
أعلنت محافظة إدلب عن بدء تنفيذ أول مشروع متكامل لإعادة تدوير النفايات الصلبة والطبية. وتحويلها إلى مصادر طاقة نظيفة تشمل الكهرباء والغاز الحيوي. في خطوة تهدف إلى إرساء نموذج للتنمية المستدامة يجمع بين حماية البيئة وتعزيز الاقتصاد المحلي ” تحويل النفايات إلى طاقة نظيفة ” . ويأتي هذا المشروع كاستجابة عملية لمشكلات النفايات التي تفاقمت مع الزيادة السكانية في المنطقة. وما نتج عنها من آثار بيئية وصحية سلبية.
المحافظ “محمد عبد الرحمن” أوضح أن الهدف الأساسي هو إدارة النفايات بأسلوب علمي يقلل من أضرارها على البيئة والصحة العامة. حيث ستتم معالجة النفايات الطبية بطريقة آمنة تحد من انتقال العدوى.
إضافة إلى الاستفادة من النفايات الصلبة في إنتاج الطاقة المتجددة. بما يسهم في تقليل التلوث وتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية. وهو ما يفتح المجال أمام فرص اقتصادية جديدة لسكان المحافظة.
تحويل النفايات إلى طاقة نظيفة ..فوائد بيئية، اقتصادية واجتماعية متكاملة
من الناحية البيئية، يسهم مشروع تحويل النفايات إلى طاقة نظيفة في الحد من انتشار المكبات العشوائية، وعمليات الحرق المفتوح التي تتسبب في تلوث الهواء والتربة. كما أنه يحد من المخاطر الصحية الناتجة عن التخلص غير الآمن من النفايات الطبية.
ويساعد في الحفاظ على الموارد الطبيعية عبر تحويل المخلفات إلى مصدر للطاقة. الأمر الذي يعزز مفهوم الاستدامة ويحافظ على البيئة للأجيال المقبلة.
اقتصاديا، يمثل المشروع خطوة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج الطاقة النظيفة من خلال استغلال النفايات المحلية، وهو ما يقلل من الحاجة إلى استيراد مصادر الطاقة ويوفر موارد مالية يمكن استثمارها في قطاعات أخرى.
كما سيوفر المشروع فرص عمل مباشرة وغير مباشرة في مجالات الجمع والمعالجة والتشغيل، إلى جانب إمكانية جذب استثمارات مستقبلية في مجالات إعادة التدوير والطاقة المتجددة. ما قد يجعل إدلب مركزا واعدا للتقنيات البيئية في المنطقة.
أما من الناحية الاجتماعية، فسيسهم المشروع في تحسين الصحة العامة وتقليل مخاطر الأمراض المرتبطة بسوء إدارة النفايات، بالإضافة إلى تعزيز وعي المجتمع بأهمية حماية البيئة وإعادة التدوير.
مما يخلق ثقافة بيئية مستدامة بين السكان، وهو ما ينعكس إيجابا على جودة الحياة ويقوي الترابط المجتمعي حول أهداف تنموية مشتركة.
تعاون محلي ودولي ومشاريع بنية تحتية داعمة
نجاح هذا المشروع يعكس التعاون بين الجهات المحلية والشركاء الدوليين، إذ شهدت الأسابيع الماضية لقاء بين محافظ إدلب ووفد من رجال الأعمال الأتراك لبحث سبل الاستثمار في مشاريع التحويل إلى طاقة والبناء والخدمات الهندسية، حيث ضم الوفد ممثلين عن 15 شركة متخصصة في مجالات البنية التحتية والطاقة البديلة.
كما حضر اللقاء رجال أعمال سوريون مقيمون في تركيا، في إشارة إلى انفتاح المحافظة على شراكات اقتصادية تدعم التنمية المستدامة.
وبالتوازي مع هذا المشروع البيئي، أطلقت إدلب مجموعة من مشاريع البنية التحتية في قطاع الاتصالات والطرق والخدمات العامة، حيث جرى مد كابلات ضوئية تربط إدلب بعدد من المدن والبلدات المجاورة.
إضافة إلى تنفيذ مشاريع توسعة في شبكات الألياف البصرية، وتحسين التغطية الخلوية عبر تركيب نقاط بث جديدة على امتداد الطرق الرئيسية كما تم تزويد بعض المؤسسات الخدمية بخدمات الإنترنت السريع لضمان كفاءة العمل الإداري والمصرفي.
كما شهدت المحافظة افتتاح مكتب بريد جديد إلى جانب 3 مراكز بريدية داخل المدينة، إلى جانب تحسين شبكات الطرق وتنفيذ مشاريع لتأمين المياه وتطوير المرافق العامة.
وهي خطوات تسهم في رفع مستوى الخدمات الأساسية وجعل إدلب أكثر جذبًا للاستثمارات، ما يعزز من قدرة المنطقة على مواكبة التحولات التقنية والاقتصادية في المستقبل القريب ويجعل من هذا المشروع البيئي نقطة انطلاق نحو نهضة شاملة تقوم على أسس مستدامة.
ياقوت زهرة القدس بن عبد الله