
تبيّن للخبراء أنّ للرقمنة والذكاء الإصطناعي سلبيات مثل الإيجابيات، يستغلها المحتالون والمحترفون في التزييف للقيام بعمليات تضر باقتصادات الدول بشكل خاص عمليات الاحتيال، حيث تمكّن المجرمون والمحتالون في إبتكار طرق جديدة لا تخطر على بال أحد، لأستخراج المزيد من الأموال بفضل تحكّمهم في التكنولوجيا الجديدة.
إن الاحتيال عبر الإنترنت لم يتوقف فقط عند الاحتيال المالي بل تعداه إلى غسل الأموال واختلاس الأموال العامة، رغم أنّ الظاهرة ضاربة جذورها في القدم وأضرارها كانت محدودة ونسبية وليست بالظاهرة الجديدة، وإنما تطورت بشكل مذهل وغير مسبوق لدرجة الخوف باستخدام أدوات الرقمنة والذكاء الإصطناعي. لأنّ هذه التقنيات التكنولوجية منحت حتى الفرصة لكل من يحترف الحاسوب ويتفنن في استخدام الرقمنة، وأيضا باستخدام حلول من برامج مُجمّعة يتم شراؤها “على الرف” على شبكة الإنترنت المظلمة ُ، أصبح الإقبال عليها بطريقة مُتاحة وفضولية أيضا. ودون الحاجة إلى إتقان أجهزة الحاسوب أو الترميز، وذلك من خلال، وهكذا. وعليه فقد حذّر الخبراء من كل الطرق والعمليات المشبوهة باستخدام البيانات الخاصة للأشخاص او العامة للممتلكات، وبشكل عام المواقع والروابط الوهمية التي كانت سببا مباشرا وراء تقمّص الهويات المرئية للمواقع الحكومية؟ كما لا يمكننا إهمال مطارهة جديدة يستعملها المحتالون والمجرمون من خلال الذكاء الاصطناعي التوليدي من نوع “شات جي بي تي” (ChatGPT) الذين يقومن بنشر معلومات كاذبة على شبكات التواصل الاجتماعي بلغة سلسة ومثير للاجتذاب الأشخاص من شأنها تمنعُ عنا اكتشاف حقيقة هذه المواقع المزيفة بشكل أكثر صعوبة.
إستنساخ الأصوات في عمليات الإحتيال
وحسب دراسة علمية جديدة، أصبح القلقُ مُتزايدا باستعمال تقنية (استنساخ الصوت) في عمليات الاحتيال الإلكترونية، حيث أنّ الذكاء الإصطناعي أصبح يستغل هذه التقنية المتطورة والفعالة في نشاطهم الإجرامي، حيث أنّ عمليات الاحتيال الصوتية ترتكز أساسا على استخدم الهواتف الذكية بواسطة أدوات النسخ الصوتي المُستندة إلى الذكاء الاصطناعي الموجودة عبر الإنترنت. وعليه يؤكد الخبراء أنّ لنسخ الصوتي عبر الذكاء الاصطناعي الذي بات من شبه المستحيل تمييزه عن الصوت البشري، يتيح للأشخاص سيئين النية كالمحتالين، الحصول على معلومات ومبالغ من الضحايا بأسلوب أكثر فعالية مما يعتمدون عليه في العادة. كما أنّ هناك تطبيقات كثيرة مجانية عبر الإنترنت بوسعها استنساخ الصوت الفعلي لشخص ما عبر برنامج للذكاء الاصطناعي، يستند إلى تسجيل قصير لصوت هذا الشخص. ويمكن للمحتال أن يحصل على تسجيلات مماثلة من محتويات منشورة من الضحية عبر الإنترنت.. كما أنّ المحتالين المحتالين يستخدمون طرقا أخرى كاستخدام لهجات متنوّعة وتقليد الطريقة التي يتحدث بها الأشخاص الذين يتمُّ استهدافهم. وأظهر استطلاع شمل 9 دول، أنّ نحو 7 آلاف شخص تعرضوا لعمليات الإحتيال من خلال أصواتهم، وفي الولايات المتحدة وحدها، تمّ إحصاء شخصاً واحداً من كل 4 استُهدف بمحاولة احتيال صوتي عبر الذكاء الاصطناعي، وكل هؤلاء أكدوا بأنّهم لم يتمكنوا من التمييز بين الصوت الحقيقي والصوت المستنسخ، بل أنّ الدراسة ذهبت إلى أبعد من ذلك حين حذرا بأنّ عمليات الاحتيال لم تتوقف ند هذا الحد بل طالت حتى الأجداد
فصل المجتمع عن خصوصياته
من جهتهم، يصف علماء الاجتماع هذه التقنيات المستخدمة بواسطة الذكاء الإصطناعي في عمليات الإحتيال بالوحش الذي يعمل على فصل المجتمع عن طبيعته الأصلية، بحيث لم يعد مكانة للخصوصية الشخصية، وعليه أصبح الإنسان، وفي غياب الضوابط الأخلاقية في استعمال الذكاء الاصطناعي لا يجد نفسه فقط في مواجهة مع الأجهزة، وما ينجر عن الذكاء الاصطناعي وإنما هو في مواجهة ما ينتجه الإنسان في حد ذاته من احتيال إلكتروني. ناهيك التخلي عن القيم الاجتماعية التي كانت تميز البشر، من خلال التطبيقات الجديدة التي ساهمت بشكل كبير في وعمليات الغش أو الاحتيال في غياب الضمير. وعليه فإنّ آلية برامج التزوير القائمة على الذكاء الاصطناعي أصبحت في متناول هؤلاء المحتالين من خلال سهولة نسخ الوجوه والأصوات، بل أنّ الخبراء أكثر ما يخافون منه، هو توفّر روبوتات الدردشة وبرامج التزوير القائمة على الذكاء الاصطناعي الأرضية الخصبة والظروف الملآئمة للجرائم الإلكترونية، وبشكل خاص أن يتمكّن قراصنة الأنترنت من تبادل الخطط والرسائل الإحتيالية، خاصة بعد تسرّب المعلومات .
بقلم: مـحـمـد الأمـيـن