
سلّط المشاركون في الملتقى الدولي حول الرياضة المدرسية والجامعية بالعاصمة الضوء على أهمية تعزيز ممارسة الرياضة في المؤسسات التعليمية، سواء في المدارس أو الجامعات.
وأشرفت وزارة الرياضة واللجنة الأولمبية والرياضية الجزائرية على هذا الملتقى ليكون منصة حوارية رفيعة المستوى تهدف إلى تبادل الآراء والأفكار حول تطوير الرياضة في الوسط التربوي والجامعي، والتأكيد على دورها المحوري في تنمية القيم الإنسانية والرياضية.
وأكد المتدخلون في الملتقى الذي نظم بشعار: “الرياضة المدرسية والجامعية، القيم الأولمبية والتنمية المستدامة”، على أنّ تطوير الرياضة في الوسط المدرسي والجامعي يُعد من أولويات الحكومة الجزائرية، إذ يعدّ اللقاء فرصة لمناقشة سبل تعزيز ممارسة الرياضة داخل المؤسسات التعليمية.
وشدد رئيس اللجنة الأولمبية والرياضية الجزائرية، عبد الرحمان حماد، على دور الرياضة في تحقيق التنمية المستدامة، مع تأكيد أولوية تطوير هذا المجال.
وقال في كلمته إنّ هذه الفعالية فرصة لتبادل التجارب بين الخبراء المحليين والدوليين في مجال الرياضة، حيث تتزامن مع استعداد الجزائر لاستضافة ألعاب مدرسية أفريقية 2025. كما أشار حماد إلى أن الجزائر تسير وفق استراتيجية وطنية تقوم على الإيمان بأن كل تلميذ، طالب، أو شاب يحمل مشروع بطل. وأوضح في هذا الشأن بأنّ هذا التوجه يشمل إنشاء إطار تنظيمي وقانوني جديد يدير سياسة الرياضة في البلاد، وهو ما يعكس التزام رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بدعم هذا القطاع.
وشدد على أهمية ممارسة الرياضة في المدارس والجامعات بمختلف أطوارها، وأكد أن لها تأثيرات إيجابية هامة على صحة الطفل والطالبة، خاصة وأنّ الرياضة تحت راية القيم الأولمبية تشكل أساسًا لتكوين نخب المستقبل في مختلف المجالات الرياضية.ولفت إلى أنّ النصوص القانونية الحديثة تضع أهمية خاصة لتطوير الرياضة في المدارس والجامعات، بالإضافة إلى الرياضة في مراكز التكوين والتعليم المهني، بما يتماشى مع القيم الأولمبية ونظام المنافسة النزيه.
من جانبه، شدد رئيس الاتحادية الجزائرية للرياضة المدرسية، عبد الحفيظ إيزم، على دور الجمعيات الرياضية المدرسية في تنظيم وتنشيط الأنشطة الرياضية داخل المؤسسات التعليمية.وقال إنّ القوانين الجديدة ستوفر دعماً كبيراً للرياضة المدرسية من خلال تمويلات من الدولة، الجماعات المحلية، المؤسسات، بالإضافة إلى الهيئات العامة والخاصة. وأكد أن هذا الملتقى سيخرج بتوصيات سيتم عرضها على وزارات الرياضة، التربية الوطنية، والتعليم العالي.
بدوره تحدث رئيس الاتحادية الجزائرية للرياضة الجامعية، سعدي لغديري، عن “الرياضة الجامعية الجزائرية: التحديات والآفاق”، مشيراً إلى ضرورة وضع خطة استراتيجية واضحة لتحسين الرياضة الجامعية. وأكد أهمية إشراك الجمعيات والفرق الجامعية في الأنشطة الرياضية التي تنظمها الاتحادات الرياضية الوطنية، إلى جانب تطوير آليات تمويل جديدة. ورافع من أجل إنشاء أندية رياضية في المؤسسات الجامعية لتعزيز الرياضة من خلال التكوين الأساسي.
وبخصوص الرياضة الجامعة، دعا مدير معهد التربية البدنية والرياضة بجامعة الجزائر 3، الأستاذ فتحي يوسفي، إلى تبنّي أساليب جديدة في ممارسة الرياضة الجامعية وأكد على ضرورة تنسيق الجهود بين الاتحادية الجزائرية للرياضة الجامعية ومديريات الحياة الرياضية في الجامعات، بهدف توفير بيئة ملائمة لممارسة الرياضة داخل الحرم الجامعي.
واعتبر يوسفي أنّ الرياضة الجامعية تسير في الاتجاه الصحيح، مشيراً إلى أن هذا الملتقى يشكل فرصة لتعزيز الرياضة الجامعية وتحقيق أقصى استفادة للطلاب.
من جانبهم، تناول الخبراء الجزائريون والدوليون خلال الملتقى عدداً من المواضيع الهامة مثل “الرياضة والنزاهة”، “الرياضة المدرسية في الجزائر: تاريخ وخبرة”، و”الرياضة الجامعية الجزائرية: التحديات والآفاق”، مما وفر فرصًا كبيرة لتبادل الخبرات والأفكار بين المشاركين.
كما ناقش المشاركون كيفية تعزيز الرياضة المدرسية والجامعية في الجزائر ودورها في تحقيق الأهداف الاجتماعية والاقتصادية التي تصب في صالح المجتمع، خاصة من خلال إشراك الشباب في الأنشطة الرياضية التي تشكل ركيزة أساسية في بناء أجيال قادرة على قيادة المستقبل.
وأشرف صبيحة السبت وزير الرياضة، “وليد صادي”، على الافتتاح الرسمي لأشغال الملتقى الدولي الذي بادرت بتنظيمه اللجنة الأولمبية والرياضية الجزائرية، برئاسة “عبد الرحمان حماد”، والموسوم بـ”الرياضة المدرسية والجامعية والقيم الاولمبية والتنمية المستدامة”، وهذا بمشاركة أساتذة وخبراء في المجال من عدة دول.
م/ش