الجهوي‎

أين ارتكبت فرنسا محرقة سنة 1845 راح ضحية أزيد من 1500 شهيد

منظمة المحامين لمستغانم بالتنسيق مع جمعية كنوز تنظم رحلة استكشافية إلى مغارة أولاد رياح

نظمت منظمة المحامين لناحية مستغانم بالتنسيق مع قيادة جمعية كنوز مستغانم للبحث التاريخي وحفظ الذاكرة الوطنية، رحلة استكشافية بموقع مغارة الفراشيح أو محرقة أولاد رياح بجبال الظهرة على مستوى إقليم بلدية النقمارية بدائرة عشعاشة بأقصى شرق ولاية مستغانم، وذلك بحضور ومشاركة جمع من المحامين وكذا أساتذة باحثين في ذات الشأن.

الرحلة التي استمرت على مدار ساعات اليوم، استغرقت ما يتجاوز الـ 3 ساعات من قلب عاصمة الولاية تجاه المعلم أي المغارة، التي ارتكبت بها فرنسا الاستعمارية في الـ 18 جوان من سنة 1845 جريمة وحشية جد بشعة في حق سكان  قبيلة أولاد رياح، بعدما لجأوا خوفا من بطش العساكر الفرنسيين إلى جوف المغارة، حيث قام المجرم “الكولونيل بيليسي” بإعطاء أوامر إضرام النيران بذات الموقع ليحترق كل من بداخلها.

رئيس جمعية كنوز مستغانم الإعلامي الأستاذ الباحث “الحاج عبد القادر رحامنية” قدم بالمناسبة مداخلة أبرز فيها بشاعة المستدمر الفرنسي وجرائمه التي لا توصف. كما لا تغتفر ولا تنسى إلى الأبد، مسترسلا في سرد الأسباب والنتائج التي تمخضت عن المحرقة التي أفضت إلى استشهاد أزيد من 1500 ضحية جلهم من النساء الأطفال والشيوخ ممن تفحمت أجسادهم وذابت بفعل شدة الحرارة.

كما ناشد جمع المحامين وقيادة المنظمة إلى رفع ملف الجريمة لطرحها أمام المحاكم الدولية، باعتبارها جريمة ضد الإنسانية واصفا إياها بالهولوكوست الفرنسي. من جانبه، الباحث الأستاذ فاضل طالب الجهات الوصية على القطاع التربوي إلى إدراج المحرقة ضمن البرامج والمناهج التربوية، حتى يتسنى الإبقاء على الذاكرة الوطنية حية ومستمرة في عقول أجيال المستقبل .

نقيب المحامين الأستاذ “بوقرط” ووسط قيادة المنظمة لناحية مستغانم على غرار كل من الأساتذة ” الشارف عباسة”، “الحاج البشير شليلي و”عائشة حمدان”، ثمن   في كلمته عند فوهة المغارة وبعين المكان الذي اقترفت فيه الجريمة النكراء، أهداف الزيارة الميدانية، حيث استرسل وبلغة الفقه القانوني والحقائق التاريخية بكل شواهدها ومستنداتها التي تطل ماثلة للعيان، سلسلة الجرائم الفرنسية على مدار 132 سنة من الاحتلال وارتكاب أبشع أشكال المحارق التي تسببت في تراجع تعداد سكان الجزائر وتناقصهم، منوها في ذات السياق بتضحيات الشعب الفلسطيني وتحدياته للجرائم وحروب الإبادة الصهيونية التي يقف العالم اليوم متفرجا وعاجزا إمام إيقافها رغم فداحتها وبشاعتها. نقيب المحامين أشاد بالمواقف الجزائرية السياسية والديبلوماسية الرسمية، وكذا الشعبية المشرفة كما وصفها في المحافل الدولية والمؤيدة للشعب المقهور في غزة وكل شبر من أرض الرباط المباركة.

الرحلة الاستكشافية شاركت أطوارها جريدة “البديل”، حيث تابعت تدخلات الأساتذة وكذا الورشات المنتظمة على الهواء الطلق وسط أجواء تنظيمية تستحق التنويه والمساعدات التي وفرتها السلطات المحلية لإنجاح الزيارة والوقفة، حيث ارتكبت القوات الفرنسية جريمتها التي تبقى شواهدها ماثلة إلى حد اليوم على غرار العديد من المواقع والمعالم التي تستحق الوقفات مثلما تعمل على تجسيده قيادة جمعية “كنوز مستغانم” للبحث التاريخي وحفظ الذاكرة الوطنية التي يرأسها الأستاذ “عبد القادر رحامنية”.

مختار مولود

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى