تكنولوجيا

الباحثون يعتمدون على الذكاء الاصطناعي

لرسم خريطة للبيانات خاصة بالغابات بأفريقيا

تمثل الغابات الأفريقية 14 بالمائة من مساحة الغابات حول العالم، ولكنها بدأت في انحصار مساحاتها بسبب الاستغلال الاقتصادي لها بطريقة شنيعة وغير مدروسةّ مما تسبب في أضرار كبيرة للبيئة والمناخ، بل وأثرت سلبا على اقتصاديات تلك الدول افريقية بشكل خطير.

تمكّن الباحثون من خلال دراسة قامت بها جامعة (فاجينينجن) بهولندا إلى بيانات دقيقة نشروها في دورية (ساينتفيك ريبورتس) من توثيق بعض الإحصاءات حول زيادة مذهلة في تقلص مساحة الغابات الإفريقية خلال السنوات القليلة الماضية بحيث ضمت حتى الغابات الجافة.  وعليه قاموا بوضع أول خريطة تصل دقتها إلى خمسة أمتار تغطي مناطق شاسعة في أفريقيا (دول غرب ووسط وشرق وجنوب أفريقيا)، وتُظهر تقلص الغابات في أفريقيا بنسبة 64 بالمائة منذ عام 2001 إلى عام 2020، كما توضح استخدامات الأراضي بعد إزالة كل من الغابات الرطبة والجافة.

 استخدام الأقمار الصناعية

إعتمد الباحثون في هذه الدراسة على الاستخدام المبتكر لصور الأقمار الصناعية وخوارزميات التعلم الآلي التي مكّنتهم من رسم خرائط دقيقة ومفصلة للغابات المزالة على نطاق واسع وغير مسبوق، وعليه تمّ تحديد الاستخدامات الاقتصادية للغابات إنطلاقا من صور الأقمار الصناعية عالية الدقة التي قدمتها المبادرة الدولية للمناخ والغابات النرويجية (إن آي سي في آي)، وبمساعدة أساليب التعلم العميق (أحد تقنيات الذكاء الاصطناعي)، تمكنوا من تحليل تلك البيانات بناء على المعلومات المتوفرة محليا عن 15 استخداما مختلفا للغابات المزالة من 30 دولة؛ منها زراعة المحاصيل الاقتصادية مثل البن والقهوة والكاجو والمطاط وزيت النخيل، وإقامة مراعٍ للأبقار والأغنام، وفي صناعة التعدين.

بيانات دقيقة

وفي سياق متصل، تمكّن الباحثون أيضا من خلال نفس الدراسة من إكتشاف أن استخدامات الغابات تختلف من منطقة إلى أخرى، فبصورة عامة تعتبر الأراضي الزراعية صغيرة النطاق هي المحرك الرئيسي لخسارة الغابات في أفريقيا، لا سيما في مدغشقر وجمهورية الكونغو الديمقراطية، في حين تنتشر الأراضي الزراعية واسعة النطاق في نيجيريا وزامبيا. كما وجدت الدراسة أن زراعة المحاصيل الاقتصادية مثل الكاكاو وزيت النخيل والمطاط شائعة في الغابات الرطبة في غرب ووسط أفريقيا، بينما تنتشر زراعة الكاجو في الغابات الجافة في غرب وجنوب شرق أفريقيا. من هذا المنطلق، يؤكد الباحثون أن ثمة عوامل أثّرت في دقة النتائج، مثل السُحب وتغيرات الطقس. وبالتالي فقد ساهمت هذه الدراسة بفاعلية أكبر في تحليل تأثير الأنشطة الاقتصادية على البيئة، ومساعدة السياسيين ودعاة الحفاظ على البيئة والعلماء في متابعة التطورات المختلفة التي تمر بها الأرض في أفريقيا بعد إزالة الغابات.

بقلم: مــحــمــد الأمــيــن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى