
اختتمت اليوم فعاليات المهرجان الثقافي الدولي للرقص الشعبي تحت شعار “الجزائر جسر للتعارف والسلم في العالم”، على مستوى مسرح الهواء الطلق “صايم لخضر” بسيدي بلعباس، وسط أجواء احتفالية مميزة وإقبال المواطنين وبشكل خاص العائلات، الذين توافدوا بكثافة لمتابعة العروض الفنية المتنوعة التي قدمتها فرق تمثل مختلف ولايات البلاد، إلى جانب فرق أجنبية من أربع قارات، في صورة تعكس الانفتاح الثقافي وروح التعايش بين الشعوب.
أعطت الفرق الفولكلورية الجزائرية والأجنبية، لهذه السهرات الفنية نكهة خاصة، على غرار الفرقة التركية بإيقاعاتها التراثية المميزة، والفرقة الغانية التي أمتعت الجمهور الغفير برقصات استعراضية تحاكي الطقوس الإفريقية التقليدية. فيما تفاعل الحضور كثيرا مع الفرقة المصرية، خاصة مع أزياءها الزاهية وإيقاعاتها الحيوية، حيث تحوّلت ساحة المقطع في الليالي السابقة إلى فضاء مفتوح للفلكلور العالمي والتنوع الثقافي.
من جهته، أكد محافظ المهرجان، السيد “محمد كازوز”، عن إعجابه بالتوافد المنقطع النظير لكل السهرات من طرف سكان ولاية سيدي بلعباس، بل الكثير منهم جاؤوا من المناطق النائية إلى ساحة المقطع لمتابعة العروض الفنية المتنوعة التي أبدعت الفرق المشاركة في تشكيل فسيفساء ثقافية، فنية وتراثية رائعة، وهذا في حد ذاته، “يعكس حب الجمهور المحلي للرقص الشعبي، ويؤكد نجاح هذه التظاهرة الثقافية الفنية في استقطاب مختلف الفئات”. كما قال نفس المتحدث.
أما المواطنين وبشكل خاص العائلات، فقد أضافوا مسحة استثنائية من خلال تجاوبهم مع العروض الفنية المقدمة، واستمتاعهم للتأكد بأنّ هذا المهرجان أصبح يعرف طفرة نوعية من سنة إلى أخرى، وليرسخ مكانته كأحد أبرز التظاهرات الثقافية والفنية التي تحتضنها عاصمة المكرة، وليتحوّل في الوقت نفسه منصة لتلاقي ثقافات الشعوب، وفضاء لتبادل التراث غير المادي، ومساحة لتثمين الرقص الشعبي كرافد من روافد الهوية الوطنية.
معرض منتجات الصناعة التقليدية
وعلى هامش فعاليات المهرجان، تم تنظيم معرض خاص بمنتجات الصناعة التقليدية ببهو مجسم القبة السماوية وسط مدينة سيدي بلعباس، حيث عرفت أجنحته أيضا إقبالا كبيرا من الزوار، وبشكل خاص أعضاء من الفرق المشاركة في هذه التظاهرة الثقافية، حيث أبدوا أبدت اهتماما بالغا بالمنتجات التراثية والحرفية المعروضة، حيث شاركت في فعاليات هذا المعرض عشرات الحرفيين من مختلف ولايات الوطن، وتوافد أعضاء الفرق المشاركة من داخل وخارج الوطن الذين طافوا بأجنحته، وكان الهدف منه تثمين المنتوج التقليدي الجزائري والتعريف بمهارات الحرفيين في مجالات مختلفة، على غرار النسيج، الخزف، النقش على الخشب، الحلي التقليدية والزرابي.
من جانبهم، صرح بعض العارضين أن المهرجان يعتبر فرصة هامة للترويج لمنتجاتهم، ولتبادل الخبرات بين الحرفيين من مختلف جهات الوطن، مؤكدين على أهمية مثل هذه التظاهرات الثقافية في تثمين الإبداع المحلي، فيما ثمن الزوار لا سيما الفرق الأجنبية جودة المنتوجات المعروضة وتنوعها، مؤكدين في السياق ذاته، بأنه يقدم بعدا ثقافيا واقتصاديا للمهرجان وتسهم في ربط الأجيال الجديدة بتراثها المادي والمعنوي.
أحمد الشامي