرورة وليس ترفا في عالم رقمي يتسارع تطوره ونموه ليضم في سجلاته مئات الملايين مستخدم في العالم. وأكد الخبراء أهمية استغلال الحكومات والقطاع الخاص لمفهوم “السياحة الرقمية” بتقنياتها وأدواتها المختلفة والمتطورة، والتي ستشكل رافعة ومساهما رئيسيا في السنوات المقبلة في إيرادات قطاع السياحة والقطاعات الفرعية التابعة له مثل قطاعات: الفنادق، ومكاتب السياحة والسفر، والمطاعم وغيرها، والقطاعات الاخرى المرتبطة به مثل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وقطاع النقل والقطاع التجاري. واشاروا أيضا إلى أهمية تبني “السياحة الرقمية” لترويج التجارب السياحية في تلك البلدان، والعمل في الوقت نفسه على تجاوز التحديات التاريخية التي يواجهها القطاع مثل تحدي الطاقة وتشجيع الاستثمار في القطاع ودعم القطاعات المرتبطة بالقطاع السياحي، وخصوصا ونحن نمر اليوم في مرحلة تعافي القطاع بعد جائحة كورونا ووسط منافسة شديدة تواجهها البلدان من وجهات سياحية قوية تحاول الاستحواذ على الحصة الأكبر من سياح العالم الذين بلغ تعدادهم في الربع الأول من العام الحالي قرابة 117 مليون سائح في دول العالم. وعليه، فقد جاء اختيار السياحة كقطاع رئيسي ضمن رؤية التحديث الاقتصادي كرسالة واضحة على أهمية القطاع الذي لطالما كانت له مساهمة كبيرة بالناتج المحلي الإجمالي للمثير من الدول، وخلق فرص العمل لمواطنيها، وتمكين المجتمعات المحلية، ومن أبرز المبادرات التي اقترحتها خطة التحديث إطلاق مبادرة السائح الرقمي وتطوير منصات ورقمنة الخدمات السياحية التي يمكن أن تساهم في تحسين الأثر الاقتصادي للقطاع. وتضمنت الأولويات للقطاع في الرؤية، أي استمرار تطوير المنتج السياحي وتعزيز تنافسيته، وتطوير البنية التحتية للمواقع السياحية، وتحسين خدمات النقل السياحي، وتطوير المناهج التعليمية والتدريبية المتصلة بقطاع السياحة.
ق.ح