
اختتم فريق اتحاد بلعباس موسمه الرياضي بخيبة أمل كبيرة، حيث لم ترق نتائجه إلى تطلعات محبيه سواء على مستوى الفريق الأول (الأكابر)، أو ضمن الفئات الشبانية، لتُختم سنة كروية بطعم الحزن والإحباط، رغم الإمكانيات المسخرة والدعم الممنوح من مختلف الجهات.
فريق الأكابر كان الأقرب لتحقيق حلم طال انتظاره، ألا وهو العودة إلى القسم الأعلى، لكن الصدمة كانت كبيرة حين ضاعت فرصة الصعود في الرمق الأخير، وتحديدا قبل جولة واحدة من نهاية البطولة. فقد خسر الفريق أمام غريمه وداد تلمسان بنتيجة هدفين لهدف، في لقاء “داربي” ناري، جاء هدف الحسم فيه قبل 4 دقائق فقط من نهاية المباراة، ليتبخر بذلك حلم الصعود الذي كان قاب قوسين أو أدنى من التحقق.
ورغم توفير كل الإمكانيات المادية والبشرية، وتضافر جهود السلطات المحلية والأنصار الذين تنقلوا بأعداد كبيرة لمرافقة الفريق داخل وخارج القواعد، إلا أن النهاية جاءت عكس التطلعات، لتسود خيبة الأمل ويُحمَّل الطاقم الفني والإداري واللاعبون مسؤولية الإخفاق، وسط مطالب جماهيرية برحيل الجميع، كتعبير عن حجم الغضب والاستياء.
وعلى صعيد الفئات الشبانية، لم تكن الحصيلة أحسن حالاً، إذ لم يتمكن أي فريق من تحقيق نتائج لافتة، ما عدا بعض الأداءات الفردية التي لم تكن كافية لرفع الترتيب العام أو إنقاذ الموسم. الفريق الوحيد الذي قدم مشوارًا مقبولًا هو فئة أقل من 19 سنة، تحت إشراف المدرب “قويدر عجوج”، حيث احتل المرتبة الرابعة برصيد 36 نقطة بعد 21 مباراة، في مجموعة قوية ضمت فرقا مرموقة مثل وداد تلمسان البطل، مولودية وهران، وشبيبة الساورة. وتمكن الفريق من تحقيق 10 انتصارات وخسر في 5 مناسبات.
أما فئة أقل من 17 سنة (الأشبال)، فأنهت الموسم في المرتبة الثالثة تحت قيادة المدرب “مادوني أمين”، جامعا 41 نقطة، بفارق 8 نقاط عن المتصدر و5 نقاط عن الوصيف، مع تحقيق 12 انتصارًا مقابل 4 هزائم. ورغم ذلك، لم يكن المشوار كافيًا لتحقيق إنجاز يُذكر.
في المقابل، جاءت النتائج الأضعف من فئة أقل من 15 سنة (الصغار)، حيث احتلت المرتبة الأخيرة برصيد 14 نقطة فقط، مع خسارة 13 مباراة وتحقيق 3 انتصارات فقط تحت إشراف المدرب “شنيتي”، ما يعكس هشاشة هذه الفئة وافتقارها للجاهزية الفنية والبدنية.
وتبقى الفئات الشبانية في اتحاد بلعباس ملفا شائكا ومعقدا، يعاني من التهميش وسوء التنظيم منذ مراحل الانتقاء الأولى وحتى نهاية كل موسم. كما يشكل تدخل بعض الأولياء في اختيارات التشكيلة مصدر توتر دائم، حيث يسود منطق “أريد ابني في التشكيلة مهما كان مستواه”، الأمر الذي يؤدي إلى صراعات داخلية تمس الانسجام الفني وتؤثر سلبًا على أداء الفرق.
وبين واقع مرّ على مستوى الأكابر، ونتائج متذبذبة على مستوى الشبان، يبدو أن اتحاد بلعباس بات في حاجة ماسة إلى إعادة هيكلة شاملة، تتضمن مراجعة السياسات الفنية والإدارية، وتفعيل الرقابة على آليات التسيير، لعلّ الفريق يتمكن من تصحيح مساره واستعادة بريقه في المواسم القادمة.
فتحي مبسوط