بكل صراحة

الإستهلاك الرقمي… الموضة الجديدة

بـكل صـراحـة

كثر الحديث عن سلبيات الرقمنة وأثرها على المجتمع، خاصة تحفيزها لظاهرة الاستهلاك بشكل مثير، وعلى سبيل المثال ما أصبح يستعمله الإنسان في حياته اليومية، فلم يصبح الهاتف، بمثابة وسيلة للاتصال بل تحوّل إلى موضة يهتمّ بها كآخر صرخات للإبتكار والإبداع، بل وأصبح التهافت على اقتناء آخر أنواعه وأشكالها وأسعارها بشكل يطرح الكثير من التساؤلات إلى أين سيقودنا هذا الابتكار التكنولوجي المتسارع خاصة من منطق الأستهلاك، بل تحوّل المولعون بآخر صرخات الموضة إلى إدمان من نوع جديد. من هذا المنظور لا يجادل اثنان في كون أن الرقمنة (من الجانب السلمي في استخداماتها) دفع بالبشر يلهثون وراء الجديد مما ستبدعه هذه الرقمة. فهل تحوّلت التكنولوجيا الحديثة إلى أيديولوجية جديدة حيث أصبح كل شيء قابل للاستهلاك؟ في الجانب الآخر، نجد أن هذا الاستهلاك الرقمي غيّر تغييرا جذريّا مفهوم السعادة لدى البشر، بل أنها فقدت مفهومها الحقيقي ودلالتها الواسعة وقيمتها الأخلاقية، فتحوّلت إلى سعادة مصطنعة يتمُّ قياسها بأمور لا تمتُّ صلة بها، ولم يعد للأشخاص المدمنين على هذه الموضة الرقمية حدا فاصلا لمتطلباته الاستهلاكية في المجال الرقمي.

بقلم: رامـي الـحـاج

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى