تكنولوجيا

اكتشاف أدق التفاصيل التي تصنع الفارق

الذكاء الاصطناعي وعلم آثار الفضاء

كيف يمكن للعلماء والخبراء بمسح الآلاف من صور الأقمار الاصطناعية لمنطقة ما في بلاد ما، من اجل إعادة استكشافها واحسائها من جديد؟ وكيف يمكن لصور الأشعة تحت الحمراء القريبة من الأرض المساهمة بدورها باستكشاف موقع تاريخي مطمور منذ ألاف السنين. هل يمكننا أيضا البحث عن التفاصيل التي تصنع الفارق بسن الماضي والحاضر، والجزئيات الصغيرة التي تعيد المشهد التاريخي للمعالم الأثرية القديمة التي لا زالت مقبورة في أعماق الأرض؟ في خضم هذا الزخم من الأسئلة المتشابكة، يرى العديد من الخبراء أن الذكاء الاصطناعي هو الحل الوحيد بل على حق والبشر على خطأ، خاصة بعدما أثبتت التجربة الباحثة في علم الآثار (إريس كريمر) من خلال مشروعها مشروعها الناشئ (آرك إيه آي) في موقع على جزيرة أران، غرب أسكتلندا، والذي حصل على تمويل بقيمة 50 ألف جنيه إسترليني من وكالة الفضاء البريطانية، ودعمً من فيوتشر ورلدز (مسرع الشركات الناشئة بجامعة ساوثهامبتون، حيث ابتكرت أداة ذكاء اصطناعي يمكنها مسح المواقع ذات الأهمية التاريخية المخفية عن العين البشرية، وعليه تمكنت من خاله الباحثة من اكتشاف 139 موقعًا لم يكن علماء الآثار على دراية بها، بما في ذلك منازل مستديرة من العصور الوسطى. حيث صرّحت حينها قائلة:” بعض الاكتشافات التي قام بها نموذجي تم تجاهلها من قبل مستخدمي النهج اليدوي باعتبارها سمات طبيعية” وعليه فإن استخدام تقنيات الذكاء الإصطناعي كانت فعالة جدا ومذهلة للغاية، خاصة فيما يخص بناء خريطة ثلاثية الأبعاد للأرض تحت أقدامنا. لكن سرعته هي ما يثير المطورين وعلماء الآثار. حيث صرحت العالمة قائلة:” الوقت الحالي، يستغرق الأمر شهورًا للحصول على دقة جيدة لما قد يكون في موقع معين، مع الكثير من الزيارات الميدانية”. وأضافت “يمكننا تسريع هذه العملية بشكل كبير.” وقالت أيضا:” بعض الاكتشافات التي قام بها نموذجي تم تجاهلها من قبل مستخدمي النهج اليدوي باعتبارها سمات طبيعية”. لكن الأبحاث في علم الأثار لا يزالون يستخدمون تقنيات الذكاء الإصطناعي من أجل صد المزيد من خفايا وخبايا التاريخ المدفون في أعماق الأض منذ قرون خلت.

بقلم: هـشـام رمـزي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى