
ما يزال مجال “الرياضيات” ميدانا خصبا للأبحاث والتجارب لإيجاد حلول لمسائل طال أمد البحث عن حلول لها، لاسيما وأن الرياضيات تعتبر نواة لحل الكثير من المشاكل والتعقيدات التي تواجه البشرية، خاصة في مجال الاقتصاد، على امتدادا الزمن وتطور العلم، منذ حوالي القرن 17، بعدما انتقلت من مصاف العلوم التنظيرية إلى مصاف العلوم القياسية وأصبحت الرياضيات والإقتصاد وجهان لعملة واحدة.
وفي هذا الشأن، تنظم المدرسة العليا للاقتصاد بوهران يومي 1 و2 جوان، ملتقى وطني بعنوان “الأساليب الرياضية في التحليل الاقتصادي”، برعاية مديرة المدرسة العليا للاقتصاد بوهران الأستاذة “خليصة سمعون”، بالتنسيق مع مخبر أبحاث في التطبيقات المنهجية التحليلية والتشغيلية في الاقتصاد(LAMAPE) للمدرسة، بهدف مناقشة أهم التطورات التي مست علم الرياضيات وتطبيقاتها على مستوى الاقتصاد بمختلف مجالاته، في محاولة لنخبة من الأساتذة وطلبة الدكتوراه من مختلف جامعات الوطن، عبر عرض خبراتهم في هذا المجال،وكذا مناقشة موضوع الاحتدام المتواصل لأكثر من قرن بين فريقين من المفكرين الاقتصادين، حيث يرى الفريق الأول بالخصوص G.j.STIGLER، ضرورة التعبير الرياضي عن الظاهرة الاقتصادية ومن ثم تزويد الاقتصاديين بالأدوات المعرفية الضرورية لإتقان الأساليب الرياضية وحسن استغلالها، للوصول إلى نظرية اقتصادية جيدة، بينما يرى الفريق الثاني وبالأخص L.VON.MISES، استبعاد الرياضيات من مجالات شرح الظاهرة الاقتصادية التي هي في الأصل ظاهرة إنسانية، فلا يمكن إخضاعها لقوالب رياضية تخرجها عن إطارها الإنساني وتبعدها عن الواقع الاقتصادي المعقد، الذي يحتاج أكثر إلى تطبيقات وسياسات لتخطي المشاكل الاقتصادية أكثر منه إلى صياغات لا تزيده إلا غموضا وإبهاما، وذلك بإبداء رأيهم، انتقاداتهم و خلاصة بحوثهم في هذا المجال، على مدار يومين.
للإشارة، الملتقى ترأسه الدكتورة “شلالي شريفة”، يجمع العديد من المشاركين من الأساتذة والباحثين من مختلف جامعات الوطن نذكر على غرار الأساتذة “يوسفات عبد الرحمن، بن بوزيان محمد، بن عيسى عباس، دحماني محمد دريوش والأستاذ بيبوشي رشيد”.
عبير. ص