صيفيات

الأراء متباينة بين الرفض والقبول

الـتـعـارف قـبـل الــزواج

التعارف قبل الزواج يبقى محل جدل بين جيلي اليوم والأمس، بين الرفض والقبول وإنها معادلة يصبح فيها الرجل سيدا و المرأة تابعة له، تطورت المجتمعات ومع التحولات المتسارعة كثيرا ما عادت حواء إلى أنوثتها وأصبح الزواج قيمة اجتماعية ودينية و حضارية لا نقاش فيها، بل طرفيها الذين لا انفصام فيها المرأة والرجل، والنجاح يظل متوقفا عليهما تماما مثل الفشل.

علما أن هناك عوامل مثل حسن اختيار الشريك ومدى التفاهم بين الطرفين وتوافق الذهنيات وأشياء أخرى لتحقيق كل هذا يرى البعض بأنه لابد من معرفة الشريك قبل الزواج في حين يرى البعض الآخر عكس ذلك. لكن هل التعارف قبل الزواج يعتبر من العوامل المساعدة على الذهاب بعيدا عن العلاقة الزوجية إلى بر الأمان والنجاح التام، وهل هو ضروريا أم أنه لا يغدو أن يكون سوى تقليدا مستوردا من الخارج.
أسئلة كثيرة باتت تشغل الكثير من فتيات وشباب اليوم خاصة المقبلين منهم على الزواج ولم تعد المسألة تلقى ذلك الجدل القائم منذ سنوات نظرا للمتغيرات الاجتماعية المتسارعة وثورة الاتصال والتكنولوجيا وبشكل خاص الأنترنت وبعد أن أحيلت “الخطابة” إلى التقاعد. ومع ذلك لا زال العديد من الناس الذين استجوبناهم في المسألة أبدوا لنا أراء متباينة.
نعم و لكن بشروط محددة
السيد (مصطفى) يؤيد مسألة التعارف قبل الزواج بين الشاب والفتاة لكنه أبدى تحفظا من هذا التعارف قبل الزواج بسنوات عديدة ويتخلله لقاءات عديدة قد تنتج عنها مع مرور الأيام فضائح ومشاكل ومتاعب هما في غنى عنها وعليه يحبذ أن يكون هذا التعارف مؤقتا أي لفترة محدودة مع مراعاة تعاليم ديننا الحنيف وعادات وأعراف مجتمعنا، وهذا حتى لا تكون العلاقة بين الطرفين عرضة للانتقادات والسخرية.
أفضل أن لا يكون من أساسه
لكن السيد (عز الدين) له رأي آخر بحيث يعتبر أن التعارف قبل الزواج من الأشياء التافهة لأن المسألة قد تنجر عنها عواقب وخيمة كما أن الفتاة والشاب يظهر كل واحد منهما المناحي الإيجابية في حياته دون المصارحة بسلبياته، ناهيك قد ينتهي التعارف دون زواج، أو يطول و معه لقاءات قد تسيء لسمعة الفتاة أكثر من الشاب، و عليه يفضل أن لا يكون تعارفا قبل الزواج من أساسه.
المودة و الرحمة قبل الحب
فيما يخص السيد (عبد الكريم) فرأيه لا يختلف عن سابقيه ويرفض بدوره التعارف المسبق ما لم يتم الزواج رسميا، لأن العلاقة الزوجية مع مرور الأعوام هي في حد ذاتها مرحلة هامة ومصيرية ومقنعة وخاصة واقعية ومنطقية وموضوعية . لأن الله عز وجل قال: (وجعل بينهما مودة ورحمة) وبرأيه: إن الحب ليس الرابط القوي في العلاقة الزوجية بل المودة والرحمة وهما أكثر من رابط الحب، قد يتحطم الحب ويتحول إلى كراهية ثم انتقام، لكن مع المودة والرحمة لن يحدث مثل هذا التصدع الرهيب.
نعم للتعارف دون تجاوز الخطوط الحمراء
لكن للفتيات آراء أخرى، فالكثير منهن يؤيدن فكرة التعارف قبل الزواج يعتبرنه أمرا ضروريا و مهما، فيما قلة منهن يرفضن الفكرة بحجة تعاليم الإسلام والتقاليد العريقة بحكم أنهن يعشن في مجتمع محافظ. وتؤكد من جهتها الآنسة (فتيحة) أنه: “من الضروري التعرف على شريك الحياة قبل الزواج حتى يتسنى للفتاة أن تضع اللبنات الأولى لحياتها الزوجية المستقبلية لكن دون تجاوز الخطوط الحمراء” .
المسألة تضبطها قيم و أعراف
من جهتها الآنسة (سميرة) أبدت رأيها بتردد شديد ورغم أنها مع التعارف قبل الزواج لكن بشروط و ضوابط وأن لا يدوم التعارف طويلا وفي أماكن مغلقة أو مفتوحة، وتقول في ذات السياق:” نعم لكن ليس لوقت طويل أو عبر لقاءات في أماكن قد يكثر الشائعات حولها والأقاويل التي تدمي القلوب”.
لنا قيمنا و أعرافنا و تقاليدنا
لكن الآنسة (نورة) ضد هذه المسألة جملة وتفصيلا فلا بد كما قالت:” أن يكون اللقاء بحضور طرف ثالث أو سيكون الشيطان حاضرا حين يختلي الرجل بالمرأة، فنحن مسلمون ومسلمات لنا قيمنا وتقاليدنا وأعرافنا ويجب عدم نسيان ذلك ولابد الحفاظ عليها مهما كان الثمن، ولا يجب أن يكون الزواج سببا لتخطي كل ذلك” .
إكرام عائشة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى