روبرتاج

الازدحام، الأعطال واللامبالاة.. المواطن يدفع الثمن

تعاني العديد من بلديات  ولاية مستغانم، خاصة تلك التي تعتبر شبه حضرية، من نقص في عدد الحافلات المخصصة للنقل شبه الحضري الذي يؤدي إلى صعوبات كبيرة في تنقل السكان، خاصة خلال أوقات الذروة وأثناء فترات المساء خلال فترة العودة إلى المنازل من العمل أو الدراسة وغيرها.

 

إذ يشهد قطاع النقل في ولاية مستغانم، تذبذباً في الخدمات، خاصة في المناطق شبه الحضرية أفضى إلى تسجيل شكاوى من نقص الحافلات وتدهور حالتها، مما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة لتحسين الوضع.

 

نقص الحافلات و رداءة الخدمات ابرز الأسباب

وتتعدد أسباب المشكلة غير أن أبرزها يكمن في نقص في عدد الحافلات المخصصة لخدمة هذه البلديات، مما يؤدي إلى ازدحام وتأخير في التنقل، في ظل غياب التنظيم وانعدام الضبط ومخطط ولائي للنقل، مما أدى إلى تشبع بعض الخطوط والوجهات في حين بقية خطوط أخرى تعاني من العجز نتيجة توزيع غير عادل من جهة و كذا بفعل أن بعض البلديات قد تكون بعيدة عن المراكز الحضرية الرئيسية، مما يجعل من الصعب توفير خدمات النقل إليها بشكل كاف.كما ان النمو السكاني والتوسع العمراني في بعض البلديات لم يواكبه زيادة في عدد الحافلات في السنوات الأخيرة. و قد نتج عن هذه المعضلة معاناة السكان من صعوبة الوصول إلى أماكن العمل والدراسة والخدمات الأخرى و نشوب ازدحام بالحافلات من الركاب مما يسبب إزعاجاً ومعاناة للمسافرين إضافة إلى تأخر في الوصول الى الوجهات المرغوب فيها في الوقت المناسب  بسبب التوقف الطويل و غير القانوني لحافلات الخواص ببعض المحطات. وتتأزم هذه الوضعية أكثر في أوقات الذروة، بصفة يومية، كما تسوء خلال هطول الأمطار وفي أيام الصيف، بفعل التوافد الكبير للمصطافين، إلى جانب التوسع السكاني الكبير للأحياء في السنوات الأخيرة، دون فتح طرقات جديدة، حيث ساهمت كل هذه الأمور في تعقيد الوضع أكثر.

و في هذا الصدد، طالب عديد السكان بزيادة عدد الحافلات المخصصة للنقل شبه الحضري لتلبية احتياجاتهم، مع ضرورة توزيع عادل لوسائل النقل على جميع البلديات، مع الأخذ بعين الاعتبار الكثافة السكانية والاحتياجات الخاصة لكل بلدية. فضلا عن تطوير البنية التحتية للنقل في بعض المناطق، مثل إنشاء محطات جديدة للحافلات و تنسيق الجهود بين البلديات المختلفة لتوفير خدمات نقل متكاملة. ال جانب تشجيع الاستثمار الخاص في قطاع النقل لتوفير المزيد من الحافلات.

فإذا كانت مدينة مستغانم لا تعاني البتة من مشكل النقل والتنقل بالنظر إلى تشبعها بالخطوط الحضرية سواء تابعة للقطاع العام أو الخاص، و كذا توفر عدد هائل من خطوط النقل عبر سيارات الأجرة، إلى جانب الامتياز التي حظيت به بانطلاق مشروع الترامواي الذي قضى بنسبة كبيرة على مشكل النقل لاسيما في المساء، فإن باقي البلديات الكبرى على غرار حاسي ماماش وسيدي علي و عشعاشة عين تادلس و ماسرى و بوقيراط وخير الدين، خصوصا التي تعاني منذ سنوات من معضلة حقيقية في عملية تنقل الأفراد منها وإليها، خاصة وأن هذه الجماعات المحلية التي تعرف توسعا كبيرا المذكورة تعد أقطابا تجارية وسياحية تستقطب الوافدين إليها، من مختلف بلديات الولاية، حيث لا تزال تنتظر تحيين وتجديد مخطط النقل، حتى يتماشى مع التوسع السكاني والعمراني الكبيرين اللذين عرفتهما في السنوات القليلة الماضية.

 

بلديات في عزلة يوم الجمعة بفعل غياب النقل

و تتأزم وضعية النقل بكثير خلال كل نهاية الأسبوع و بالضبط يوم الجمعة حيث يعاني سكان بعض البلديات الأمرين ممن يريدون التنقل إلى مستغانم  منهم القاطنون بحاسي ماماش و خير الدين و سيرات و السور و غيرها ، حيث يرفض الناقلين الخواص العمل في هذا اليوم، بعدما يضطر بعضهم للخلود للراحة، بينما يقوم البقية بتغيير الخط بدون رخصة، الذي يغيب بصفة كلية يوم الجمعة سواء عبر الحافلات أو عن طريق سيارات الأجرة. في حين يقوم بعض الناقلين العاملين بحاسي ماماش بتحويل الخط نحو سوق ماسرى الأسبوعي في يوم الجمعة، انطلاقا من حاسي ماماش، من أجل استقطاب عدد هائل من الركاب الذين يرغبون في التوجه إلى هذا الفضاء التجاري .

 

التوقف الطويل بالمواقف و عدم تسليم التذاكر اكبر انشغالات الركاب

وحسب شكاوي السكان لـ “البديل” فان معاناتهم مع الناقلين الخواص على مستوى خط حاسي ماماش –مستغانم تتلخص في التوقف الطويل في المواقف، حيث يضطرون للبقاء في الحافلة وسط درجات حرارة صيفية مرتفعة لمدة تتراوح بين 10 إلى 15 دقيقة في موقف الحديقة و المركز الثقافي بحاسي ماماش ذهابا. أما في العودة فان المعاناة تكمن في موقف مزغران، أين تتوقف الحافلة لمدة ربع ساعة كاملة الأمر الذي يثير حفيظة الركاب ويدخلهم في دوامة من  التذمر. وقد وقفت الجريدة على نوعية الخدمة المقدمة للمسافرين التي تبيّن أنها بعيدة كل البعد عن المواصفات والمقاييس المعمول بها، على غرار مشكل غياب النظافة عند جل الحافلات و اهتراء الكراسي إضافة إلى عامل زيادة بعض السائقين في السرعة دون الاكتراث للركاب. كما تزيد الزحمة المرورية في بعض الأوقات من حدة أزمة النقل في مستغانم، لاسيما بوسط المدينة.

كما يتعمد جل الناقلين إلى عدم منح الركاب التذاكر التي انتشرت في كل الخطوط العاملة في ولاية مستغانم ماعدا حافلات المؤسسة العمومية للنقل الحضري و شبه الحضري، حيث اعتاد الركاب على عدم تسلمهم للتذاكر إلا في حالة واحدة و ذلك عندما يعلم القابضون بان هناك حاجز للدرك الوطني في إحدى المسارات.

 

الحافلات الـ 10 الجديدة غير معنية بالنقل شبه الحضري

و قد استبشر سكان البلديات خيرا عندما علموا بمنح ولاية مستغانم 10 حافلات جديدة من قبل وزير النقل خلال زيارته الاخيرة لمستغانم ،حيث طالبوا بان يتم تدعيم بها بعض الخطوط شبه الحضرية على غرار حاسي ماماش و خير الدين غير انهم سرعان ما اصابهم الاحباط بعدما اقدمت مديرية النقل على توظيف هذه الحافلات في دعم خطوط حضرية ببلدية مستغانم. و كان سكان هاتين البلديتين لطالما طالبوا باعادة تفعيل حافلات “ايتو” في خطين المتوجهين الى عاصمة الولاية دون جدوى.

 

مديرية النقل: “اقتراحات مهمة لتحسين القطاع و تطويره”

من جانبها، أكدت مديرية النقل للولاية عن تقديم اقتراحات مهمة من شأنها تحسين قطاع النقل وتطويره، فضلا عن تنظيم حركة المرور وتخفيف الضغط المسجل خاصة خلال الذروة وموسم الاصطياف. وفي مقدمتها إعادة النظر في هيكلة شبكة النقل الحضري على مستوى ولاية مستغانم، ليتماشى مع متطلبات العصر والاستجابة لانشغالات السكان استنادا إلى قطاع النقل الولائي. من ذلك، تقديم اقتراحات تخص إنجاز محطة برية بكل من بلديات ماسرىوعشعاشة وعين النويصي.

ولمحاربة الخدمات المتدنية لبعض الناقلين، فإن مصالح المديرية ذكرت بأنها تعمل على مراقبة نشاط الناقلين وإعذار المخالفين لنظام النقل، مع رفع انشغالات وشكاوي المواطنين بخصوص تذبذب حركة النقل، عن طريق الحافلات على مستوى عدة خطوط وفتح خطوط جديدة وغيرها.

 اعداد :مختار.م   

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى