بكل صراحة

الإنسان… الاستثمار الحقيقي

بـكـل صـراحـة

أحداث العالم تتطور بسرعة مذهلة بفصل الاختراعات اليومية في مختلف مجالات الحياة، فاليابان مثلا اخترع منذ أعوام النظام الزراعي الذي يعتمد أساسا على الذكاء الإصطناعي بدقة لا متناهية وخارقة للعادة وزاد في تطوره مع مرور السنوات، خاصة بعدما تمكن الخبراء اليابانيون من التحكم في الزراعة بالاستغناء تماما عن التربة والمكان الطبيعي لإنجاحها، وما قيل عن اليابان يمكن قوله عن أمريكا والصين فألمانيا وغيرها من الدول المتقدمة، وحتى ماليزيا وسنغفورة وتايوان، ونجد بلاد العام صام مثلا في مجال الثقافة والأدب لا تخلو أيامها من إصدارات تعد بالعشرات من روايات ودواوين شعرية ومغامرات خيالية ودراسات نقدية وترجمات لأمّهات الكتب ومعظمها من إمضاء أسماء مجهولة في الوسط الثقافي الأمريكي وغير معروفة في هذا المجتمع الكبير والعملاق هي وجوه عاشت تجربة ما أو سمعتاه أو رأتها فراحت تكتب عنها بطريقتها الخاصة وإبداعها الخاص كي لا تسقط في دائرة النسيان. إن معظم هؤلاء مبدعين ناشئين لكنهم يؤسسون للإبداع الأمريكي انطلاقا من واقعه وكل سلبياته وإيجابياته، مفارقاته وتناقضاته. هكذا هي أمريكا العالم الجديد من منظور أدبائها ومبدعيها ومثقفيها ومفكريها، وليس ثقافة الواجهة كما تُصدّرهُ إلينا أفلام هوليوود، بل بكل بساطة هو الوجه الآخر للمجتمع الأمريكي، وهذه الإصدارات الإبداعية لقيت رواجا كبيرا وحقيقيا ومُساعدات مادية ومعنوية حتى من الشركات الاقتصادية التي ليس لها صلة لا من بعيد أو قريب بالأدب والثقافة لكنها تحمل ثقافة وأدب الإستثمار الحقيقي، مثل ماكدولان المختصة في المأكولات. هذه الإصدارات أيضا فاقت مبيعاتها أحيانا إلى ملايين الدولارات فأخرجت أدباء جدد من الظل إلى العبقرية، لأنها وجدت أرضية خصبة وهي مجتمع يقرأ وسلطة تشجع الفكر والإبداع ومستثمرون يضخُّون أموالا طائلة في نفس الاتجاه. بيت القصيد يوم نجعل الإنسان هو الاستثمار الحقيقي بأفكاره وقدراته ومواهبه، ويموها فقط نبني مجتمعا قويا لا نخاف عليه من العواصف ويومها يمكننا التطلع إلى الغد الرائع. هكذا هو تصور “الجزائر الجديدة” رأسمالها المواطن الجزائري قبل النفط وأي شيء آخر، فهل وصلت رسالة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز تبون؟ إن غدا لناظره قريب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى