الحدثتكنولوجيا

البديل الأمثل للشركات التقليدية

المؤسسات الناشئة الجزائرية

تعتبر الشركات الناشئة من أهم الركائز في اقتصاديات أي دولة متطورة والوجه الجديد في عام التكنولوجيا الحديثة من حيث ما تقدّمه من ابتكارات وتقترحه من تضورات إبداعية تساهم مساهمة فعالة في تطوير الاقتصاد وأيضا إستحداث مناصب شغل في سوق العمل وفرض نفسها في ظل وجود مؤسسات رائدة في مختلف القطاعات.

 وعليه فقد لاحظنا بعض المؤسسات تقفز قفزة نوعية من مؤسسات صغيرة أو مصغرة إلى مؤسسات ناشئة فتية مُحققة بذلك أرباحا كبيرة في وقت قياسي، علما أنّ مثل هذه المؤسسات نجدها بصورة جلية وعملية وبفاعلية أكثر في الدول ذات الإقتصاد المتطور والتي تعتمد على تكنولوجيا المعلومات بنسب عالية

 

إجراءات متسارعة وتدابير عاجلة

إنّ الجزائر أدركت هذا التحدّي وراهنت على كسبه باعتماد سياسة حكيمة ورشيدة واستراتيجية علمية مدروسة بعناية فائقة، وعليه سارع رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون منذ انتخابه إلى إعطاء للمؤسسات الناشئة كل العناية وأسدى أوامر صارمة وتوجيهات دقيقة وتعليمات حازمة للحكومة بضرورة مرافقتها والإهتمام بها وتوفر لها كل الشروط القانونية والتنظيمية والمادية، وعليه تم استحداث وإنشاء وزارة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة برئاسة الوزير السيد ياسين المهدي وليد، الذي لم يدخر من جهته جهدا في تطويره قواعدها من خلال النصوص القانونية الجديدة والتسهيلات المالية والإستماع إلى انشغالاتها والعمل سويا لإيجاد الحلول الناجعة لها وأكثر من ذلك وبهدف تحقيق الأهداف المسطرة تم القيام بعدة إجراءات ميدانية ومتسارعة على غرار: إطلاق صندوق سيادي لدعم الشركات الناشئة رغم أنّ البلاد كانت تمرُّ بأزمة حادة، توقيع اتفاقية لانطلاق الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المالية، استخدام التكنولوجيا في المؤسسات المالية والمؤسسات الناشئة، مبادرة وكالة أناد في إحصاء القروض المتعثرة قصد إعادة جدولتها قبل 15 جانفي الجاري، إطلاق الوكالة الوطنية للمقاول الذاتي مطلع هذا العام، حصول قرابة 2000 مؤسسة على علامة “لابل” لأحسن مؤسسة ناشئة، تنسيق الجهود بين الجامعة والمؤسسات الصناعية، ضرورة مرافقة حاملي المشاريع المبتكرة لإنشاء مؤسساتهم الناشئة والمصغرة، المشاركة في المنتديات العالمي للإبتكار مثل (جيتكس) العالمي في دبي الخير حيث  تمكن التطبيق الجزائري طارق، من افتكاك جائزة في المسابقة العربية في مجالي إنترنت الأشياء (IoT) والذكاء الاصطناعي (AI).

 

تحرير الاقتصاد المتعثر

هذا نزر من كثير مما حقّقته المؤسسّات الناشئة في ظروف إستثنائية وزمن قياسي، ولعل ما ينتظرها للمساهمة في نجاة الإقتصاد المتعثر وفرض وجودها ككيانات إنتاجية وخدماتية بديلة للشركات التقليدية، التي عجزت عن تحرير اقتصاد البلاد من التبعية لعائدات النفط التي تمثل نحو 92 في المائة من إجمالي صادرات الجزائر، حسب بيانات رسمية وبرأي الخبراء والمختصين. وعليه بات من الضروري التأكيد على الدور الفعال والمؤثر للمؤسسات الناشئة الناشطة في مجال العمل وبشكل خاص إبراز حالة الجزائر من خلال التحديات والعوائق التي طالما واجهتها وحالت دون الإلتحاق بركب الدول الرائدة في مجال المؤسسات الناشئة. وهذا ما راهن عليه رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون وعن قناعة راسخة، فلم يدخر أي جهد لمرافقتها ومساعدتها ومن خلالها الشباب الجزائري المبدع والمبتكر، بل وأعلن خلال مؤتمر وطني عقد مؤخرا، شارك فيه أكثر من ألف شاب من أصحاب المشاريع والمؤسسات الناشئة والأفكار المبتكرة وممثلي هيئات حكومية ومالية ومتعاملين اقتصاديين وخبراء وممثلي جمعيات وجامعات ومراكز بحثية، أنّ قرار إطلاق صندوق لتمويل المؤسسات والشركات الناشئة، أنّ الهدف منه تمكين أصحاب المشاريع المبتكرة من إنشاء مؤسساتهم بعيداً عن عراقيل البنوك واشتراطاتها للتمويل، وذلك خلال مؤتمر وطني، كما شدد الرئيس الجزائري على ضرورة محاربة البيروقراطية ورفع كل العراقيل الإدارية لتمكين الشباب من تجسيد مؤسساتهم الناشئة، وأكد أيضا أن مشروع دعم المؤسسات الناشئة العاملة في القطاع الرقمي والتكنولوجيا، يُعَدّ أساس خطة الإنعاش الاقتصادي التي يتبناها منذ توليه الحكم في ديسمبر2019. وفي السياق ذاته، أوضح وزير إقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة، ياسين المهدي وليد، أن هذا الصندوق سيتولى تمويل المشاريع الناشئة، وتحمّل الأعباء الأولية، بما فيها تغطية الخسائر الممكنة للمشروع، أي أنه سيكون بمثابة ممول ومُؤمن في نفس الوقت، وذلك ما يسمح للشركات الناشئة بالمبادرة والابتكار، بعيدا عن حساب الربح والخسارة. كما ستكون هناك دراسة حول نجاعة الشركات وهوامش الخسارة قبل تمويل شركة ة”STAR-UP”، وسيكون الصندوق تحت وصاية رئاسة الحكومة ووزارة المالية ووزارة المؤسسات الناشئة التي ستضع الأولويات فيما يتعلق بالمجالات الأكثر ربحا. وانطلاقا من هذه الرؤية الرشيدة والثاقبة، شقت المؤسسات الناشئة طريقها قُدما بخطى متسارعة وأكيدة وحققت الكثير من النجاحات والإنجازات ليس فقط على المستوى المحلي بل العالمي وأصبحت من الوائل في الترتيب العالمي بعدما كانت تتذيّل القائمة.

رامـي الـحـاج

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى