
حاورتها: ميمي. ق
تعتبر نموذجا للمرأة التي استغلت كل معارفها في صقل ما تعلمته في المدرسة وزاوجته بما جادت بها ملكتها الفكرية، فكانت المرأة التي تدافع عن الإنسانية في مقالاتها وتساهم في بناء الفكر الناضج، والمناصرة للمرأة التي تتعرض للظلم بشتى أنواعه، عبر قصصها وأشعارها التي تترجم أحاسيسها الرقيقة.
كانت إضافة متميزة للمكتبة العربية، إنها المؤلفة المصرية “أميرة عبد العظيم”، التي فتحت قلبها ليومية “البديل” وكان معها هذا الحوار:
أهلا، هلا عرفت القارئ على الكاتبة “أميرة عبد العظيم”؟
كبير باحثين في التنمية البشرية، مدير عام نظم ومعلومات، رئيس قسم الاقتصاد بجريدة أنباء اليوم المصرية، رئيس قسم فرات المعرفة بمجلة النيل والفرات أديبة بإبداعات جريدة “أخبار اليوم”.
كيف كانت انطلاقتك نحو عالم الكتابة؟ ومن اكتشف ملكتها فيك؟
أحب الكتابة منذ أن تعلمت حروف الهجاء، وظهرت الموهبة في كتابة مواضيع التعبير ككل فتاة في مرحلة الشباب تكتب أبيات من الشعر والخواطر. أما من اكتشف ملكتها فكان أستاذ اللغة العربية للمرحلة الثانوية، كنت أحصل على العديد من الجوائز على سبيل التشجيع.
كم قصة كتبتيها إلى اليوم؟
تم إصدار كتاب “ساعات الإلهام” يحوى خمسة عشر قصة، بالإضافة إلى مجموعة من القصائد الشعرية تجمع ما بين العامية والفصحى.
المرأة في المجتمع العربي رغم ما يشاع من حرية، إلا أن البعض يرى أنها مازالت أقل حظوة من الرجل، ما رأيك ؟
في رأيي أن المرأة ليس نصف المجتمع، كما يقال المرأة هي كل المجتمع فالمرأة هي الأم وهي المربية وهي المعلمة، كما أنها الزوجة رمانة ميزان بيتها فكيف تحظى أقل من الرجال والرجل وجوده في الدنيا كان من رحم امرأة وشبع من لبن امرأة وشب وتعلم وأصبح شاب يافعا بأن ربته امرأة.
نعيش اليوم في عالم مفتوح، هل المرأة الغربية أكثر حرية من الشرقية؟
سؤالك هذا لا يحتاج إجابة بقدر ما يحتاج سؤال واضح وصريح: ما هو مفهوم الحرية ؟! المرأة في المجتمعات العربية تعيش الآن أزهى عصورها تحصل على حقوقها بأريحية كاملة تعتلى أعلى المناصب، تتعلم وتقرأ سبل الثقافة والمعرفة وأبواب التطوير كلها مفتوحة على مصراعيها، لا تفريق بين رجل وامرأة ولكن على المرأة الشرقية أن تعلم أن الحرية المفرطة سلاح ذو حدين.
ما موضوع أول كتابة لك؟
بداية كتاباتي كانت مقالات في مواضيع مختلفة منها إجتماعى وآخر ثقافي والبعض ديني كل له مناسبة ولكن لم أتذكر أولها.
تركز أميرة على المرأة وتنتصر لها دوما، ألا تؤمنين بفكرة “الرجل ضحية المرأة”؟ وهل يقبل الرجل أن يكون ضحية المرأة؟
بصفة عامة المرأة دائماً وحتى لو تحلت بالقوى الظاهرية فهي رقيقة وناعمة ولكن ليست ضعيفة. المسألة ليست مسألة حرب بين الرجل والمرأة المسألة مسألة حقوق وواجبات فلو علم كلٍ منهم ماله وما عليه يتحقق العدل والسلام، وهذا هو الإحسان.
في الواقع المرأة تشكو من ظلم الرجل وتعاليه دوما، غير أن جل الأدباء يقدمون المرأة كشبيهة للملاك، رقيقة المشاعر، تقطر أنوثة، تؤثر الرجل على نفسها، ما تفسيرك لهذه المعادلة؟
معادلة غير عادلة بالمرة، فكما توجد نساء ناعمة ورقيقة وتفوح أنوثة، وجد ذلك الرجل العطوف الحنون الذي يشعر المرأة بالحنان والرجولة المفرطة التي تؤثر المرأة وهذا موجود بالفعل في شخصيات المجموعات القصصية التي أكتبها.
نحن في عصر التكنولوجيا الرقمية، هل تهتمين بها؟ وماذا يمثل لك الذكاء الاصطناعي في مجال التأليف والأدب عموما؟
طبعا أهتم بها جدا فهذا صميم عملي، بالإضافة إلى أن الكاتب والمبدع لابد أن يصقل موهبته التي منحها الله إياها بالبحث عن كل ما هو جديد لمواكبة المستجدات الحديثة.
هل ترى أن التكنولوجيا الرقمية ستلغي الكتاب الورقي؟
مستحيل أن يحدث ذلك فالكاتب حريص كل الحرص أن يقتنى كتابه الورقي في مكتبته ليبقى بين يدي الأجيال، أما الكتاب الالكتروني فهو معرض للفناء للعديد من الأسباب، والمشاكل التي تحدث إلكترونيا كل نعلمها وليست منا ببعيد.
ما تعليقك حول وضع المرأة المثقفة اليوم في العالم العربي؟
تعيش في عصر الرخاء.
رغم أن الساحة الأدبية تعج بالمؤلفين، بيد أن معظم دور النشر أغلقت أبوابها بداعي عزوف القراء، ما هي الأسباب بنظرك ؟
فعلاً أصبحت الساحة الأدبية ممتلئة بالمؤلفين ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا من هم هؤلاء المؤلفين؟! وهل كل من وضع القلم على الورقة وتحركت أنامله عليها أمسى كاتب وأصبح مؤلف؟!
وهل اتهام دور النشر صحيح؟
بالطبع دور النشر يجب أن توضع في قفص الاتهام، فقد تخلت عن دورها الكبير والهام في نشر الوعى الثقافي والتاريخي والمعرفي وعكفت عن تسليط الضوء على المؤلفات التاريخية والحضارية.
هناك الكثير من النقد اتجاه بعض المؤلفين الجدد لعدم جودة كتاباتهم، واتهام بدور النشر بنشر التفاهة. من له الحق في محاكمة أو نقد المؤلف؟
الناقد الأدبي الدارس والمخضرم ليس من حق أحد محاكمة ذلك الناقد الذي ينقض بموضوعية مطلقة وفقاً لمعايير وأسس النقد المتعارف عليها.
هل جودة النص تعتمد على عمق المفردات أم اللغة البسيطة لملامسة خيال ومشاعر القارئ؟
جودة النص الكامل تجمع مابين الحس المفرط وريشة فنان يرسم لوحات من عمق خياله، لذا فاختيار نوع اللغة والمفردات يكون حسب الإيقاع الموسيقى للنص.
بما أنك من أبناء منتسبي الأسرة الإعلامية، وواكبت الجيلين (الورقي والرقمي)، ما الذي يميزهما عن بعضهما؟
سؤال رائع، لكلٍ حلاوته ورونقه ومميزاته، الجيل الإلكتروني تكون رقعة الانتشار فيه واسعة على كافة المستويات والأصعدة وكذلك المستوى المحلي والدولي.
متى نقرأ للأستاذة أميرة رواية؟
قريباً بإذن الله.
جمعت بين القصة والشعر، أي البيتين ترتاح فيه أكثر أميرة ولماذا؟
لي قصيده بالعامية أعتز بها ويروق لى أن أرددها بين الحين والآخر وهذا نصها
السند عارفين يعني إيه السند
والحب الحقيقي لما بيتولد
السند ده جبل تسند عليه
ويشد عضدك بين إيديه
لما تقع يأخد بإيديك
ولما تتعب تجرى عليه
ترمى همومك في حضنه
ولما تبكى يطبطب عليك
في الفرح جنبك
في الحزن سندك
ركن هادى لما قلبك يروح له
يأخذك في حضنه ويهون عليك
ما هي آمالك المستقبلية؟
أن أنتهى من استكمال النسخة الجديدة من مجموعتي القصصية الجديدة ويتسنى لي المشاركة في معرض القاهرة للكتاب
هل من كلمة أخيرة؟
شكراً جزيلاً على هذا الحوار التقني وشكراً لجريدتكم الموقرة.