
كشفت الإتحادية الجزائرية لكرة القدم عبر بيان لها، يوم السبت، عن قرار عدم المشاركة في كأس إفريقيا للمحليين لكرة القدم 2025. وأكدت الإتحادية الجزائرية لكرة القدم، أن قرار عدم المشاركة يخص المنتخب الوطني للمحليين “رجال و إناث”. كما كشفت الفاف أنها تسير نحو تجسيد استراتيجية جديدة للتنقيب عن المواهب في أوروبا عبر الاعتماد على قدماء اللاعبين.
وجاء في بيان الاتحادية عقب اجتماع دوري “قرر المكتب الفيدرالي بعدم المشاركة في هذه المنافسة وبتسخير الامكانيات والمجهودات لمديرية الفئات الشبانية لكل من الذكور والاناث”. قرار الانسحاب يأتي للعديد من الأسباب، أبرزها ضيق الوقت، ما يُمكن أن يؤثر على انتظام جدول مباريات الدوري المحلي، وكذلك عدم الاتفاق مع أحد المدربين لقيادة هذا المنتخب، إضافة إلى تجنب التأثير على تحضيرات المنتخب الأول، الذي سيكون بعد تلك المسابقة بأيام قليلة، على موعد مع خوض مباراتين مهمتين ضد بوتسوانا وأوغندا، ضمن الجولتين الخامسة والسادسة من تصفيات كأس العالم 2026. وجاء هذا القرار من طرف الاتحاد الجزائري، ليؤجل رغبة السويسري فلاديمير بيتكوفيتش مدرب منتخب الجزائر الأول، من متابعة النجوم المحليين وهم ينشطون سويا في تشكيلة واحدة.
واتخذ الاتحاد الجزائري لكرة القدم أسبقية الانسحاب من هذه المسابقة، عبر إخطار “كاف” بهذا القرار، وقبل إجراء قرعة التصفيات الخاصة بها، تجنباً لعقوبة محتملة من لجنة الانضباط التابعة للاتحاد الأفريقي لكرة القدم، عكس ما كان الحال مع المنتخب التونسي، الذي انسحب قبل انطلاقة نسخة الكاميرون 2020 بأيام قليلة، ما عرضه لعقوبة الحرمان من المشاركة في دورة الجزائر 2023 الماضية، وكذلك غرامة مالية. ورفض المجلس التنفيذي للاتحاد الجزائري لكرة القدم أيضًا فكرة المشاركة بمنتخب تحت 20 عاما، بعد أن كان هذا الخيار متاحًا لاستغلال المسابقة لكسب هذا المنتخب لخبرة الاحتكاك في القارة السمراء، لكن أعضاء المجلس التنفيذي رفضوا الفكرة؛ لأن المسابقة ستعرف مشاركة منتخبات قوية ولا يريدون خوضها بمنتخب من أجل المشاركة فقط.
ومن بين الأسباب الأخرى التي دفعت الاتحاد الجزائري للعدول عن فكرة المشاركة في “شان 2024″، هي المصاريف الكبيرة المتوقع تخصيصها في حال الاستقرار على خيار المشاركة، خاصةً أن البطولة ستُجرى في ثلاث دول مختلفة لأول مرة. ووفقا للمعلومات المتداولة فإن بيتكوفيتش غير مستاءِ تماما من قرار الاتحاد الجزائري للعبة نظرا لاقتناعه بأن متابعة اللاعبين على مستوى الأندية فقط، كفيل بالنسبة له لتحديد مستواهم.
وبرز المدرب السويسري منذ وصوله لتولي منصب المدير الفني لمنتخب الجزائر في فبراير 2024، بمنحه الفرصة للاعبين المحليين دون تردد، واعتمد على أسماء عدة في المباريات الرسمية، في وقت كان الجميع متخوفا من ذلك. وأكد بيتكوفيتش في تصريحات سابقة له أن “باب المنتخب الجزائري يبقى مفتوحا للاعبين المحليين”، مُشدّدا على أنه لا يجد أي مانع في الدفع بهم بشكل أساسي عندما يرى بأنهم يستحقون ذلك.
جدير بالذكر أن رئيس الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم (كاف) باتريس موتسيبي قد أعلن الاثنين الماضي, بالعاصمة الكينية نيروبي، عن إقامة بطولة افريقيا الثامنة للاعبين المحليين من 1 إلى 28 فيفري 2025 في كينيا وتنزانيا وأوغندا. وستكون هذه هي المرة الأولى التي تستضيف فيها شرق أفريقيا منافسة قارية للمنتخبات الوطنية, وستكون بمثابة مقدمة لاستضافة الدول الثلاث لنهائيات كأس افريقيا للأمم 2027.
وعلى غرار كاس افريقيا للأمم، فقد تم تأخير “الشان” من سنة 2024 الى 2025 ما بين الفاتح و 28 فيفري. وستقام التصفيات في الفترة ما بين شهري أكتوبر وديسمبر من السنة الجارية (2024). وتوجت السنغال بالبطولة الأخيرة التي أقيمت في الجزائر في جانفي- فيفري 2023 عقب فوزها على المنتخب الجزائري بالضربات الترجيحية (5-4) الوقت القانوني (0-0) في المباراة النهائية التي جرت في 4 فيفري بملعب نيلسون مانديلا ببراقي.