
- إقتراح إنشاء مخبر للدراسات الأكاديمية يهتم بالأدب والثقافة الشعبية وتراث المنطقة.
- العمل في إطار أكاديمي على ترسيم الثقافة الشعبية اللامادية وتدوينها والعمل على جعلها رسمية معبرة على خصوصية المنطقة ومن ثم إتخاذها مستندا لدراسات أخرى في حقول العلوم الإنسانية والإجتماعية.
يعد الأدب الشعبي بجميع أنواعه من المحاور الرئيسية في المنظومة الأدبية للمجتمعات بمختلف إنتماءاتها، فهو جزء لا يتجزأ من الكيان المشكل للهوية الوطنية والقومية، وقد شهد المجتمع الجزائري عبر مراحل تاريخه المختلفة ألوانا وإشكالا عديدة من الأدب الشعبي كانت مواكبة لمختلف التغيرات التي تطرأ على المجتمع الجزائري، فكانت الحافظة لتاريخه والمبرزة لبطولاته، والمرآة التي تعكس رؤيته للواقع، وتعطي للمتلقي رؤية حول طبيعة تفكيره،.
ولعل أهم ما يعطي دلالة على أهمية الأدب الشعبي الجزائري هو الإهتمام الكبير الذي لقيه من قبل الرحالة الفرنسيين خلال فترة الإستعمار ، ومن الأمور التي تجعله يكتسي طابعا أو بعدا محوريا هو تنوعه من منطقة لأخرى، وتعتبر منطقة الونشريس من أهم المناطق التي تكتسي زخما ثريا في هذا المجال، بحيث تضم في نطاقها العديد من المناطق التي نبغ فيها الكثير من الشعراء والأدباء في هذا الجنس الأدبي، وقد جاء هذا الملتقى ليجمع شتاته ويسبر أغواره ويستنطق مكامنه وقضاياه، ومن ثم الإستفادة منه، وتوظيف ما يمكن توظيفه منه في شتى مناحي الحياة .
أختتمت أول أمس بجامعة أحمد بن يحى الونشريسي في تيسمسيلت، أشغال الملتقى الوطني بالتحاضر عن بعد الموسوم ب ” الأدب الشعبي في منطقة الونشريس– بحث في الأشكال والقضايا –”، من تنظيم كلية الآداب واللغات، قسم اللغة والأدب العربي بجامعة تيسمسيلت بالإشتراك مع مخبر اللهجات ومعالجة الكلام بجامعة أحمد بن بلة 01 بوهران.
الملتقى تحت رعاية مدير الجامعة عبد المجيد دهوم وبإشراف من عميد كلية الآداب واللغات الدكتور قردان الميلود، عرف حضورا لافتا من قبل طلبة الجامعة ومشاركة واسعة من قبل دكاترة وأساتذة وباحثين من مختلف جامعات الوطن على غرار، تيسمسيلت، تيارت، خميس مليانة، ورقلة، البليدة، الشلف، تلمسان، مستغانم، وهران، الجزائر، الوادي، خنشلة، ومشاركة المدرسة العليا للأستاذة بالعاصمة.
ويهدف الملتقى إلى تسليط الضوء على منطقة الونشريس، وكشف أبعادها الثقافية والحضرية، كشف مختلف أنماط الأدب الشعبي وتوضيح أهم الأعلام والقضايا التي تميز بها هذا النوع من الأدب في منطقة الونشريس، محاولة إستنطاق نصوص الأدب الشعبي بالمنطقة والبحث في أشكاله وقراءتها في ظل المقاربات الجديدة، وأيضا تسجيل قضايا الأدب الشعبي المكتوبة والمروية بالمنطقة سواء في فترة الثورة التحريرية أو ما بعدها، أين تضمنت محاوره في عدد من النقاط أبرزها أشكال الأدب الشعبي في منطقة الونشريس (الشعر الملحون، الحكاية الشعبية والخرافية، القصص، الأمثال )، قضايا الأدب الشعبي في منطقة الونشريس، أعلام الأدب الشعبي في منطقة الونشريس ، قراءة الأدب الشعبي في منطقة الونشريس وفق المقاربات الجديدة ، الحضور النسوي في الأدب الشعبي بالمنطقة ، حضور الثورة الجزائرية في الأدب الشعبي بمنطقة الونشريس.
هذا وتم في نفس السياق، تقديم العديد من المداخلات من قبل المتدخلين لولوج هذا الجانب من الأدب الشعبي في منطقة الونشريس.
وفي الختام، خرجت اللجنة المكلفة بصياغة توصيات الملتقى بما يلي: إيلاء الشكر للقائمين على الملتقى وبالخصوص الأستاذين قردان الميلود ، وفتوح محمود وكل من رفقهما من الأساتذة أعضاء اللجنة العلمية وأعضاء اللجنة التنظيمية وسائر الأساتذة الذين ساهموا في إنجاح الملتقى، العمل على تنظيم طبعات أخرى لهذا الملتقى مع تحديد عنوان فرعي في كل مرة يركز على شكل معين من أشكال الخطاب الشعبي وقضايا أخرى، إقتراح إنشاء مخبر للدراسات الأكاديمية يهتم بالأدب والثقافة الشعبية وتراث المنطقة، أن يكون للفاعلين في الشعر الشعبي والثقافة الشعبية حضورا وتواجدا في الطبعات المقبلة، وأن يعمل مع الهيئات المعنية على تحفيز وتشجيع تلك الطاقات الفاعلة، العمل على التنسيق بين الوسط الجامعي والجمعيات الثقافية والهيئات المحلية والوطنية القائمة على الشأن الثقافي في تأطير الطبعات المقبلة، العمل في إطار أكاديمي على ترسيم الثقافة الشعبية اللامادية وتدوينها والعمل على جعلها رسمية معبرة على خصوصية المنطقة ومن ثم إتخاذها مستندا لدراسات أخرى في حقول العلوم الإنسانية والإجتماعية.
ومما تجدر الإشارة إليه في الأخير، أنه تم خلال الملتقى تقديم العديد من المداخلات على غرار النزعة الوطنية في الشعر الشعبي بمنطقة الونشريس قراءة في نص ” من وحي الونشريس ” لمقدود يوسف، الجسد الأمومي منسلخا عن ذاته – قراءة في حكاية بقرة اليتامى لا تموت وفق سيميائية البصمة والجسد-“، قضية الثورة الجزائريةفي الشعر الشعبي المعاصر بمنطقة الونشريس ، مقاربة ثقافية لقصيدة ” حزن في قفص للشاعر قاسم شيخاوي، العلامات الأيوقونية في الشعر الملحون الونشريسي مقاربة سيميائية في قصيدة “فتن ” للشاعر محمد ملاحي، الأبعاد الثقافية والتاريخية والفنية للأشكال الأدبية الشعبية في منطقة الونشريس قصيدة بيني وبينك ورنسيس لقاسم شيخاوي –أنموذجا -، النزوع الصوفي في الشعر الشعبي الجزائري – شعراء منطقة الونشريس نموذجا -، الصور المتناقضات لشخصية المرأة من خلال المثل الشعبي لمنطقة الونشريس، تجليات قضية الثورة في الأدب الشعبي بمنطقة الونشريس– قصيدة ستون شمعة لقاسم شيخاوي أنموذجا -، القيم التربوية والدينية من خلال قصائد الأغنية البدوية الشيخ الميلود الفيالاري أنموذجا، الإتجاه الصوفي في شعر شعراء الونشريس منطقة بني لحسن نموذجا، البعد الدلالي للمثل الشعبي وأهميته في منطقة الونشريس، النسق الذكوري والأنثوي في الأمثال الشعبية – مقاربة ثقافية في منطقة الونشريس ، صور الأدب الشعبي في منطقة الونشريس– الحكايات الشعبية التاريخية والأساطير أنموجا، أدبيات المرأة في المنجز الشعبي في منطقة الونشريس– قراءة موضوعاتية لنماذج شعرية، قراءة في حياة الشاعر الكبير عمار الغالمي التيسمسيلتي ـ الثورة الجزائرية في القصيدة الشعبية بمنطقة الونشريس ” من وحي الونشريس ليوسف مقدود ، الأدب الشعبي وإشكالية الهوية -المفاهيم والمنطلقات-، الألغاز الشعبية وأثرها في تنمية المهارات التواصلية لدى طلاب الكتاتيب – منطقة تيسمسيلت أنموذجا .
جطي عبد القادر