اقتصادتكنولوجيا

“الإنترنت” أعجوبة العصر الحديث

أسرار ومصادر هذه الشبكة العجيبة

هل تساءلت يومًا وأنت تتصفح هاتفك أو حاسوبك: من أين تأتي “الإنترنت”؟ كيف تصل إليك كل هذه المعلومات بسرعة البرق؟ الحقيقة أنها ليس مجرد “شيء” موجود في الهواء، بل هو شبكة ضخمة معقدة تمتد عبر العالم، تعتمد على البنية التحتية الفيزيائية والتكنولوجيا الحديثة.

في هذا المقال، سنأخذك في رحلة مثيرة عبر أنفاق البيانات، الكابلات البحرية، والأقمار الصناعية لتكتشف كيف تولد الإنترنت وتصل إليك.

“الإنترنت”.. ليس سحرا بل بنية تحتية عملاقة

يظن البعض أنه ينتقل لاسلكيًا في كل مكان، لكن الحقيقة أنه يعتمد بشكل رئيسي على كابلات الألياف الضوئية التي تمتد تحت الأرض والمحيطات، تربط بين الدول والقارات بسرعة هائلة. هذه الكابلات، التي يصل طول بعضها إلى آلاف الكيلومترات، تنقل البيانات على شكل نبضات ضوئية تمر عبر أسلاك زجاجية رفيعة جدًا بسرعات تقترب من سرعة الضوء.

مراكز البيانات: عقول “الإنترنت” العملاقة

“الإنترنت” لا يولد من العدم، بل هو نتيجة ملايين الخوادم (السيرفرات) الضخمة الموجودة في مراكز البيانات حول العالم. هذه المراكز تشبه مستودعات عملاقة مليئة بالحواسيب الفائقة القوة التي تخزن البيانات والمواقع الإلكترونية والخدمات السحابية مثل جوجل ويوتيوب وفيسبوك. عند البحث عن أي معلومة، فإن طلبك يمر عبر شبكة من الخوادم التي تحدد أسرع طريق لتوصيل البيانات إليك.

مزودو خدمة “الإنترنت”: بوابتك إلى الشبكة العنكبوتية

كل ما يصلك من “الإنترنت” يمر عبر شركات تُعرف بمزودي خدمة (ISP)، مثل أوريدو، جازي، أو موبيليس في الجزائر. هذه الشركات تربط المستخدمين بالشبكة العالمية من خلال البنية التحتية التي تمتلكها، مثل الأبراج اللاسلكية، الألياف الضوئية، والأقمار الصناعية.

الكابلات البحرية: الشرايين الخفية لـ”الإنترنت”

ربما لا يعلم الكثيرون أن أكثر من 99 بالمائة من حركة “الإنترنت” الدولية تمر عبر كابلات بحرية تحت المحيطات، وليس عبر الأقمار الصناعية كما يعتقد البعض. هذه الكابلات الرفيعة، التي تمتد لآلاف الكيلومترات تحت الماء، تربط بين القارات وتنقل البيانات بسرعة رهيبة.

أحد أهم هذه الكابلات هو كابل SEA-ME-WE 5 الذي يربط بين أوروبا، الشرق الأوسط، وجنوب شرق آسيا، مرورًا بشمال إفريقيا. إذا تعرض أحد هذه الكابلات للعطل، فقد يتسبب ذلك في بطئه  أو حتى انقطاعه في بعض الدول.

الأقمار الصناعية: الـ”إنترنت” من الفضاء

رغم أن الكابلات البحرية هي العمود الفقري لـ”الإنترنت”، إلا أن الأقمار الصناعية تلعب دورًا مهمًا في توفيرها للمناطق النائية مثل الصحاري والجبال والمحيطات. مشاريع مثل ستارلينك التابعة لإيلون ماسك تهدف إلى تقديم خدمة عالية السرعة عبر شبكة من الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض، ما قد يحدث ثورة في عالم الاتصال.

كيف تصل “الإنترنت” إلى هاتفك أو حاسوبك؟

(01)- عند طلب صفحة ويب، يتم إرسال إشارة إلى أقرب خادم عبر مزود الخدمة.

(02)- يبحث الخادم عن البيانات المطلوبة ويرسلها عبر الكابلات أو الأقمار الصناعية.

(03)- تعود البيانات إلى جهازك في شكل إشارات رقمية يتم تحويلها إلى نصوص وصور وفيديوهات.

هذه العملية تستغرق أجزاءً من الثانية، بفضل البنية التحتية الهائلة التي تعمل وراء الكواليس!

“الإنترنت” أعجوبة العصر الحديث

“الإنترنت” الذي نستخدمه يوميًا ليس مجرد إشارات تمر في الهواء، بل هو نتيجة شبكة ضخمة من الكابلات البحرية، مراكز “البيانات”، الأقمار الصناعية، ومزودي الخدمة الذين يعملون باستمرار للحفاظ على تدفق المعلومات بسرعة فائقة. في المرة القادمة التي تفتح فيها متصفحك، تذكر أن وراء هذه اللحظة رحلة مذهلة عبر آلاف الكيلومترات من الكابلات والنبضات الضوئية التي تسافر بسرعة الضوء!

ياقوت زهرة القدس بن عبد الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى