الجهوي‎

إنتاج التمور في الجزائر 

ارتفاع إلى أكثر من 1 مليون ونصف طن 

شهد إنتاج التمور في الجزائر ارتفاعا، بحيث انتقل من 600.096 طن سنة 2012 إلى أكثر من 1.700.000 طن سنة 2023 منها 3 بالمائة موجهة للتصدير، حيث أصبحت الجزائر مصنفة ضمن أهم البلدان المنتجة للتمور (المرتبة الرابعة عالميا بنسبة 14 بالمائة من الإنتاج العالمي).

في هذا السياق، بلغت قيمة الصادرات 37 مليون دولار خلال سنة 2016 ، مضيفة أن هذه القيمة لا تعكس القدرات المتوفرة، بحيث أن 54 نوعا فقط من بين 360 نوعا موجودا مسوق على مستوى السوق الوطنية والدولية لاسيما (دقلة نور والدقلة البيضاء). وأشار المصدرون إلى أن التمور تصدر نحو حوالي 40 بلدا مضيفين أن الجهود جارية لاقتحام الصين والفيتنام. 

وقد تم بذل جهود معتبرة في مجال تحويل التمور من خلال الاستثمارات وإنشاء مصانع عصرية متخصصة في مجال تحويل التمور، وتم تسجيل 100 مؤسسة في مختلف ولايات البلاد قصد الحصول على منتجات مشتقة من التمور على غررا (سكر التمر – عسل التمر – التمور المحشوة – خل التمر – طحين التمر وقهوة التمر). ويتمحور الصالون حول الجوانب المرتبطة بالإنتاج وعرض مختلف أنواع التمور والتجهيز والتحويل والتوضيب، إضافة إلى تنشيط ندوات حول مواضيع ذات طابع اقتصادي وتنظيمي. كما سيحضر هذه التظاهرة ممثلين عن البنوك وشركات التأمين ومدارس الهندسة الفلاحية ومعاهد البحث.

بسكرة: توقع تصدير نحو 50 ألف طن من التمور

يتوقع تصدير أكثر من 70 ألف طن من التمور برسم الموسم الفلاحي الجاري وفق التقديرات، بحيث أكثر من 25 ألف طن من التمور تم تصديرها خلال الموسم الفارط وسترتفع هذه السنة بتصدير حصة تتراوح ما بين 60 ألف و70 ألف طن بما يمكن حسبه – من تغطية الطلب المتزايد من أوربا وآسيا وأمريكا. وأضاف ذات المتحدث بأن توفر المعطيات المشجعة خلال هذا الموسم منها الوفرة المعتبرة من التمور ذات الجودة العالية وتعزيز آفاق التصدير خلال المواسم الفارطة كانت بمثابة “القوة الدافعة” للمتعاملين في هذا القطاع على إيجاد أروقة جديدة في اتجاه الأسواق العالمية.

وفي هذا السياق يبقى الرهان مفتوح، سيربح جميع الأطراف من منتجين ومتعاملين مع الوفرة والنوعية، إضافة إلى وجود أكثر من 20 ألف متر مكعب من فضاءات التبريد تسهم في التموين المنتظم للأسواق وتلبية الطلب. تجدر الإشارة إلى أن ولاية بسكرة التي تتمركز بها ثروة النخيل المنتجة لتمور دقلة نور ذات الجودة الرفيعة، قد أصبحت نقطة استقطاب لمنتجات الولايات الأخرى من التمور كونها فضاء ملائم ومنصة للتصدير.

المكننة في معالجة التمور تحدي يرفعه متعاملو الفلاحة

ويعد إدماج المكننة في معالجة التمور تحديا حقيقيا بالنسبة للمتعاملين في القطاع الفلاحي بولاية بسكرة، حسبما أكد عليه مهنيون بالمنطقة. ويمثل تعميم غرف التبريد أحد التحديات المفتوحة أمام الناشطين في القطاع، على غرار وجود أكثر 20 ألف متر مكعب من فضاءات التبريد. 

ويرى ذات المتحدث أن هذه القدرات من شأنها الإسهام في ترقية المنتوج وفوق  ذلك ضمان تموين منتظم في السوق والحفاظ على استقرار الأسعار على مدار السنة، كما يمثل تطبيق الأنظمة العلمية في السقي الفلاحي تحديا آخر من خلال السعي نحو استخدام أسلوب السقي بالتقطير داخل البساتين، حيث بتجاوز نسبة 60 بالمائة في عمليات السقي الفلاحي تعد هدفا بالإمكان بلوغه. 

وتوجد بهذه الولاية شبكة تضم أكثر من 100 وحدة صغيرة لمعالجة التمور بما في ذلك وحدات مختصة في تصبير التمور وإنتاج معدات التغليف والتعبئة تسعى إلى رفع رهان المكننة، بما يحقق مستويات مثلى من الإنتاج. وبهذا الخصوص وضعت الغرفة الفلاحية المحلية بالتنسيق مع مديرية المصالح الفلاحية برنامجا موسعا لتوعية الفلاحين حول ضرورة الانخراط في مجهودات إدخال المكننة ضمن مختلف مراحل إنتاج التمور.

غرداية: توقع إنتاج 590 ألف قنطار من التمور خلال الموسم الفلاحي الجاري

يتوقع جني محصول يقدر أكثر من 600 ألف قنطار من مختلف أنواع التمور بولاية غرداية، ويتعلق الأمر بأكثر من 230 ألف قنطار من التمور عالية الجودة من صنف (دقلة نور) بمردود متوقع بأكثر من 50 قنطار في الهكتار الواحد، و 95 ألف قنطار من نوع (الغرس) و265 ألف قنطار من الأصناف المشتركة بمتوسط إنتاج يصل إلى 54 قنطار في الهكتار الواحد. 

ويرتبط الإنتاج المنتظر تحقيقه والذي عرف زيادة مقارنة مع السنة الفارطة بالظروف المناخية التي ستميز شهري سبتمبر وأكتوبر، لاسيما ما تعلق بأنواع التمور ذات القشرة الملساء والرطبة كـ (دقلة نور والغرس) التي تتأثر بالتقلبات المناخية. 

وترجع الزيادة المتوقعة في إنتاج التمور إلى ارتفاع عدد النخيل المنتج بالولاية والذي فاق 1،3 مليون نخلة منتجة، وذلك بفضل مختلف برامج التنمية الفلاحية التي بادرت بها السلطات العمومية. كما تعود تلك الزيادة من جهة أخرى إلى حملات التحسيس والوقاية المنظمة لفائدة الفلاحين ومالكي النخيل من مختلف الأخطار التي تصيب محصول التمور ذات النوعية، فضلا عن متابعة صحة النباتات وحملة المعالجة الوقائية ضد مختلف الأمراض والطفيليات التي تصيب النخيل و التمور. 

شعبة إنتاج التمور تواجه بعض التحديات

بالرغم من نجاعتها، إلا أن شعبة إنتاج التمور تواجه عديد التحديات المتعلقة بوجه الخصوص بالنوعية والإنتاجية، إلى جانب ندرة اليد العاملة المؤهلة لصيانة ومعالجة النخيل وفي عملية جني التمور، ويسبب انعدام هيكل تنظيمي لمنتجي التمور بولاية غرداية لا محالة مشاكل، تتعلق بتسويق منتجات النخيل ذات القيمة العالية بالأسواق. 

وقد بدأت شعبة إنتاج التمور في جلب اهتمام الفلاحين المحليين الذين يأملون في تحسين المردود ونوعية التمور من أجل تثمينها وتصديرها إلى الخارج، ويرى العديد من الخبراء الزراعيين المحليين بأن الوقت قد حان للاهتمام أكثر بهذه الشعبة بمنطقة غرداية، حيث ينتظر أن تزدهر إمكانياتها خلال السنوات القادمة بفعل عديد العوامل، خاصة ما تعلق منها بإنشاء محيطات فلاحية في الأراضي الخصبة بجنوب الولاية التي تتوفر على إمكانيات مائية جوفية يعززها إنجاز هياكل لتعبئة وتخزين هذه الثروة المائية. 

وبغرض تحقيق ذلك يدعو هؤلاء الخبراء إلى التقارب والتنسيق بين الهياكل الجامعية للبحث في مجال زراعة الواحات والإشراف على تأطير الفلاحين في مجال تأهيل واحاتهم، وتأسيس منظمة مهنية خاصة بشعبة إنتاج التمور تخص مختلف مراحل الإنتاج.

أبو محمد الأمين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى