الثـقــافــة

إســهــامــات فـكـريـة

القدرات الذاتية للمجتمع المدني وآليات العمل التنموي البيئي

بقلم: الدكتور ابراهيم سلامي (النعامة)

تتعدد آليات ترسيخ دور المجتمع المدني التي تساهم في تجسيد التنمية المستدامة، وذلك من خلال توسيع نطاق مشاركة الفاعلين الاجتماعيين والإعلاميين ومنح اهتمام خاص لمشاركة فئة الشباب والنساء، والتنسيق مع وسائل الإعلام بقطاعاتهم المختلفة لتحفيز اهتمامها بمؤسسات المجتمع المدني ونشر الثقافة المدنية وعرض التجارب الناجحة بشكل دوري منتظم.

كما يسعى إلى متابعة الحوار الاجتماعي القائم حول قضايا التنمية المحلية والديمقراطية وحقوق الإنسان، حيث أشارت المادة 6 من اتفاقية آرهوس على ضرورة مشاركة الجمهور فيما يتخذ من قرارات لها علاقة بالبيئة، وألزمت المادة 7 من نفس الاتفاقية على ضرورة إشراك الجمهور في الخطط والبرامج والسياسات البيئية.

القدرات الذاتية في التأثير على الوعي العام

تقوم وسائل الإعلام بدور ملموس في تشكيل السياق العام، لفهم وإدراك قضايا البيئة بمنظور كلي متكامل من خلال تحديدها لقائمة الأولويات البيئية على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي ومع تفاوت وتباين قائمة الأولويات البيئية من فترة إلى أخرى، حيث إن الموضوعات البيئية المثارة إعلاميا في نهاية الستينات وحتى منتصف السبعينات، تدور حول التلوث والسكان وحماية الطبيعة، أما الآن فالعالم مهتم بقضايا كبيرة ومهددة للبيئة مثل ظاهرة التصحر وطبقة الأزون ومشكل التغير المناخي.

فالصحف يمكن أن تساهم في تشكيل جماعات للضغط على صانعي القرار، تحتضن أنشطتها وترفع صوتها للمسؤولين للتقليل من مخاطر التلوث.

الإعلام البيئي كمساهم في خلق التوازن وتحقيق التنمية المستدامة

إن التوعية البيئية من خلال ما تنشره الصحافة اليومية تساهم في خلق التوازن البيئـي ومنظومة التنمية المستدامة، ولذلك فإن تدخل الصحافة في نشر الوعي البيئـي والمحافظة على البيئة للحد من إهدارها رسالة حضارية، خاصة وأن الصحافة تحتل مكانة متميزة من بين وسائل الإعلام كلها في التأثير في الرأي العام.

دور وسائل الإعلام البيئية في تنمية سلوك الفرد

يتمثل دور الإعلام البيئـي في الحفاظ على البيئة والعمل على تنامي الوعي البيئي لدى أفراد المجتمع، ويكون ذلك عن طريق تبني مناهج دراسية للإعلام البيئـي وتنظيم ورشات تحسيسية  لترشيد سلوك الفرد وارتقائه إلى مستوى المسؤولية للمحافظة على البيئة بطريقة تلقائية تساعده على تنمية قدراته وتحفزه أكثر على العمل التطوعي في مجال حماية البيئة، ومن شأن هذه العملية التحسيسية تحريك الجمود في الساحة البيئية وتحقيق التنمية المستدامة، وتشارك في تعزيز قدرات جميع فئات المجتمع نحو الأفضل للعيش في بيئة نظيفة وخالية من مخاطر التلوث.

دور الإعلام في التعريف بالقضايا البيئية

يحتل الإعلام مكانة متميزة في عملية التأثير وإيصال الرسالة إلى الجمهور لتعريف بالقضايا البيئية ومعالجتها، للتقليل من المخاطر بالدرجة الأولى والعمل على تجنب وقوعها. وأول تجربة للتعريف ومعالجة القضايا البيئية جسدتها صحيفة نيويورك تايمز New York Times والتي قامت بتعيين أول مراسل صحفي للبيئة في منتصف 1929 ، وهو ما يعني أن هناك مشاكل بيئية يجب متابعتها ومعالجتها.

كما عرفت الستينيات انجاز بعض التقارير تخص قضايا بيئية منها ظاهرة التلوث والمياه وحماية الأرض وما تتعرض له من أخطار تمس الحياة الحيوانية والبيئية، وبلغت المقالات المكتوبة باللغة الانجليزية التي تعالج مخاطر التلوث والأضرار بالبيئة ما بين عامي 1960 إلى 1983 أزيد من 292 مقال نشرت في 86 دورية انجليزية.

الإعلام البيئي الجزائري ودوره في تنمية الوعي لدى المجتمع

واكبت الجزائر التطورات التي شهدتها قضايا البيئة منذ عقد مؤتمر ستوكهولم عام 1972 ، وكان أول تشريع يتضمن البيئة والتنمية المستدامة من خلال إصدار القانون 10-03 المؤرخ في 19 جويلية 2003، شمل الباب الثاني “أدوات تسيير البيئة”، حيث نصت المادة 5 على أن أدوات تسيير البيئة تتشكل من هيئة للإعلام البيئـي وتحديد المقاييس البيئية، وتخطيط الأنشطة البيئية التي تقوم بها الدولة، بالإضافة إلى نظام لتقييم الآثار البيئية لمشاريع التنمية، تحديد للأنظمة القانونية الخاصة والهيئات الرقابية، وتدخل الأفراد والجمعيات في مجال حماية البيئة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى