الجهوي‎محطات

إحياء ليالي الخط والمخطوط في طبعتها السابعة

المتحف العمومي الوطني للخط الإسلامي لمدينة تلمسان

إحياء للكراسي العلمية بالمساجد الزيانية بمدينة تلمسان واحتفالا بشهر رمضان الكريم، واليوم العربي للمخطوط، تعود الندوات الوطنية التراثية العطرة “ليالي الخط والمخطوط” في طبعتها السابعة بمواضيع جديدة تصب في التعريف بخزائن المخطوطات بالتراب الوطني والقائمين عليها، كما تسلط الضوء على تقاليد نساخة وصناعة المخطوط الإسلامي.

حيث تميزت هذه الطبعة، بالتطرق إلى توظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في فهرسة ودراسة التراث المخطوط، وكذا تنظيم معرض فني راقي من 100 لوحة متنوعة الخطوط  بعنوان “أسماء الله الحسنى” مع برمجة ورشات حية في الخط العربي من تأطير ثلة من الخطاطين. هذا وعرف البرنامج المسطر من قبل المتحف العمومي الوطني للخط الإسلامي لمدينة تلمسان على مدار ليلتين متتاليتين عدة معارض ومداخلات، نشطها دكاترة مختصين في المجال منها مداخلة موسومة بعنوان دور خزانات المخطوط في الحفاظ على الهوية وكتاب التاريخ في الجزائر- خزانة عائلة الشلاَلي  أنموذجا من إلقاء الأستاذ الدكتور محمد النذير شلاَلي (مالك خزانة مخطوطات عنابة) بمسجد أبي الحسن التنسي، سلّط من خلالها الضوء على خزانة مخطوطات عائلة الشلاَلي، من خلال استعراض بعض خزائن مخطوطات المنطقة وكذلك الكتب التي حافظت تاريخ الأمة، مع توضيح عدة جوانب ساهمت فيها خزانات المخطوطات في كتابة التاريخ الثقافي والعلمي، حيث حافظت بذلك على هوية المجتمع العلمية والتاريخية وانتمائه العربي الإسلامي، إلى جانب التطرق لنماذج من الكتب التاريخية طبعت من خلال مصادرها المخطوطة وبعض خزانات المخطوطات بولاية عنابة، أما المداخلة الثانية التي نشطها الدكتور محمد بن عزوزي بـ (مركز البحث في العلوم الإسلامية والحضارة بالأغواط) تحت عـنوان الحلية النبوية الشريفة – قراءة فنية في بعض النماذج، أكد فيها أن الحلية النبوية الشريفة هي لوحة مستقلة مزخرفة ومؤ طره بأطر زخرفية بديعة عليها كتابات خطية متنوعة بالخط العربي في تنسيق بديع لنص محدد تنظمنه أوصاف النبي صلى الله عليه وسلم حيث تبارى الخطاطون في إتقانها، وعدَت نموذجا متميز يكتبه الخطاطين تتكون من اسطر عديدة تكتب بالثلث والنسخ وعادة التعليق الفارسي وبعض الخطوط الأخرى في العصر الحديث، وحاول في هذه المداخلة إبراز السمات الفنية للحلية مع تحليل خطوطها من خلال نماذج للحلية النبوية الشريفة.

المداخلة الثالثة التي نشطها الدكتور محمد الياس بومديني (المركز الوطني للمخطوطات – ملحقة تلمسان) بعنوان التراث الوثائقي في عصر الإنسانيات الرقمية – فرص وتحديات الحفظ وإعادة التوظيف، أشار فيها إلى مصطلح الإنسانيات الرقمية إلى استثمار الإمكانيات الفائقة لتكنولوجيا المعلومات والاتصال من اجل ترقية أساليب ومناهج البحث في مجال العلوم الإنسانية باعتبار المخطوطات مادة علمية لكثير من التخصصات التابعة لهذا المجال العلمي، ويمكن لرقمنة هذه المادة التراثية أن تكون سبيلا لإتاحة هذه المعلومات والاستفادة منها في الأبحاث العلمية. يقع على عاتق المراكز الحافظة لهذا التراث مسؤولية إتاحة المقتنيات الموجودة لديها. والتي يطلبها الجمهور ويتوقعها الدارسون، قد أزالت التكنولوجيات الحديثة الحواجز التقليدية التي كانت تقف حائلا أمام إتاحة المعلومات التراثية من مسافات جغرافية وظروف اقتصادية وحدود سياسية وحساسية ثقافية ظهر لدى الباحثين مجالات جديدة لتساؤل والبحث أبرزتها التطبيقات لتجميع مصادر المعلومات من مختلف الأماكن والمجالات ولتحكم في النصوص والصور الرقمية بأساليب جديدة وهو فعلا ما حاول الدكتور محمد الياس بومديني الوقوف عليه بهذه الدراسة التي تبحث في الحلول الرقمية التطبيقية التي يمكن إدخالها على التراث العربي المخطوط، في حين تميزت المداخلة التطبيقية (الورشة) التي نشطها الأستاذ جيلالي فرجاني ( خطاط بتيسمسيلت) بعنوان خط الرقعة بين الكلاسيكية والضرورة الجمالية من خلال محاكاة  الخطاط محمد عزت افندي، اعتبر فيها خط الرقعة خط عربي يتميز بالسرعة في  كتاباته يجمع في حروفه بين القوة والجمال في آن واحد، حيث تعتبر المدرسة العثمانية أول من ضبط قواعده من خلال جهود الخطاط ممتاز بك سنة 1280ه/1863م، إذ تطرق الأستاذ خلال الورشة إلى خصائص خط الرقعة مع شرح لحروفه المفردة وزاوية الكتابة وبعض أسرار هذا الخط الجميل، لتختتم الورشة التطبيقية بكتابة امشاق في محاكاة للخطاط محمد عزت افندي.

وقد تميزت الليلة الثانية والختامية من “ليالي الخط والمخطوط ” في طبعتها السابعة بمعرض فـني بقصر الثقافة عبد الكريم دالي بإمامة تلمسان، بعنوان أسماء الله الحسنى للفنان الحروفي الأستاذ نور الدين كور من ولاية وهران، تم من خلاله عرض 100 لوحة فنية بمختلف  أنواع  الخطوط العربية، كما تم عرض كاتالوغ يتضمن بطاقة فنية لكل هذه اللوحات الفنية من انجاز طاقم المتحف مع بعض المنشورات، بالإضافة إلى تنظيم ورشة في الخط العربي وفن الحروفية على هامش المعرض.

ع. أمــيـر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى