محطات

إعاقة “منى” قد تكون دافعها لتكون شعاع للعلم بولاية تيارت

عاد إليها الأمل بعد أن ضاعت كل سبله

نستذكر كلما حلت مناسبة يوم العلم علماء الأمة والوطن، الذين رفعوا شعار العلم والنهضة، الذين رفعوا سلاح الارادة والقلم.

ونحن نبحث عن قدوة لنا، وجدنا الطفلة “منى”، التي لم تمنعها الإعاقة والفقر واستسلام الوالدين والظروف الاجتماعية الصعبة، ولا تأخر تسجيلها مع أقرانها من طرق باب طلب العلم، وإن كانت الإرادة من الله بثت في عقل وقلب هذه القراءة، فإن مد يد العون والدعم من الأسرة التربوية والمجتمع حتما ستصنع الفارق .لا ينقطع الأمل من الإنسان ما دامت روحه تسكن جسده، وهو ما حدث مع “منى فيش”، طفلة معاقة حركيا، حيث أن أطرافها السفلية لا تتحرك إطلاقا، كما أنها تنتمي إلى عائلة فقيرة تعاني  من ظروف اجتماعية صعبة، أدت إلى حرمانها من التمدرس في الموعد، لكن ارادة الله لا تعرف المستحيل. ولدت منى  ذات يوم من سنة 2014 ببلدية حمادية، وتلقت عائلتها خبر ميلادها بفرح وسرور، رغم ما تعانيه من فقر وظروف اجتماعية صعبة. وبينما مرت السنة والسنتين وأمها تنتظر أن تخطو خطواتها الأولى نحو الحياة، تأخرت “منى” في الوقوف والمشي، وكان أمل والدها بأنه مجرد تثاقل لسبب أو لآخر. لكن وبعد مرور سنة تلوى الأخرى، تم اكتشاف إعاقتها والتي منعتها من رؤية العالم الخارجي الذي لا تراه إلا هي تحمل بين أحضان أحد  أفراد عائلتها، ونتيجة الفقر كان الاب عاجزا على مراجعة الأطباء، واستسلم للأمر الواقع، وجاء وقت المدرسة وبينما أقرانها يتهيؤون لدخول المدرسة، كان ذلك مستحيلا بالنسبة لها، بسبب الإعاقة والفقر فلو أنها كانت تمشي على قدميها، كان الأمر ربما سهل في تدبر أمر الأدوات واللباس، ولكن اتحد الفقر والإعاقة واستسلام عائلتها لحرمانها من حقها في التعليم. ومرت سنتين عن الموعد الذي كانت على منى الالتحاق فيه بالمدرسة، وبينما تلاشى الأمل يعود خالها من غيابه، ويرى أن “منى” حرمت من المشي والعيش الكريم، لكن يمكن أن لا تحرم من حقها من التمدرس، ولو تأخر الوقت بسنتين، قرر أخذها إلى بيته ببلدية مهدية ،وسمح والديها بذلك وسعى لتسجيلها في المدرسة، وما إن عزم حتى سخر الله له من يعينه في سعيه، حيث قام “كمال بلفضل”، مدير مدرسة “قوجيل العربي” بمهدية ساعيا وتزايدت المبادرات من أجل حصولها على التغطية الاجتماعية وكرسي متحركة مخصص للأطفال من أجل مساعدتها على التنقل من دون عناء وبدأ الأمل يكبر يوميا بعد يوم.

وقد قام مدير مدرسة قوجيل العربي بالسماح بتسجيلها بقسم عادي، فلم يكن اندماجها صعبا مع زملائها، رغم أنها كانت محرومة من الخروج بسبب الإعاقة، وعدم وجود كرسي تتحرك بواسطته طيلة مدة الثماني سنوات الأولى من عمرها، وهي الآن تدرس في السنة الثانية ابتدائي ويمكن أن يتطور مستواها إلى الأحسن إذاما بذلت مجهودات أكبر تضاف إلى ما يبذله مدير المدرسة وطاقمه، وتشجيع هذه الطفلة التي عاد لها الأمل ويمكن أن تصبح إشعاع علم تسطع شمسه في سماء الأمة .

ج. غزالي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى