الحدث

“ألا نامت عين الجبناء”

طوفان الأقصى يلتحم بطوفان الجزائريين ويزلزل الشوارع مُدويا:

هب الخميس الماضي الشعب الجزائري على بكرة أبيه إلى الشوارع في ثماني وخمسين ولاية على قلب رجل واحد وامرأة واحدة وحناجرهم تردد شعارات النصرة والتضامن مع الشعب الفلسطيني في عز محنته وما يقاسه أشقاؤهم في قطاع غزة من همجية وإرهاب الكيان الصهيوني. صغارا وكبارا وشيوخا ظلوا وقفوا يصرخون ضد بربرية المحتل الصهيوني والمجازر البشعة المرتكبة في حق المواطنين العزل وينددون بتخاذل الحكام العرب خاصة منهم المطبعين ومناصرين للقضية الفلسطينية التي ستظل قضية الأمة العربية والإسلامية إلى الأبد. طوافان الأقصى إلتحم بطوفان الجزائريين والجزائريات ليصنع لوحة من القلب إلى القلب.

إن التلاحم الكبير الذي شاهده العالم كله بين الشعبين الجزائري والفلسطيني اكد للمرة المليون ان الجزائر كانت ولازالت وستظل مع فلسطين ظالمة أو مظلومة، وأكدت انّ الجزائر رئيسا وحكومة وشعبا لن يتخلوا عن وفائهم لأرض المحشر والمنشر، وهذه المسيرات التضامنية فقط من أضعف الإيمان. لأنّ هناك ابواقا تنعق بأن الجزائر لم تفعل شيئا لفلسطين في هذه المحنة العصيبة التي يمر بها قطاع غزة، لكنهم تناسوا وتجاهلوا بأن رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون قالها في اكثر من مناسبة ان الجزائر لن تتخلى على قضية فلسطين وليس بحاجة لأن يملا الساحة خطبا وظهورا استعراضيا وإنما له من الفراسة والحكمة والتجربة ما يجعله في منآى عن هذه البهرجة الإعلامية ويعرف ما يعمل ويدرك خطورة المرحلة وصعوبة المهمة وله من الجرأة ان يفعل الكثير باسم الشعب الجزائري دون تردد أو تخاذل أو تهاون مثل معظم الحكاك والقادة العرب الذين يطلون علينا بتعليقات كان من الأفضل لهم أن يصمتوا ويتواروا عن الأنظار وبطن الرض خير لهم من ظهرها لو كانوا يبصرون. وليس أخيرا يجب ان نجاهر بحبنا بل وعشقنا لفلسطين ونرد الصاع صاعين للذباب الالكتروني وكل الذين يسوقون الخطاب الإنهزامي بان الكيان الصهيون بتواطئ أمريكا أقوى من مواجهتهما، وبشكل خاص أولئك الذين يخملون (حماس) و(كتائب القسام) مسؤولية بما حدث في قطاع غزة. إلى كل هؤلاء الانهزاميين والمتخاذلين أن الكيان الصهيوني عجز على حماية نفسه من مقاومة واحدة فاستنجد بأمريكا لتمده بالجنود والسلاح، فكيف سيحمي الدول المطبعة ويمنح الأمن لهم؟ إن الصهاينة مهما استنجدوا بالأمركيين فانهم يمارسون الإرهاب الدولي في حق شعب اعزل، والجيش الذي يسحق شعبا بالقنابل ويتبع سياسة الأرض المحروقة وافبادة الجماعية ويرتكب جرائم ضد الإنسانية ثم يتفاخر فهذا جيش نذل وحقير وجبان وليس له من المروءة ولا النخوة شيئا هو ومن يتواطئ معه مهما كان إما عسكريا أو سياسيا أو صمتا. النصر لا يبنى على جماجم البرياء بل في ساحة الوغى والكيان الصهيون أجبن بكثير بأن يواجه رجال المقاومة أينما كانوا وجها لوجه. فعلى دعاة الإنهزامية والإستسلام أن يفهموا انهم يسوا اقل صهيونية من الصهاينة أنفسهم، لأن المقاومة الباسلة في قطاع غزة يدركون جيدا ما يقومون به واهل مكة أدرى بشعابها، وله ليس فقط افيمان بالله بل اليقين بأن الله معهم ومن يُغالب الله يُغلب، ويعرفون جيدا أنهم وحدهم إلى دعاء الشعوب العربية بنصرتهم لأن لا حول ولا قوة لهم امام حكامهم المتخاذلين ومعظمهم خائنون. قالها الرئس عبد المجيد تبون بصريح العبارة بأن الشعب الجزائر حر ويظل حرا وسيدا في كل قراراته ومساندته للشعب الفلسطيني نابعة من إيمانه وتمسكه بالقضية الأم. وظل يجاهر بها حتى من على منصة الأمم المتحدة دون مواربة أو مناورة أوخوفا أو تردد مثل الكثير من القادة العرب. والشعب الجزائري في مسيراته الخميس الماضي عبر كل ولايات الوطن، أرسل رسالة قوية، أولها أنّ الجزائر لا زالت مع فلسكين ظالمة أو مظلومة، وثانيها للمقاومة الباسلة وللأشقاء الفلسطينين في قطاع غزة بأن يرابطوا ويصبروا وصابروا لأنّ وضء الدم لم يعد يكفي، وثالث رسلة لكل المطبعين مع الكيان الصهيوني أنها فرصتكم الوحيدة لغسل جرمكم الأكبر ان تعودوا إلى شعوبكم وتلتحموا معهم وتلغوا كل اتفاقيات التطبيع وإلا سيأتي دوركم واحدا واحدا وما ذلك على الله بعزيز فلا نامت عين الجبناء.

رامي الحاج

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى