أخبار العالم

الآلاف يحتجون في محيط القصر الجمهوري للاتفاق السياسي

الاحتجاجات تتسع في السودان

وصل آلاف المتظاهرين السودانيين يوم أمس، لأول مرة إلى البوابة الجنوبية للقصر الجمهوري في العاصمة الخرطوم للاحتجاج ضد الانقلاب العسكري والاتفاق السياسي بين الجيش ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك.

وتتزامن الاحتجاجات المناهضة للانقلاب مع الذكرى الثالثة للانتفاضة الشعبية التي أطاحت بنظام الرئيس السابق عمر حسن البشير.

بشائر النصر

 وأفاد شهود عيان بأن القوات الأمنية أطلقت بكثافة الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين الذين تقدموا إلى محيط القصر الجمهوري في الخرطوم.

وفيما أشارت مصادر إعلامية إلى انسحاب القوات الأمنية مع تقدم المتظاهرين إلى محيط القصر، تحدث تجمع المهنيين السودانيين بأن بشائر النصر قد لاحت مع عبور الثائرات والثوار الحواجز الأمنية واقتحام محيط القصر الجمهوري، الذي يتخذه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان مقرًا رئيسًا.

ودعا تجمع المهنيين، جميع الثوار للالتحاق بالتجمع في محيط القصر، وإغلاق كل الطرق المؤدية للقصر بالمتاريس، وتابع مؤكدا على القوات النظامية التزام جانب شعبها وردع أي محاولة لضرب التجمع السلمي، لا خيار اليوم إلا الانصياع لإرادة وعزم الثورة الظافرة، وإعلان تسليم السلطة كاملة لقوى الثورة.

إغلاق طرق وإجراءات أمنية

 وحذر رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، مساء أول أمس، من أن الثورة السودانية تواجه انتكاسة كبرى، لافتا إلى أن التمترس السياسي من جميع الأطراف يهدد وحدة البلاد واستقرارها.

وأغلقت قوات الأمن الطرق الرئيسة المؤدية إلى المطار ومقر قيادة الجيش وانتشرت قوات الأمن ووحدات من الجيش وقوات الدعم السريع بكثافة حول القصر الرئاسي، وأغلق المتظاهرون شوارع حول المنطقة التي يتجمع فيها المحتجون، وكان بعضهم يحمل أعلام السودان وصور متظاهرين قتلوا في الأشهر القليلة الماضية، وكان البعض الآخر يوزع كمامات للوقاية من كوفيد-19 ويحمل محفات تحسبًا لسقوط جرحى.

وهذه تاسع مرة تنظم فيها مظاهرات احتجاجًا على الانقلاب، وقد استمرت الاحتجاجات رغم إعادة الجيش حمدوك لمنصبه في 21 نوفمبر وإخلاء سبيله هو وغيره من كبار المعتقلين السياسيين وذلك بعد أن كان رهن الإقامة الجبرية.

وقد نظمت الأحزاب المدنية ولجان المقاومة الشعبية عدة احتجاجات مطالبة بالحكم المدني الكامل تحت شعار “لا تفاوض لا شراكة لا شرعية”.

احتجاجات في مدن سودانية أخرى

 من جهة أخرى أفاد شهود عيان بخروج متظاهرين اليوم الأحد في مدن سودانية أخرى على غرار مدن عطبرة والدامر ودنقلا والبرقيق وكريمة ومدني والمناقل والضعين ونيالا وزالنجي وكوستي والأبيض وبورتسودان وحلفا الجديدة وسنار.

ويتظاهر المحتجون رفضًا للاتفاق السياسي الموقع بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، في 21 نوفمبر الماضي، وللمطالبة بالحكم المدني الديمقراطي، وهذا الاتفاق يتضمن 14 بندًا أبرزها عودة حمدوك لمنصبه، وتشكيل حكومة كفاءات -بلا انتماءات حزبية-، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وتعهد الطرفين بالعمل سويًا لاستكمال المسار الديمقراطي.

ورحبت دول ومنظمات إقليمية ودولية بهذا الاتفاق، بينما رفضته قوى سياسية ومدنية سودانية، معتبرة إياه محاولة لشرعنة الانقلاب، ومنذ 25 أكتوبر الماضي، يشهد السودان احتجاجات رفضا لإجراءات استثنائية اتخذها البرهان وتتضمن إعلان حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين وعزل رئيس الحكومة حمدوك، واعتقال قيادات حزبية ومسؤولين، ضمن إجراءات وصفتها قوى سياسية بأنها “انقلاب عسكري”، وهو ما ينفيه الجيش.

ق.د

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى