
نسف الباحث في التاريخ، الدكتور “صادق بن قادة”، المعلومة التي يتداولها الشارع المحلي الوهراني والجزائري عموما، بكون أن مقبرة “عين البيضاء” ملكية خاصة لـ “القايدة حليمة” تبرعت بها إلى سكان وهران.
جاء ذلك خلال جلسة “بيع بالتوقيع” التي نشطها المؤرخ “صادق بن قادة” لكتابه المعنون بـ “مقابر وهران”، يوم السبت الماضي في المتحف الوطني “أحمد زبانة” بوهران، حينما أكد أن كل الوثائق التاريخية التي وقعت بين يديه أثناء عمله البحثي، أكدت أن “مقبرة عين البيضاء” لم تكن يوما لها علاقة بـ “القايدة حليمة”، عكس ما تتداوله الأحاديث والقصص عن خصال هذه المرأة ومنها تبرعها بأرض لتصبح مقبرة السكان مدينة وهران، بعد أن ضاقت المقابر العائلية، في الوقت الذي تثبت الوثائق المتوفرة أن تلك الأرض، حسب “صادق بن قادة”، وفرتها عناصر “الحركة الوطنية”، على غرار “سويح الهواري”، خلال الفترة التي كان فيها “هنري فوك ديبارك” رئيسا لبلدية وهران، وذلك بموافقة من حاكم وهران في 8 نوفمبر 1946 ، بناء على طلب رئيس البلدية “هنري فوك ديبارك” الذي تقدم به في 6 أوت 1946، الممتدة لبلدية السانيا، من أجل دفن موتى المسلمين.
وخلال المناقشة، تبين أن المجلس البلدي لوهران، في وقت سابق عقد اجتماعا لطلب الإذن من عائلة “القايدة حليمة” لتوسعة المقبرة، وهو ما أدهش المؤرخ “بن قادة”، الذي أكد أن كل الأرشيف الخاص بالمقبرة موجود ببلدية وهران، وكان لمنتخبي تلك الفترة العودة إلى الوثائق والتعرف على حقيقة ملكية الأرض، ليعلموا أنها تابعة لأملاك الدولة ولا علاقة تلك المرأة بها.
وأضاف الباحث التاريخي “بن قادة”، أن المقابر تعتبر عنصرا من عناصر التاريخ البشري، الذي يثبت هوية الأمة ويؤرخ لوجودها بتلك المنطقة التي تأهلها، ولهذا لابد من الحفاظ على المقابر وتهيئة تلك القديمة منها، وأرشفة تاريخها، مضيفا أن الوثائق أصدق أخبارا و معلومات من الأحاديث الشعبية المتناقلة بين الناس لأنها مع مرور الوقت تتحول إلى شائعات ومعلومات مغلوطة تترسخ في أذهان الناس على غرار ما حدث لمقبرة عين البيضاء. يذكر أن كتاب “مقابر وهران” تطرق لكل المقابر التي تضمها وهران وتاريخها.