
انطلقت فعاليات الطبعة الـ13 لمعرض ومؤتمر إفريقيا والبحر المتوسط للطاقة والهيدروجين “ناباك 2025″، أمس الاثنين بمركز المؤتمرات “محمد بن أحمد” لوهران بمشاركة أكثر من 500 عارض.
حيث أشرف وزير الدولة، كل من وزير المحروقات والمناجم، السيدة “محمد عرقاب” ووزير الطاقة والطاقات المتجددة، السيد “مراد عجال”، بحضور الرئيس المدير العام لمجمع “سوناطراك”، السيد “رشيد حشيشي”، رئيس الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات (ألنفط)، السيد “سمير بختي”، رئيس سلطة ضبط المحروقات، السيد “أمين رميني”، رئيس مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري، “كمال مولى”، ووالي وهران، “سمير شيباني”، وسفراء عدد من الدول المعتمدين في الجزائر، عن انطلاق فعاليات الطبعة الـ13 لمعرض ومؤتمر إفريقيا والبحر المتوسط للطاقة والهيدروجين “ناباك 2025″، أمس الاثنين بمركز المؤتمرات “محمد بن أحمد” لوهران بمشاركة أكثر من 500 عارض.
حيث أبرز السيد “محمد عرقاب”، سياسة الحكومة في رسم رؤية واضحة لتطوير وتحديث قطاع المحروقات، بما يتيح للجزائر التعامل بفعالية مع التحولات العالمية في أسواق الطاقة، مؤكدا بأن “السياسة الرشيدة التي تنتهجها الحكومة، وفقا لتوجيهات رئيس الجمهورية، السيد “عبد المجيد تبون”، ساهمت في رسم رؤية واضحة لتطوير وتحديث قطاع المحروقات عبر الاستثمار المكثف في البنية التحتية للنفط والغاز، بغاية رفع القدرات الإنتاجية والتخزينية وزيادة الاكتشافات وتوسيع قاعدة الاحتياطيات، بما يتيح للجزائر التعامل بمرونة وفعالية مع التحولات العالمية في أسواق الطاقة”.
وفي سياق متصل، أبرز السيد “محمد عرقاب”، أن “انتهاج سياسة الانتقال الطاقوي لا يعني التخلي عن الموارد الأحفورية، وعلى رأسها الغاز الطبيعي الذي يعد وقودا انتقاليا محوريا في معادلة الطاقة العالمية باعتباره أنظف مصادر الوقود الأحفوري، وأكثرها كفاءة وملاءمة لمرحلة التحول الطاقوي”. مشيرا في ذات الصدد، أن الجزائر “تواصل العمل على تثمين واستغلال مواردها من المحروقات بطريقة مسؤولة ومستدامة بما يعزز مكانتها كمورد موثوق للطاقة ويساهم في التنمية الوطنية”.
وخلال تطرقه للفترة 2025 ـ 2029، أكد السيد “محمد عرقاب” بأنّ الجزائر تعكف على تنفيذ مشاريع استراتيجية في قطاع الطاقة، 80 بالمائة منها موجهة لنشاط المنبع، فيما تخص النسبة المتبقية مشاريع التكرير والبتروكيمياء، على غرار مصفاة حاسي مسعود ومصانع الميثانول والبنزين الخالي من الرصاص والديزل، مذكّرا على العمل على تعزيز قدراتها الاستكشافية والإنتاجية وتطوير صناعتها البتروكيميائية من أجل خلق قيمة مضافة وتقليص استيراد المشتقات البترولية.
وفي سياق متصل، أكد “السيد محمد عرقاب”، الجزائر تولي أهمية استراتيجية لتعزيز التعاون الطاقوي مع الدول الإفريقية ودول حوض البحر الأبيض المتوسط، في إطار رؤية مشتركة لتحقيق انتقال طاقوي متوازن ومستدام، مشيرا بأنّ العمل جاري حاليا على توسيع مجالات الشراكة جنوبا وشمالا، من خلال مشاريع كبرى، أبرزها أنبوب الغاز العابر للصحراء الرابط بين نيجيريا وأوروبا عبر الجزائر والنيجر، بطاقة تصديرية تصل إلى 30 مليار متر مكعب سنويا، حيث إنّ هذا المشروع الهام يمثل نموذجا للتكامل الإقليمي والشراكة الإفريقية البناءة، كونه سيساهم في تحقيق تنمية محلية مستدامة لدول العبور وتعزيز أمن الطاقة بين القارتين الإفريقية والأوروبية.
كما أشار السيد وزير الدولة إلى أن الجزائر أرض الفرص ومستعدة للمستقبل.. مواردنا هائلة وأبوابنا مفتوحة للاستثمار والابتكار. وذكّر السيد “محمد عرقاب”، بالموقع الجغرافي الاستراتيجي للجزائر، فضلا عن إمكانياتها في مجال الغاز الطبيعي والطاقة النظيفة، بحيث أنها تسعى جاهدة إلى القيام بدور محوري في الربط الطاقوي بين إفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط، من باب الاستثمار في مشاريع البنية التحتية والتكنولوجيات الحديثة للرفع من قدرات الإنتاج والنقل، مع مراعاة الجوانب البيئية وخفض الانبعاثات. مشددا أيضا على أن التعاون الإقليمي والمتوسطي يمثل ركيزة أساسية في استراتيجية الجزائر الطاقوية، وأن الجزائر ستواصل العمل بروح الشراكة والانفتاح لضمان مستقبل طاقوي آمن ومستدام يخدم شعوب المنطقة بأكملها.
للإشارة، تم تنظيم هذا الحدث الطاقوي في أجندة الطاقة الإقليمية والدولية من طرف الشركة ذات المسؤولية المحدودة “ناباك”، تحت شعار “تسريع طاقة المستقبل وتحقيق مزيج طاقوي فعال، من خلال الشراكات والاستثمارات والابتكار والتكنولوجيا”، حيث تجمع هذه التظاهرة الاقتصادية، التي تدوم 3 أيام، أكثر من 500 عارض من 60 دولة، يمثلون شركات تنشط في مجالات الاستكشاف والإنتاج والنقل وتحويل المحروقات، إضافة إلى الطاقات المتجددة الهيدروجين والرقمنة والانتقال الطاقوي.
فيما يتضمن برنامج هذه الطبعة، تنظيم مؤتمرات وندوات رفيعة المستوى وموائد مستديرة وورشات تقنية من تنشيط خبراء دوليين، حيث ستناقش مواضيع راهنة مثل الهيدروجين منخفض الكربون، وإزالة الكربون من الصناعات النفطية، والاستثمار في البنى التحتية الطاقوية، وآفاق التعاون الطاقوي في منطقة إفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط.
هشام رمزي