الحدث

إصرار على تعميق العلاقات

الجزائر – أذربيجان

أكد “إلشين أميربايوف” المبعوث الخاص لرئيس جمهورية أذربيجان، أن الجزائر وأذربيجان، تعملان بكل جهد لتقوية العلاقات بينهما عبر تعزيز الشراكة والتعاون في مختلف المجالات. معلنا رغبى بلاده في استضافة الرئيس الجزائري “عبد المجيد تبون”، في مؤتمر “باكو” حول التغيرات المناخية (COP29)، المزمع تنظيمه في نوفمبر المقبل، الذي يسعى إلى بلوغ توافق حول موضوع التمويلات الخاصة بالمناخ والتضامن شمال-جنوب، وهو نقطة خلاف مستمر في مفاوضات مكافحة الاحتباس الحراري.

وأضاف “أميربايوف” في حديث خص به “وأج”، أن إقامة البعثات الدبلوماسية على مستوى العاصمتين، قد عزز دون شك العلاقات بين البلدين، الاتصالات على أعلى مستوى، لاسيما بين أعضاء الحكومتين، الذين كان لهم الكثير من التبادلات في السنوات الأخيرة، مما يدل على الاهتمام المتبادل بتعزيز اكبر للعلاقات السياسية والاقتصادية بين باكو والجزائر. مشددا أن بلاده تأمل في إضفاء ديناميكية جديدة على التعاون الثنائي لترقيته إلى أعلى المستويات، بالنظر إلى المصالح المشتركة والإمكانيات الهامة التي يملكها البلدان، مذكرا بزيارة رئيس أذربيجان إلى الجزائر بمناسبة انعقاد قمة جامعة الدول العربية التي كان ضيف شرفها. كما أشار إلى الديناميكية التي طبعت العلاقات الثنائية خلال السنة الماضية بدفع من رئيس الجمهورية، “عبد المجيد تبون”، ونظيره الأذربيجاني “إلهام علييف”، موضحا أن هذه الديناميكية تجسدت بزيارات ثنائية مكثفة بين البلدين على مستويات عديدة وقطاعات مختلفة. المبعوث الأذربيجاني، نبه إلى تواجد “أذربيجان” في ما يسمى الرواق المتوسط (رواق شرق – غرب)، الذي يربط الصين بأوروبا الشرقية عبر آسيا الوسطى وبحر قزوين وجنوب القوقاز (أنبوب الغاز العابر للأناضول)”، مذكرا “بالاهتمام المتزايد” بهذه الطريق من طرف الصين والاتحاد الأوروبي اللذان يأملان في تعزيز الرواق من حيث قدرة النقل. وهو ما رآى “أميربايوف”، أنه يمكن لهذا الرواق أن يهم الجزائر”، مشيرا إلى إمكانية دراسة أفضل طريقة لتنظيم عبور المنتوجات الطاقوية الجزائرية عبر هذا الرواق. المتحدث، عرج على المناقشات التي جرت على مستوى وزارة الشؤون الخارجية وعلى مستوى البرلمان حول سبل ووسائل دفع العلاقات الاقتصادية بين البلدين، لافتا إلى أنه تطرق مع متحدثيه إلى “إنشاء لجنة حكومية مشتركة”، آملا أن يكون هذا قريبا، حيث تم تقديم مشروع الاتفاق إلى الجزائر وتم التأكيد، التي أكدت حسبه أنه يوجد في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة، معتبرا أن إنشاء هذه اللجنة سيسمح “بتحديد مجالات التعاون”. وفيما يتعلق بقطاعات التعاون، أكد المبعوث الأذربيجاني، أن قطاع الطاقة هو المجال الأول للتعاون بين البلدين، خاصة فيما يتعلق بالطاقات المتجددة، واصفا إمكانات التعاون في هذا المجال ب”الهامة”، معربا عن أسفه “لعدم استغلال” هذه الإمكانيات بشكل كلي. وأعرب في ذات الصدد عن وجود اتصالات بين الشركة الوطنية للمحروقات سوناطراك وشركة البترول الأذربيجانية “سوكار”، حول “كيفية تنظيم تجارة المنتجات الطاقوية الجزائرية وكذا ربط” شبكتيهما للنقل. ولدى حديثه عن حجم المبادلات التجارية بين البلدين، اعترف المبعوث الخاص للرئيس الأذربيجاني بأن الأرقام “ضعيفة ولا تعكس العلاقات السياسية الممتازة”. مؤكدا أن إنشاء لجنة حكومية مشتركة ومجلس رجال الأعمال قد يساهم في الدفع بالعلاقات الاقتصادية. كما شدد “أميربايوف” على عدة نقاط، سيما تسهيل حرية تنقل الأشخاص بين البلدين، خاصة السياح، قائلا: “يجب التفكير في أفضل الطرق لتسهيل التنقل وأعتقد أن من بين الاجراءات التي يمكن اتخاذها، هي إقامة خط جوي مباشر بين باكو والجزائر العاصمة، معتبرا انه يتوجب أيضا دراسة إمكانية تسهيل نظام منح التأشيرات”. في الوقت الذي اعتبر “أميربايوف” أنه بإمكان البلدين توسيع آفاق التعاونفي قطاع الثقافة، مؤكدا على ضرورة التعريف بثقافاتينا من خلال تنظيم مواسم ثقافية في الجزائر وأذربيجان. مشيرا أن السفارة الأذربيجانية حاليا، تقوم بدراسة حول مشاريع عديدة مع وزارة الثقافة الجزائرية، داعيا إلى تعاون أعمق في مجال التربية والتعليم. مردفا قوله: “تقدم أكاديميتنا الدبلوماسية منحا دراسية للطلبة والباحثين القادمين من الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز، ودول منظمة التعاون الاسلامي، فبوسعنا الانطلاق من هنا. وفيما يتعلق بالتعاون البرلماني، قال أنه من المقرر أن تكون زيارة لمجموعة الصداقة الجزائرية-الأذربيجانية إلى باكو في شهر أفريل المقبل.

المبعوث الخاص للرئيس الأذربيجاني الذي اسقبله “أحمد عطاف” وزير الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، بتكليف من رئيس الجمهورية، شدد على ضرورة تعزيز التنسيق بين البلدين على مستوى المنظمات الدولية والإقليمية، فيما يخص مختلف المسائل ذات الاهتمام المشترك. وأضاف قائلا: “يربط بين بلدينا تعاون وثيق ومثمر على مستوى مختلف الهيئات الدولية. وأعتقد انه يمكننا أن نعول على التعاون الفعال والناجع مع انتخاب الجزائر كعضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي”.

سليمة. ق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى