الثـقــافــة

” الأنانية والنرجسية من الأشياء المؤثرة على الصناعة السينماتوغرافية بصفة عامة “

الإعلامي والسيناريست غوتي شقرون في حوار خص به جريدة البديل:

يأخذك الصحفي والسيناريست غوتي شقرون بخبرته الطويلة في مجال السمعي البصري حتماً لبناء صورة ذهنية عن تحدياته في ذات مجال وخصوصاً إذا تعلق الأمر بكتابة السيناريو وفن الإخراج التلفزيوني الذي يعشقه إلى حد النخاع، كان لجريدة البديل شرف إجراء حوار معه لننقله إلى قرائنا الأعزاء

مرحباً بك دكتور غوتي شقرون، بداية هل لك أن تطلع جمهور قراء يومية البديل بإيجاز عن جانب من معلوماتك الشخصية وسيرتك الذاتية؟

أستاذ محاضر بكلية الآداب والفنون، بالإضافة إلى كوني باحث مشارك في مركز بحث الأنثروبولوجيا الثقافية والإجتماعية crasc ، وصحفي كاتب يوميات (تلفزيون)، وصحفي محترف في السمعي البصري مع التلفزيون العمومي بخبرة فاقت 32 سنة شغلت خلال هذه الفترة عدة مناصب كمدير الإنتاج ومعد للبرامج ورئيس تحرير … إلخ ومؤلف للعديد من الكتب. وحاليا أدرس في جامعة وهران تخصص النقد السينماتوغرافي فن كتابة السيناريو والمونتاج: التاريخ والنظرية ومقاييس أخرى ذات صلة. وهناك العديد من التجارب قد تضيق السطور لذكرها كلها.

بداية ما تعريف السيناريو عند السيناريست غوتي شقرون؟

السيناريو بالنسبة لي هو الهيكل ولإطار العام للفيلم، والفيلم الجيد من السيناريو الجيد، وكتابته صعبة إنما نتعلمها بالممارسة والخبرة الأدبية والسينمائية والإبداعية وقليلا من الصبر. ذلك أن السيناريو هو مضمون ومحتوى الفيلم ويشتمل على سبعة عناصر هي: القصة والعقدة والمَشاهد والشخصية والحوار والحدثين العاطفي الدرامي والحدث العادي. ولا بد أن نفرّق بين السيناريو والتصور في المجالين الإعلامي والسينمائي.

كيف كانت بداياتك في عالم كتابة السيناريو؟

كانت بدايتى مع السيناريو عندما اشتغلت بإعداد الحصص الخاصة والأفلام الوثائقية في التلفزيون الجزائري. بدأت في أول الأمر بالتصور لإنجاز الحصص الخاصة ثم انتقلت إلى ممارسة كتابة السيناريو لتصوير الأفلام الوثائقية، وأعتقد أن تجربة 32 سنة في التلفزيون تؤهلك للكتابة والإعداد الجيد لفنون التحرير منها الفيلم الوثائقي أو التسجيلي الذي نعتبره جنسا سينمائيا وتلفزيونيا.

ما هي أبرز الأعمال الدرامية التي أنت بصدد التأليف عنها والإخراج عموماً؟

لدي حاليا كتابين هما: دور الأغنية البدوية الثورية في التوثيق والإعلام وهو منشور على المنصات العالمية من إصدار دار النشر والتوزيع الموج الأخضر. والكتاب الثاني بعنوان: الفيلم الوثائقي مفهومه وأنواعه ومدارسه الفنية وهو عبارة عن مقاربة إعلامية سينمائية مستوحاة من تجربتي الذاتية في مجال إعداد وإخراج الحصص الخاصة والروبورتاجات الكبرى والأفلام الوثائقية زيادة على التجربة الأكاديمية في الجامعات الجزائرية، فيه أي الكتاب الجانب النظري الأكاديمي والجانب الميداني. والكتاب من إصدار مخبر فهرس الأفلام الثورية في السينما الجزائرية الذي يشرف عليه البروفيسور عيسى راس الماء بكلية الآداب والفنون بجامعة وهران 1- أحمد بن بلة. وسيكون مرجعا لطلبة السمعي البصري والدراسات السينمائية والفنون وصُنّاع الأفلام الوثائقية. بالنسبة لسؤالكم في الإخراج فعلا عندنا مخرجين مميزين لكنهم قلائل كلخضر حمينا أو أحمد راشدي أو بلقاسم حجاج وغيرهم هؤلاء أنتجوا وأخرجوا أعمالا سينمائية في غاية الدقة والجمال. لكن منذ الثمانينيات من القرن الماضي ظهرت فئة من المخرجين أُطلِق عليهم اسم مخرجي الردة لأنهم ارتدوا عن القيم والمُثل والهوية الوطنية فألحقوا أضرارا فكرية بالمنجز الفيلمي مقابل المال والتكسب، فترى بعضهم يطعن في الثورة التحريرية وآخرين يشككون في البطولات والأحداث والأعلام… مع أنه هناك جيل صاعد من المخرجين الجزائريين الشباب يحتاجون للإحتكاك والأخذ من الجيل المخضرم الذي شرّف السينما الجزائرية ومثّلها أحسن تمثيل في المهرجانات الدولية والقارية وحتى الوطنية.

في رأيك ما هي العوامل التي تؤثر على الحس الإبداعي في السيناريو؟

الأشياء المؤثرة على الصناعة السينماتوغرافية بصفة عامة هي الأنانية والنرجسية فلا يمكن أن نرى شخصا مثلا يكتب السيناريو ويقوم بالإخراج والتمثيل بمفرده اللهم إلا إذا كان نابغة من نوابع هوليوود. لأن صناعة الفيلم تشترك فيها حوالي 73 مهنة سمعية بصرية، أي هناك تخصصات تتقاطع في صناعة وإنتاج الفيلم.

كيف يرى غوتي شقرون واقع كتابة السيناريو والإخراج التلفزيوني والسينمائي في الجزائر مؤخراً؟

كتابة السيناريو هي أولا وقبل كل شيء مهنة وحرفة وفن، وهي عملية معقدة تتطلب الصبر والخبرة وتنوع المعارف مسرحيا وسينمائيا ودراميا. وكُتّاب السيناريو في الجزائر قلائل كما هو الحال لدى مصممي الحوار، هي مهن شاقة تُطوّعُ بالفكر الإبداعي باعتار السيناريو نوع خاص من السرد القصصي فهو حرفة وفن، كما أسلفت سابقا. ونتيجة لضعف كتابة السيناريو تأتي الأعمال الدرامية الجزائرية ضعيفة حتما. وأنتم ترون الكوارث التي تتضمنها شبكة البرامج الرمضانية فيما يسمى الدراما شكلا ومضمونا.

كلمة أخيرة..

هناك ملاحظة وهي أن السينما في الجزائر فقدت إشعاعها نتيجة للقوانين والممارسات والتجاذبات بين الأطراف والمصالح التي تسببت في إهمال قاعات العرض وغياب سلسلة الإنتاج والتوزيع والتسويق والإشهار وغيرها من الملاحظات التي يبدو أن وزارة الثقافة والفنون بدأت تشتغيل عليها لإنبعاث الصناعة السينماتوغرافية الجزائرية من جديد.

حاوره: عزالدين بن أحمد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى