تكنولوجيا

اعتبرت نموذجا يحتذى به في مجال الإنتاجية

الرقمنة في (تويوتا) الأقل هو الأكثر

لطالما اعتبرت (تويوتا) نموذجا يحتذى به في مجال الإنتاجية، بفضل نظام الإنتاج الخاص بها المعروف بنظام إنتاج (تويوتا TPS )الذي يركز على التصنيع الرشيق (Lean) والتحسين المستمر(Kaizen)، والاهتمام الكبير بالكفاءة تبنت العديد من الشركات الصناعية هذا النموذج وأدخلت عليه تعديلات وفق احتياجاتها.

خصوصية نهج (تويوتا) تتميز طريقة (تويوتا) دائما بالاقتصاد في الموارد والبساطة، حيث تعتمد على مقاربة تقلل من العمليات إلى الحد الأدنى الضروري مع التركيز على تقليل الهدر ومع دخول عصر الرقمنة فضلت (تويوتا) الحذر والانتقائية في دمج التكنولوجيا الرقمية، بما يتماشى مع فلسفتها التي تحارب الإنتاج الزائد أو التعقيد غير الضروري والتي تعد من المبادئ الأساسية للتصنيع الرشيق.

(تويوتا) في مواجهة منافسيها الرقميين على عكس ما قد يعتقد، فإن نموذج (تويوتا) ليس معاديا للتكنولوجيا الرقمية بل يعتمد على نهج اقتصادي ومرتكز على العنصر البشري يتسم بما يلي:

الانتقاء الرقمي للحلول المثبتة الفعالية بدلا من الانخراط الكامل في الرقمنة الشاملة تتبنى (تويوتا) نهجا عمليا قائما على تطبيق التكنولوجيا التي أثبتت فعاليتها في تحقيق أهداف الإنتاج على سبيل المثال تعتمد (تويوتا) على الروبوتات التعاونية (cobots) لمساعدة العمال البشريين وليس لاستبدالهم بالكامل.

نهج يرتكز على الإنسان حيث تركز (تويوتا) على العمليات التي يقودها البشر وتشجع الإبداع الإنساني، مع ضمان أن تظل العمليات بسيطة وسهلة التنفيذ للعمال، نظام إنتاج (تويوتا) يقوم على مبدأ أن الآلات تساعد البشر وليس العكس.

الاقتصاد في الموارد والتأثير البيئي الاقتصاد في (تويوتا) لا يتعلق فقط بتخفيض التكاليف، بل يمتد أيضا إلى الحد من التأثير البيئي يتم تقييم الحلول الرقمية من حيث قدرتها على تقليل الهدر وحماية البيئة، على سبيل المثال وضعت (تويوتا) حلولا لإدارة الطاقة في مصانعها بهدف تقليل البصمة الكربونية وزيادة كفاءة استخدام الطاقة.

تجنب أيضا المخاطر الابتكارات التكنولوجية غير المدروسة، في حين أن بعض المنافسين الأكثر رقمنة قد يتمكنون من تحقيق سرعة أكبر في بعض العمليات، فإن (تويوتا تتجنب الإفراط في الاعتماد على الأتمتة والتعقيد الزائد التركيز على التحسين المستمر (Kaizen) يسمح لـ (تويوتا) بالبقاء في القمة دون الحاجة إلى اعتماد كامل على الرقمنة كما هو الحال لدى منافسين مثل (تسلا) و(فولكسفاجن).

رغم أن نهج (تويوتا) المتزن قد أثبت نجاحه حتى الآن، إلا أن الجدل لا يزال مفتوحا بين المقاربة الاقتصادية المتدرجة التي تعتمدها (تويوتا) والمقاربة التكنولوجية الجذرية التي تتبناها (تسلا) يثار النقاش حول نهج (Gigacasting) لدى (تسلا)، حيث تستخدم آلات ضخمة لتشكيل قطع كبيرة من السيارات في عملية واحدة ورغم أن هذه الآلات تبسط عملية التصنيع إلا أنها تطرح تحديات بيئية إذ في حال حدوث ضرر يتطلب الأمر استبدال قطعة كبيرة بدلا من إصلاح جزء صغير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى