اختتمت الإثنين الماضي بولاية وهران الندوة الجهوية لتقييم التحول الرقمي بثانوية العقيد دغين بودغن (العقيد لطفي) بحضور السلطات الولائية والمحلية والأمنية، ممثل وزير التربية، مديرو التربية لولايات الغرب (14)، الأسرة الإعلامية، ممثلو فيدرالية جمعية أولياء التلاميذ والشركاء الاجتماعيين وإطارات التربية من مفتشين ومديري المؤسسات التعليمية ورؤساء المصالح ومسؤولو الرقمنة.
السيد مدير التربية لولاية معسكر
هذه الندوة الجهوية التي وفرت فرصة لتبادل الأفكار والآراء، وتقديم المقترحات التي تساهم في الإدارة الرقمية وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص والشفافية في الإدارة. فالتحول الرقمي في قطاع التربية الوطنية، فرصة حقيقية لتطوير التعليم وتحقيق العدالة والوصول للخدمات التربوية والارتقاء بمردود المنظومة التربوية. مشيدا بالنتائج المسجلة بقطاع التربية الوطنية في سبيل إنجاح الدعم الرسمي من خلال توسيع استخدام الرقمنة وتشمل العديد من الخدمات، نذكر منها على سبيل المثال عملية رقمنة الامتحانات الوطنية والمسابقات والامتحانات، بإضافة للتسيير الإداري والأداء البيداغوجي، وفضاء أولياء التلاميذ.
واعتبر السيد المدير الندوة بمثابة الفضاء لتبادل الآراء والنظر بين مختلف الشركاء والفاعلين في قطاع التربية الوطنية حول تقييم المنهجية المتبعة للوصول إلى تحول رقمي ناجح وفعال يواكب تطورات القطاع ونفس الوقت يتكيف مع القواعد التي أسست عليها المنظـومة التربوية، ومنه فهذه الندوة جاءت لتقييم التحول الرقمي في قطاع التربية الوطنية بعد أشواط كبيرة قطعها القطاع في مجال التحول الرقمي.
حيث قامت وزارة التربية الوطنية بإجراءات غير مسبوقة في مجال رقمنة جميع عمليات التسيير سواء المتعلقة بالجانب التنظيمي والإداري أو في مجال التمدرس أو المستخدمين، لإضفاء الشفافية والدقة والسرعة في التنفيذ، ناهيك عن تكريس مبدأ تكافؤ الفرص والمساواة بين الجميع، حيث تم ذلك خلال الدخول المدرسي الحالي تسجيل تلاميذ السنة أولى ابتدائي والتحضيري وتحويل وتوجيه التلاميذ وتوظيف الأساتذة المتعاقدين عن بعد، من أجل تحقيق الأهداف المسطرة المحددة ضمن برنامج رئيس الجمهورية السيد “عبد المجيد تبون”، الذي يولي اهتماما وعناية فائقة بالتربية والتعليم لدرايته بشؤون المدرسة والمدرسين المتمدرسين.
كما رحب الأستاذ “عبيد عبد القادر” مدير التربية بولاية وهران ورئيس الندوة بضيوف الندوة الكرام، وناقش مسار تقييم التحول الرقمي منذ إنشائه، من خلال تسليط الضوء على ما تم مسجلا في المحطتين السابقتين جدية واهتمام الكبار من جانب كافة المشاركين، بنية النهوض بالمدرسة الجزائرية، مع التأكيد على توفر كافة الإمكانيات الشروط والإمكانات اللازمة لنجاح هذه الندوة لتكون علامة فارقة في رحلة التحول الرقمي، بعد ذلك تم تقديم عرض للمشاركين حول أهم الإنجازات في مجال التعليم الرقمي والعمليات الرقمية في مجالاتهم المختلفة، ومن ثمة انطلقت أعمال الندوة بـ4 ورش عمل.
قطاع التربية يعمل على مواصلة مجهوداته في مسار التحول الرقمي
يشكل التحول الرقمي محورا أساسيا في تطوير قطاع التربية الوطنية، حيث يسهم في تحسين الأداء الإداري والتربوي، ويتيح التواصل الفعال بين مختلف الأطراف المعنية ومع الجهود المبذولة لتحقيق الرقمنة، لا تزال هناك تحديات وفرص لتحسين هذه العملية بما يخدم المؤسسات التربوية والتلاميذ وأولياء الأمور الاستمرار في التحول الرقمي بتكامل أعمق وتبني تقنيات مستقبلية، على غرار الواقع الافتراضي وتوظيف الذكاء الاصطناعي.
يعتبر التحول الرقمي في قطاع التربية الوطنية فرصة حقيقية لتطوير التعليم وتحقيق العدالة في الوصول إلى الخدمات التربوية. ومن خلال تنفيذ المقترحات المذكورة، يمكن تجاوز العقبات الحالية ووضع الأسس اللازمة لتحقيق رقمنة متكاملة تسهم في تحسين جودة التعليم وتيسير العمليات الإدارية.
ما معنى رقمنة قطاع التربية؟
من خلال هذه التعريفات، يمكن القول بأنه يقصد بمفهوم الرقمنة في العملية التعليمية هو دمج تكنولوجيات المعلومات والاتصالات في جميع عناصر العملية التعليمية والمتمثلة في المداخلات وهي تشمل الأساتذة، الطلبة، المعدات، القاعات، المخابر العلمية والمكتبة.
ما الفرق بين الرقمنة والتحول الرقمي؟
الرقمنة هي استخدام التكنولوجيات الرقمية في تحويل إجراءات العمل وتحسين مستوى الكفاءات مثل ميكنة المهام وتعزيز التواصل، والتحول الرقمي هو استراتيجية تعيد تحديد نماذج الأعمال والثقافة المؤسسية. وتستغل التكنولوجيا الرقمية في دفع عملية الابتكار والتغيير الشامل، في كيفية تقديم المؤسسات قيمة مضافة إلى عملائها.
ما هو التحول الرقمي في التربية؟
مع التحول الرقمي في التعليم، سيصبح الطالب عنصرا مكونا في العملية التعليمية ليس المتأثر سيتم تجميع نموذج التعليم عبر الإنترنت بشكل متصل أو غير متصل. سيتم تصميم خبرات تستند للتطبيق والإلهام والشجاعة للطلاب.
سيتم إنشاء عقل وانضباط مشتركين حول التعليم بشكل مستقل عن الزمان والمكان والجهاز، قطاع التربية قد انطلق من قبل في رقمنة آليات التسيير التي تخص الجانب البيداغوجي والإداري، مشيرا إلى أن الدخول المدرسي الجديد عرف عمليات جديدة، وغير مسبوقة من خلال تسجيل التلاميذ عن بعد للسنة أولى ابتدائي والاستثنائي التحضيري، وكذا تحويل التلاميذ وتوظيف الأساتذة المتعاقدين.
وفي هذا السياق، فمن الضروري القيام بعملية تقييم لهذا التحول والتسيير الرقمي، مع إيجاد آليات أخرى وتحسين الأداء وتقديم خدمة عمومية راقية تربوية للمواطن.
أمثلة عن التحول الرقمي
ومن أمثلة التحول الرقمي ما يلي: بدء الشركات في إنشاء حلول رقمية، مثل تطبيقات الجوال أو منصة التجارة الإلكترونية ترحيل الشركات من البنية التحتية، القائمة على أجهزة الكمبيوتر المحلية إلى الحوسبة السحابية اعتماد الشركات للمستشعرات الذكية لخفض تكلفة التشغيل.
ما هو دور الرقمنة في الإدارة؟
محاربة البيروقراطية، والقضاء على التعقيدات اليومية، تعميق مفهوم الشفافية، محاربة المحسوبية والفساد والبيروقراطية القدرة مع معطيات العصر التقني الحفاظ على حقوق الموظفين من حيث الإبداع والابتكار.
ما هو الهدف من الرقمنة؟
تحويل المعلومات المدونة في وثائق ورقية إلى معلومات رقمية، يمكن الوصول إليها دون عوائق زيادة كفاءة وفعالية العمليات الإدارية، من خلال تقليل الوقت والجهد المُستغرقين في حفظ البيانات والوصول إليها وإتمام العمليات داخل المنظمة.
ورشات تفاعلية، شارك فيها مستخدمو القطاع
وتخللت الندوة الولائية ورشات تفاعلية، شارك فيها مستخدمو القطاع من مختلف الرتب والأسلاك، وكذا الشركاء الاجتماعيين، تضمنت 4 محاور هي؛ الصعوبات والحلول والتحسينات المقترحة على العمليات الحالية، والعمليات الجديدة المقترح رقمنتها، حسب الأولوية، وكذا محور الأمن المعلوماتي وحماية المعطيات ذات الطابع الشخصي، فضلا عن محور الإشهار والإعلام والتحسيس والتنظيم الزمني للعمليات ومددها.
وحسب المشرفين على هذه الندوة، فإن الهدف من هذه الورشات، تقديم وبلورة اقتراحات وملاحظات مرتبطة برقمنة قطاع التربية، لضمان شمولية وفعالية النظام الرقمي الجديد بالقطاع، فضلا عن تقييم الإنجازات المحققة في مجال الرقمنة، وتحديد التحديات الراهنة، واقتراح حلول عملية، مع تعزيز التواصل والتفاعل بين السلطات العمومية، المرتفقين والمستخدمين لتطوير القطاع، وفق رؤية رقمية شاملة.
وأخيرا اختتمت بثانوية العقيد “دغين بودغن” اختتمت فعاليات الندوة الجهوية لتقييم التحول الرقمي بقطاع التربية الوطنية، فبعد عرض تقارير الورشات ومناقشتها، قام السيد “أوبلعيد عبد القادر” رئيس الندوة الجهوية لولايات الغرب الجزائري بتكريم السيد “عبد الكريم ديب” ممثل معالي وزير التربية في الندوة، شاكرا له إشرافه عليها ومشاركته فيها، كما كرم السيد مدير التربية لولاية وهران السادة مديري التربية نظير مشاركتهم القيمة في هذه الندوة على مدار يومين وإنجاحها، شاكرا أيضا كل المشاركين فيها والقائمين على تنظيمها.
مختار سلطاني
