
اعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية، يوم أمس، أن اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير للمسجد الأقصى يمثل استفزازًا غير مسبوق وتهديدًا خطيرًا لساحة الصراع، كما نددت قوى وفصائل فلسطينية بالاقتحام.
وأدانت الخارجية الفلسطينية بشدة خطوة الوزير الإسرائيلي المتطرف، إن اقتحام بن غفير يمثل استفزازًا غير مسبوق، وتهديدًا خطيرًا لساحة الصراع، واستخفافًا بالمطالبات بوقفها، واعتبرت أن الاقتحام يشكل شرعنة لمزيد الاقتحامات واستباحة للأقصى من قبل غلاة المستوطنين بل وتشجيع لهم وحماية لارتكاب أبشع الجرائم والاعتداءات على الأقصى.
وحملت الوزارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المسؤولية عن هذا الاعتداء الصارخ على الأقصى، وصرحت بأنها ستتابع ذلك على المستويات كافة بالتنسيق مع الأشقاء في المملكة الأردنية الهاشمية.
واقتحم بن غفير المسجد الأقصى يوم أمس، بعدما أجرى تقييمًا للوضع مع مفوض الشرطة وقائد لواء القدس والتقى برئيس الشاباك الذين قرروا جميعًا أنه لا يوجد عائق أمام الاقتحام بحسب القناة 12 الإسرائيلية، وأضافت أن المسؤولين الأمنيين الذين شاركوا في تقييم الوضع رأوا أن التراجع عن الاقتحام أمام التهديدات سيكون مكافأة للإرهاب وإضفاء الشرعية على الأعمال ضد إسرائيل.
وجاء الاقتحام بعدما أشارت وسائل إعلام إسرائيلية أول أمس، بينها صحيفة “يديعوت أحرونوت”، إلى أن بن غفير رئيس حزب “عوتسما يهوديت” -قوة يهودية- قرر في نهاية اتصال هاتفي مع نتنياهو تأجيل اقتحام المسجد الأقصى.
استمرار لعداون الاحتلال
وفي سياق الإدانات، اعتبر المتحدث باسم حركة “حماس” حازم قاسم أن جريمة اقتحام الوزير الفاشي بن غفير للمسجد الأقصى، تمثل استمرارا لعدوان الاحتلال الإسرائيلي على مقدساتنا وحربه على هويتنا العربية، وأكد أن المسجد الأقصى كان وسيبقى فلسطينيًا عربيًا وإسلاميًا، ولا يمكن لأي قوة أو شخص فاشي أن يغير هذه الحقيقة.
وأضاف، أن شعبنا الفلسطيني سيواصل دفاعه عن مقدساته ومسجده الأقصى وقتاله من أجل تطهيره من دنس الاحتلال، مؤكدًا أن المعركة لن تتوقف إلا بانتصار شعبنا النهائي وطرد المحتل عن كامل أرضنا.
من جانبها قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إن المجرم إيتمار بن غفير يصب الزيت على النار ويتحدى إرادة شعبنا باقتحام المسجد الأقصى، وأضافت أن شعبنا ومقاومته لن يلتزموا الصمت إزاء هذه الجرائم والكلمة الأخيرة ستكون لشعبنا وسواعده المقاوِمة، وأكدت أن حكومة الاحتلال بتشكيلتها الحالية تنذر بعدوان أوسع على الشعب الفلسطيني، لذلك علينا الاستعداد جيدًا وبشكل موحّد للتصدي لهذا العدوان، وتابعت، على المجتمع الدولي التدخّل قبل فوات الأوان وإيقاف هذا العدوان الذي قد يؤدي لانفجار المنطقة بأكملها.
تنذر بالمزيد من التصعيد
وعلى الصعيد الدولي، دانت وزارة الخارجية الأردنية في بيان يوم أمس اقتحام بن غفير، معتبرة أنها خطوة استفزازية وتنذر بالمزيد من التصعيد.
ونقل البيان عن الناطق الرسمي باسم الوزارة سنان المجالي، إن قيام أحد وزراء الحكومة الإسرائيلية باقتحام المسجد الأقصى المبارك وانتهاك حرمته هي خطوة استفزازية مُدانة، وتمثل خرقًا فاضحًا ومرفوضًا للقانون الدولي، وللوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها.
محمود عباس: سنفشل مخططات الحكومة الإسرائيلية
بعدما تولت الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو مهامها، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن مخططات الحكومة الإسرائيلية المتطرفة والعنصرية التي تستعر لضم وابتلاع المزيد من أراضي الفلسطينيين ستفشل بثباتنا على أرضنا.
وأوقد الرئيس عباس مساء السبت شعلة ذكرى انطلاقة حركة “فتح” الـ58، التي يتزعمها، في مقر الرئاسة الفلسطينية بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، بحضور عدد من قادة الحركة ومنظمة التحرير والأجهزة الأمنية.
مساعي إسرائيل ستفشل
وفي كلمة مسجلة بثها تلفزيون فلسطين الرسمي بمناسبة ذكرى انطلاقة “فتح”، أكد عباس أنه بعد 58 عامًا من انطلاقة الثورة ما زالت فلسطين صامدة شامخة بتاريخها وحاضرها وبشعبها المرابط، وأضاف نقول للمحتلين كلما زاد طغيانكم ازداد شعبنا قوة وعزيمة وإصرارًا في مواجهة عدوانكم وإرهابكم، وفي التمسك بأرضه وحقوقه الوطنية المشروعة.
وأردف، إن مخططات الحكومة الإسرائيلية المتطرفة والعنصرية التي تستعر لضم وابتلاع المزيد من أرضنا الفلسطينية ستفشل حتمًا بثباتنا على أرضنا.
وتأتي تعهدات نتنياهو في وقت ضمت فيه حكومته، أحزابًا دينية متزمتة وقومية دينية متطرفة وحزبًا علمانيًا وحيدًا هو الليكود.
سنسقط مؤامرات الاحتلال
وأكد الرئيس الفلسطيني، كما أسقطنا صفقة القرن، سنسقط مؤامرات الاحتلال الاستعماري بوحدتنا وبتمسكنا بثوابتنا الوطنية، وبمقاومتنا الشعبية السلمية، وحذر الرئيس الفلسطيني من أن استمرار العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين، لن يحقق الأمن والسلام لأحد.
ونالت حكومة نتنياهو ثقة الكنيست وسط مخاوف إقليمية ودولية من تصعيد وتيرة الاستيطان في ظل سلطة يمينية بالكامل لأول مرة في إسرائيل.
وأكد عباس في كلمته، أن السلام والأمن له طريق واحد هو أن يحصل الفلسطينيون على حقوقهم، وأن يجسدوا دولتهم الحرة المستقلة كاملة السيادة على أرضها، بعاصمتها الأبدية القدس الشرقية، ومضى قائلا سنبقى متمسكين بحقوقنا التاريخية والقانونية في أرضنا ومقدساتنا وممتلكاتنا، التي اقتلعنا منها بفعل الطغيان والإرهاب الإسرائيلي، والذي يعمل فوق ذلك على محاولة تزييف الحقائق لتسنى له مصادرة المستقبل بالاتكاء على تزييف التاريخ.
وفي الشأن الفلسطيني الداخلي، دعا عباس الجميع إلى حوار وطني فلسطيني سياسي شامل في القريب العاجل، للعمل والتصدي وتحمّل المسؤولية معًا، والسير نحو تحقيق أهداف شعبنا.
وإيقاد الشعلة هو حدث رمزي تنظمه الحركة، في 31 ديسمبر من كل عام، كجزء من احتفالاتها بذكرى انطلاقتها.
2022 عام ثقيل
وشكل عام 2022، عام ثقيلًا على الفلسطينيين وثقت خلاله التقارير الدولية جرائم الاحتلال وانتهاكاته لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية، ووصفته بأنه من أكثر الأعوام دموية خلال العقدين الأخيرين.
حيث صادر الاحتلال 113 ألف دونم من الأراضي، ودمر 19 ألف شجرة مثمرة من أجل توسيع الاستيطان، كما هدم 950 منزلًا ومنشأة فلسطينية، كما صادقت الحكومة الإسرائيلية على 116 مخططًا للاستيطان لبنائه على 9700 دونمًا من الأراضي الفلسطينية.
تطبيق القانون الدولي
وفي هذا الإطار، صرح سمير المناعمة المحامي من مركز الميزان لحقوق الإنسان: هناك تحدٍ جديد أمام المجتمع الدولي من ناحية تحديد ماهية الاحتلال وتفعيل أدوات المساءلة والمحاسبة للجناة الإسرائيليون.
وأضاف المناعمة، أن في عام 2022 كانت جريمة القتل غير المباشر للمعتقل الفلسطيني ناصر أبو حميد، وأيضًا قتل الصحافية شيرين أبو عاقلة.
اشتية: إسرائيل تسعى لجعل الأقصى معبدًا يهوديًا
اعتبرت فصائل المقاومة الفلسطينية، أن اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير للمسجد الأقصى يشكل تصعيدًا خطيرًا واستفزازًا للشعب الفلسطيني وينذر بحرب دينية بالمنطقة، وكان بن غفير اقتحم المسجد الأقصى، بحراسة مشددة من الشرطة الإسرائيلية ووسط انتقادات فلسطينية وعربية وإسلامية.
وحملت الفصائل، خلال مؤتمر صحافي عقدته في قطاع غزة، الاحتلال كامل المسؤولية عن تداعيات إصراره في العدوان على الشعب الفلسطيني، والمقدسات الإسلامية والمسيحية، ودعت أهل الضفة المحتلة لتصعيد الاشتباك والمواجهة مع الاحتلال الصهيوني دفاعًا عن الأقصى، كما طالبت الفصائل السلطة الفلسطينية بوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي، وشددت على أن الاحتلال لن يفلح في تغيير الوقائع على الأرض وستبقى القدس عربية إسلامية ومحور الصراع مع الاحتلال.
ودعت الفصائل، قادة الأمة وعلماءها وشعوبها للقيام بمسؤولياتهم تجاه الأقصى ونصرة للشعب الفلسطيني، ووقف كل أشكال التطبيع الذي يمثل ضوء أخضرًا لاستمرار العدوان.
بدوره، اعتبر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية أن اقتحام الوزير الإسرائيلي بن غفير للمسجد الأقصى يشكل تحديًا خطيرًا لمشاعر جميع أبناء شعبنا الفلسطيني.
ودعا رئيس الوزراء في مستهل جلسة الحكومة الـ188، المنعقدة بمدينة رام الله، اليوم الثلاثاء، أبناء الشعب الفلسطيني الذين أحبطوا مؤامرة البوابات إلى التصدي لمثل هذه الاقتحامات، التي تستهدف جعل المسجد الأقصى معبدًا يهوديًا، ما يشكل انتهاكًا لكل الأعراف، والقيم، والاتفاقيات، والقوانين الدولية، وتعهدات إسرائيل للرئيس الأميركي.
وأكد، أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة تتحمل كامل المسؤولية عن كل ما سيترتب على عدوانها بحق مدننا، وبلداتنا، وقرانا، ومخيماتنا، وما يرافق تلك الاقتحامات من عمليات قتل، وهدم، واعتقال، والتي كان آخرها فجر اليوم باستشهاد الطفل آدم عياد، وفجر أمس الشهيدين الشابين محمد حوشية، وفؤاد عابد، إضافة لعشرات الإصابات، وتفجير ثلاثة منازل، في إطار سياسة ممنهجة تستهدف شعبنا.
تشييع الفتى آدم عصام عياد
وشدد اشتية على أن الشعب الفلسطيني لن يتوقف عن مواصلة نضاله المشروع، حتى نيل حقوقه بإقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس، وسيتصدى بكل قوة لهذه السياسات والإجراءات العنصرية.
في غضون ذلك، شيع مئات الفلسطينيين في محافظة بيت لحم بالضفة يوم أمس، جثمان الشهيد الفتى آدم عصام عياد من مخيم الدهيشة، واستشهد الطفل عياد فجر اليوم متأثرًا بإصابته برصاصة في الصدر، خلال اقتحام قوات الاحتلال الاسرائيلي مخيم الدهيشة، جنوب بيت لحم.
وأعلنت لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة بيت لحم الإضراب الشامل حدادًا على روح الشهيد الفتى عياد.
يذكر، أن 224 شهيدًا فلسطينيًا قضوا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي العام الماضي 2022، بينهم 59 من محافظة جنين.