الحدث

الاستقلال لم يعط مجانا بل بدماء الشهداء وسواعد المجاهدين

تحت شعار "عيد مجيد مع عهد التجديد "

قام “أعمر سماعيل” أستاذ متخصص في التاريخ ورئيس جمعية “إنسان تيغنيف الثقافية”، بإلقاء محاضرة تاريخية بالمناسبة، بدعوة من محافظ الشرطة لأمن دائرة تغنيف “صالح بورزيق”، ومحافظ الشرطة لدائرة البرج “فريد عبدالله”، في إطار الاحتفالات المخلدة لعيد الاستقلال والشباب.

ألقيت محاضرة تاريخية بالمناسبة، بحضور عناصر من للشرطة والأسرة الثورية وإمام مسجد، وقد ركز على موضوع الاستقلال، الذي قال عنه، بأنه لم يعط مجانا بل بدماء الشهداء وسواعد المجاهدين الأخيار، وقدمت الأدلة لذلك حتى جاءت اتفاقية إيفيان الثانية، ونصت على تنظيم الاستفتاء واختار الشعب الاستقلال في الفاتح من جويلية وإعلان الاستقلال يوم 5 جويلية 1962، اتفاقيات إيفيان، هي نتائج مفاوضات طويلة، سمحت هذه الاتفاقيات بإعلان وقف إطلاق النار ووضع حد لحرب الجزائر. وكان “رضا مالك” المتحدث باسم الطرف الجزائري في هذه الاتفاقيات، بدأت المفاوضات رسميا اعتبار 20 ماي في العام 1961، واستمرت لمدة عام تخللها وفق للمفاوضات وتعليق واستعادة لها ومفاوضات سرية. دامت الثورة الجزائرية حوالي 8 أعوام، ومع طول مدة هذا الكفاح حرز الشعب الجزائري في النهاية الانتصار، فجبهة التحرير الوطني عرفت كيف تنظم وتكافح على جبهات متعددة: عسكرية واقتصادية وسياسية ودبلوماسية، والتي لم تغلق الباب أبدا أمام المفاوضات مع الخصم؛ إنه تاريخ هذه المفاوضات التي شرع فيها بقيادة الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، إنها المفاوضات التي تمخّض عنها اعتراف فرنسا رسميا باستقلال وسيادة الجزائر، في إطار وحدة ترابها بما في ذلك الصحراء، وذلك يوم 3 يوليو 1962. وبناءً على ذلك كلّفت الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية الرجلين “محمد الصديق بن يحي وأحمد بومنجل” معا لإجراء محادثات في 25 يونيو 1960 بمدينة مولن الفرنسية مع الطرف الفرنسي، حيث استمرت هذه المحادثات إلى غاية 29 جوان، غير أنها باءت بالفشل بعد أن تأكدت نوايا فرنسا السيئة والخلافات الواضحة بين الطرفين، حول العديد من القضايا الجوهرية، التي أراد فيها الفرنسيون إملاء شروطهم سعيا للتعجيل بوقف إطلاق النار لا غير، وقد شرح “فرحات عباس”، رئيس الحكومة الجزائرية المؤقتة، في نداء وجّهه للشعب الجزائري يوم: 5/7/1960، موقف حكومته من “محادثات مولن”، حين قال: «… فعندما اتخذنا في ال20 من جوان الأخير قرارا يقضي بإرسال بعثة إلى فرنسا لم يفتنا أن نذكر بأن هناك خلافات كبرى بيننا وبين الحكومة الفرنسية، وفي “مولن” اتضح أن هذه الخلافات أكبر مما كنا نظن… فلم يكن تقارب بين وجهات نظر الفريقين فحسب، وإنما وجد مبعوثانا نفسيهما أمام رفض باتٍّ للدخول في المفاوضات، وحتى في المفاوضات تقف الحكومة الفرنسية موقف الاستعماري العنيد وترفض كلية مناقشة الند للند…»، وعليه تواصلت انتصارات الثورة، رغم الخسائر التي لحقت بها، بأن أفشلت مخطط شال، وفوّتت الفرصة على ديغول ومشروعه «الجزائر فرنسية» بعد أن استجاب الشعب الجزائري لنداء الجبهة، أثناء زيارة ديغول للجزائر يوم 9 ديسمبر 1960، حيث خرج الشعب في أبهى صور التضامن والوطنية في مظاهرات 11 ديسمبر 1960 عمت مختلف مدن الجزائر من العاصمة، وهران قسنطينة، بجاية، البليدة وغيرها، كما صعّد جيش التحرير الوطني من كفاحه، أما على المستوى الخارجي فقد نشطت بعثات جبهة التحرير الوطني على جميع الأصعدة، مما أجبر حكومة ديغول على العودة إلى طاولة المفاوضات، وبمساعي سويسرية ممثلة في شخص (أوليفي لانغ) تجددت اللقاءات بين وفدي الحكومة الجزائرية المؤقتة والحكومة الفرنسية في لوكارنو ونوشاتيل، جمعت “أحمد بومنجل وأحمد فرنسيس وسعدو دحلب بممثلي الحكومة الفرنسية براكروك، ثم شايي”، ولاحقا التقى “جورج بومبيدو دولوس بالطيب بولحروف” في “نوشاتيل”.

وقد جاء في مضمون الاتفاقية والأساسي في المحمر الأول تنظيم الشؤون السياسية والعامة في البلاد خلال المرحلة الانتقالية التي تمتد من 19 مارس 1962 لغاية الإعلان الرسمي لاستقلال الجزائر في 5 جويلية 1962. وهي الفترة التي نظم فيها الاستفتاء الشعبي الذي حصل بموجبه الجزائريون على الاستقلال، حيث اختار الشعب بالأغلبية الانفصال عن فرنسا والعيش في وطن حر ومستقل يحمل اسم الجزائر. قد كللت المحاضرتين بمناقشة حول موضوع استقلال الجزائر.

 سلطاني مختار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى